المطبات تواجه مسلسل «أسمهان»

صراع على البطولة تكسبه كارول سماحة وتراجع نانسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

باشر النجم السوري فراس إبراهيم قبل عام بصفته منتجا، بالاستعداد لإنتاج مسلسل تلفزيوني ضخم يتناول فيه سيرة الفنانة السورية أسمهان، ولأنها عاشت حياة متشعبة العلاقات السياسية والفنية والاجتماعية وكانت القاسم المشترك في كل التناقضات التي حفلت بها بداية القرن الماضي، فقد طلب من المخرج السينمائي نبيل المالح كتابة العمل إلى جانب إخراجه.

وكان المنتج قد اشترى العمل جاهزا من المخرج ممدوح الأطرش الذي فشل على مدار أربع سنوات في إنتاجه، فلجأ إلى بيع العمل مرفقا به التنازل المادي والمعنوي عن كل فرد من أفراد عائلة الراحلة أسمهان.

واجه تنفيذ مسلسل أسمهان مطبات عديدة، أولها أم كلثوم التي عادت لتؤثر على أسمهان في مماتها كما فعلت في حياتها، فعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حظي به مسلسلها، إلا ان بعض المحطات الفضائية تخوفت من أن تخرج أسمهان في شخصية قديسة .

كما جرى لام كلثوم فقررت سلفا أنها لا ترغب الخوض في تجارب جديدة من هذا النوع، لا سيما أن الوسط الفني لا توجد فيه ممثلة قادرة على ان تقوم بدور أسمهان كوجه وكصوت في آن معا، نظرا لتفرد الراحلة في صوتها وصورتها أيضا.

والمطب الثاني كان في قيام بعض السوريين بالتنسيق مع المصريين من أجل انتاج مسلسل عن أسمهان، وقام وفد سوري بزيارة لمدينة الإنتاج الإعلامي، التقى خلالها بالمهندس عبد الرحمن حافظ الرئيس السابق لها، اتفق الجانبان على انتاج مسلسل تلفزيوني ضخم بعنوان «أميرة الغناء» يرصد مشوارها الفني حتى احترافها الغناء في مصر مع أخيها الفنان الراحل فريد الأطرش.

وقصص الحب في حياتها وعلاقتها بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وكان من تأليف د. وليد سيف، وكانت النية تتجه إلى إسناد دورها إلى ليلى علوي نظراً للشبه الكبير بينها وبين أسمهان. واتفق الجانبان على أن تقوم المدينة بترشيح فريق العمل.

واتفق على المخرج محمد فاضل للقيام بإخراجه وسيصور جزء كبير منه في جبال لبنان وسوريا الأمر الذي أوجد بلبلة لجهة الإنتاج الأولى وهي مؤسسة فراس إبراهيم وقد كاد ان يفهم انه ضربة تحت الحزام لولا رحيل مدير مدينة الإنتاج السابق عبد الرحمن حافظ وقدوم الحالي سيد حلمي الذي ارتأى احترام جهد الآخرين.

والمطب الثالث هو قيام ورثة الراحلة أسمهان بتوزيع بيان صحافي يطالبون فيه بالامتناع عن القيام بتجسيد حياتها نهائيا وجاء في نص البيان الذي حمل توقيع ابن أخ الراحلة عماد : « لا صحة إطلاقاً، أننا نحن ورثة المرحومة عمتي الأميرة آمال الأطرش المطربة الكبيرة الراحلة أسمهان.

قد وافقنا جميعنا أو تنازلنا جميعنا عن أية حقوق ارثية أو فنية لأي إنسان بشأن انتاج أي عمل فني عن المرحومة عمتي. ذلك ان الدعوى القضائية ضد ممدوح الأطرش في هذا الموضوع ما زالت منظورة أمام القضاء السوري ومحكمة النقض بالذات برقم ذمة 1665 تاريخ 29/8/2005 وبرقم مضمون 828.

وقد حصلنا على قرار قضائي من المحكمة نفسها بوقف تنفيذ أي عمل بهذا الخصوص يحمل الرقم 1210 أساس 5633 تاريخ 25/10/2005. كما ان محكمة الاستئناف الجزائية اللبنانية في جديدة المتن ما زالت تنظر في الدعوى المقامة في هذا الموضوع ضد ممدوح الأطرش رقمها أساس 1608/ 2005 ورقم 401/2005.

اننا نحمل ممدوح الأطرش وفراس إبراهيم ونبيل المالح وقمر الزمان علوش ومن معهم المسؤولية المدنية والجزائية بحال البدء بأي عمل فني عن المرحومة عمتي الأميرة آمال الأطرش المطربة الكبيرة الراحلة أسمهان وسنضطر لإقامة دعاوى جزائية بحقهم وبحق من يتعاون معهم».

ورد عليهم المخرج نبيل المالح: «هل علينا ان نقتل أسمهان مرتين..ان تناول موضوع أسمهان هو عمل استثنائي بكل المقاييس فأسمهان ومن خلال تعاملي مع شخصيتها ككاتب للعمل هي شخصية مشرقة، وفي وقت تتسابق المحطات لإنجاز أعمال ومسلسلات عن شخصيات مثل عبد الحليم حافظ وعمر الشريف ووردة الجزائرية وسعاد حسني.

ومن دون الانتقاص من قيمة أحد، فإنني لا أفهم لماذا يقف أحد ما في وجه انجاز عمل عن فنانة استثنائية سورية تمكنت خلال عشر سنوات من أن تصنع لها مكانة متقدمة بين الكبار، على كل ممدوح الأطرش قد حصل على قرار من محكمة النقض في دمشق بتاريخ 1/6/2004 يجيز متابعة الإجراءات التنفيذية لمسلسل تلفزيوني عن حياة الراحلة الأميرة آمال الأطرش ـ أسمهان ونحن بناء عليه سنتصرف».

وأعرب المنتج الفنان فراس إبراهيم عن خيبة أمله من التصريحات التي أطلقت في الصحافة من بعض أقرباء الراحلة أسمهان، مشيرا في حديثه لـ «البيان» ان لديه كل الأوراق الرسمية التي تؤكد قانونية عمله بعد ان اشترى كل الحقوق القانونية للعمل من ممدوح الأطرش ويضيف :

«في عمل كهذا لا نستطيع ان نخطو خطوة واحدة إلا إذا كان كل ما بين أيدينا رسميا وهذا ما قمنا به وبناء عليه تحركنا، في النهاية نحن أمام عمل غير عادي وأسمهان لم تكن شخصية عادية وإنما هي حالة سيتم من خلالها سبر الحالة الاجتماعية والسياسية والفكرية للفترة التي عاصرتها في المنطقة العربية.

خاصة وأنها لعبت دوراً أساسياً في الحياة السياسية واستطاعت أن تكون مثل مندوب الأمم المتحدة بين البريطانيين والسوريين رغم أن عمرها كان قصيراً، إلا أنها كانت امرأة تجمع في شخصها عشرات النساء».

ويتطرق المسلسل إلى شخصيات أخرى بارزة حضرت في حياتها، فعدد الشخصيات الرئيسية في العمل يصل إلى ثمانين، من بينها محمد التابعي وأمينة البارودي (تؤدي دورها سمية الخشاب)، حسنين باشا، محمد القصبجي، رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم. غير أن ترشيحات الممثلين ما زالت في طور البحث والاختيار.

ولو أن المخرج رجح المغنية اللبنانية نانسي عجرم لأداء دور أسمهان، إلا ان كارول سماحه هي الأوفر حظا للقيام بدورها وكما علمنا فان الاتفاق معها صار قاب قوسين أو أدنى، أما فريد الأطرش فيؤديه مطرب مصري.

كتب جمال آدم :

Email