نقص المهارات والبنية التحتية الضعيفة يعوقان نمو جنوب أفريقيا

نقص المهارات والبنية التحتية الضعيفة يعوقان نمو جنوب أفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من نظام السكك الحديدية المتآكل، فإن شركة الفحم كول بروكيرمنز ساوث افريكا شركة الفحم التي تتخذ من جوهانسبرغ مقراً لها، نعمت لستة أشهر من الازدهار، بعد أن تمكنت من نقل جميع شحناتها المقررة عبر السكك الحديدية إلى ميناء دوربان.

وكانت التأشيرات وإلغاءات اللحظات الأخيرة أجبرت جورجزماير مدير الشركة، على استخدام النقل البري، الأغلى بنسبة 10 ـ 15 في المئة.

بيد أن السكة الحديدية تلعب دوراً حيوياً بالنسبة لشركة تصدر 600 ألف طن من الفحم سنوياً إلى عملاء صناعيين ومحليين في أوروبا، وغيرها من المناطق.

لقد شهد الطلب على الفحم، نمواً متزايداً، فقد أشار مصنعو المعدات الكهربائية الرئيسيون إلى أن العالم على شفا التحول من الغاز إلى الفحم. باعتباره الوقود المفضل لمحطات الطاقة، غير أن ممارسة هذه التجارة المربحة في وقت تعاني فيه بنية النقل التحتية المحلية من ضعف الاستثمار والإهمال حسبما قال مايرز أمر بالغ الصعوبة.

وكانت شركة تراتسنت شركة المرافق الحكومية والتي تمتلك شبكة السكك الحديدية في جنوب افريقيا سباقة في إدراك المشكلة وخططت لإنفاق قرابة 5 ,1 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة على خطوط النقل التي يستخدمها عملاء مثل كول بروكيرمنت.

وبدوره فإن ضعف الاستثمار أضر بشبكة الطاقة والموانئ والطرق في البلاد، في وقت تسعى فيه جنوب أفريقيا إلى تحسين الأوضاع.

وستقوم شركات المرافق الحكومية، بإنفاق 160 مليار راند، على مدى السنوات الخمس المقبلة على البنى التحتية للنقل والكهرباء والطرق. حيث يتولى نائب الرئيس قيادة فريق مهمته تعزيز معدل النمو الوسط إلى 6 في المئة بين عامي 2010 و2014، أي ضعف معدله منذ 1994، عند اجراء أول انتخابات ديمقراطية في البلاد.

وقد يبدو هذا الهدف، غير طموح، مقارنة مع بلدان نامية أخرى. فالاقتصاد الهندي نما بمعدل 1,8 في المئة خلال الربع الثاني، وتتطلع البلاد إلى الوصول بهدفها إلى 15 في المئة.

لاشك ان النمو أخذ في الإقلاع في جنوب افريقيا، غير ان امام البلاد صراع تخوضه للوصول به إلى مستوى أعلى والى ذلك يقول إيراج أبيديان، الرئيس التنفيذي لبان أفريكان انفستمنت آند ريسيرتش سيرفسز، التي تتخذ من جوهانسبرغ مقراً لها:

ان النمو المستدام، أو تحديد المسار هو الطريق الأمثل للحصول على نمو مستدام.مضيفاً بأن الأمر سيتطلب خمس سنوات أو ستا للوصول إلى السرعة المطلوبة.

ان الفوائد المحتملة حجة بالنسبة لاقتصاد كان في الحضيض خلال سنوات الحكم العنصري العجاف، ومن الراجح ان نمواً بواقع ستة في المئة، من شأنه مضاعفة الاقتصاد خلال اثني عشر عاماً معززا الناتج الإجمالي المحلي بالنسبة للفرد بأكثر من 60 في المئة حسبما قال ريموند بارسونز، أستاذ في جامعة بريتوريا.

كما ان شأنه خفض معدل البطالة من 26 في المئة الحالي، إلى أقل من 11 في المئة، في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 46 مليون نسمة. بيد ان العوائق مع ذلك كبيرة فقد صنف الكتاب السنوي للمعهد الدولي لتطور التنافسية لعام 2005، البنية التحتية لجنوب افريقيا في المرتبة 58 من أصل 60 اقتصاداً خضع للدراسة.

وكانت دراسة حديثة أجرتها مجموعة الضغط التجارية ساوث افريكافاونيشن وجدت ان البلاد تعتبر من أغلى البلاد كلفة اقتصادية حسب مقياس ADSC من بين البلدان الخمس عشرة التي خضعت للدراسة بما في ذلك الهند، والمغرب والبرازيل.

فقد استهلكت كلفة اللوجستيات في 2 ,15 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي لجنوب افريقيا مقارنة بـ 6 ,8 في المئة في الولايات المتحدة و11 إلى 12 في المئة في البرازيل والهند وفقاً لمعهد البحوث العلمية والصناعية الحكومي. وارتفعت حصة الشحن، المنقول براً إلى 75 في المئة العام الماضي من 72 في المئة عام 2003.

ومن المتوقع ان يرفع الانفاق الحكومي المخطط والتوسع الاقتصادي المترتب عليه النمو إلى ما يقارب 7 في المئة، وفقاً لمؤسسة ابيديان. ومع ذلك، فإن البنية التحتية ليست مجرد سكك حديدية وطرق.

فهي تشكل المهندسين والعمال المدربين، الذين تبنى على سواعدهم تلك الأشياء، لكن البلاد تعاني من نقص حاد من هؤلاء بحيث بلغ الأمر بكومباريسورسيز، شركة التعدين التي تتخذ من بريتوريا مقراً لها، ان تستورد عمال اللحام المتخصصين من ألمانيا العام الماضي لتحديث أفران أكسيد التيتانيوم التابعة لها، لعدم وجود عدد كاف من أمثالهم في البلاد ومما يؤسف له ان نقص المهارات ينسحب على المستويات كافة فإن الفشل في توفير الخدمات الأساسية مثل الماء، والصرف الصحي.

والطاقة بعد احد عشر عاماً من انتهاء الحكم العنصري، دفع الحكومة الوطنية إلى وضع مشروع لتوفير الكادر المؤهل إلى نصف بلديات البلاد البالغ عددها 284 بلدية، غير ان النظرة مع ذلك تبقى تفاؤلية، فقد بلغ النمو عام 2004، 5,4 في المئة، وهو الأعلى منذ عشرين عاماً.

وقد أعلنت الحكومة الشهر الماضي عن خطط لاستيراد 400 مهندس. وإلى ذلك، قال بيرس بارنفيك المستشار الأجنبي للرئيس ثابو مبيكي، ان البلاد تتمتع باستراتيجيات تنموية صحيحة ولا ينقصها سوى التطبيق الفعلي. ومع ذلك فلابد من بذل المزيد، فالشتاء الأوروبي القارس.

وازدياد الطلب على الفحم من شأنه زيادة الضغط على شبكة الخطوط الحديدية، التي مازالت تفقد حصتها في النقل لصالح النقل البري، غير ان ماير، مازال بالرغم من سنه أفضل حالاً، يستخدم النقل البري لثلث شحنات السنة الجديدة وهو يدفع سعراً أعلى، ولكن البلاد تعاني في الآونة ذاتها، وأشار في معرض تعليقه على ذلك إلى ان كل مستخدم للطرق سوف يدفع ثمن عدم فاعلية الخطوط الحديدية، قائلاً: «إنها أشد بطئاً من شاحنة محملة بالفحم».

ترجمة: وائل الخطيب

Email