الإعلانات تتجه إلى الشاشات الأصغر حجماً

الإعلانات تتجه إلى الشاشات الأصغر حجماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الإعلانات تتخلى عن الشاشة التلفزيونية العادية وتتجه إلى شاشات أصغر حجماً لتكون أقرب إلى الجمهور المستهدف حيث بدأت الإعلانات تتجه إلى شاشات الهاتف النقال في إطار دفعة أكبر من جانب المعلنين لخلق جيل من الإعلانات أقرب إلى الشخص وموجه إليه من إعلان التلفزيون ولوحات الشوارع.

وقال معلنون فيما نقلته صحيفة نيويورك تايمز انهم يشعرون بالإثارة من الإعلان عبر شاشات الهاتف النقال، الذي أصبح مجهزاً بأجهزة تحديد المواقع العالمية، وترسل إعلانات إلى مستهلكين حسب موقفهم. ويستطيع المعلنون نظرياً إرسال بيانات عن منتجات إلى مستخدمي الهاتف النقال الذين قد يكونون بالقرب من المتاجر التي تبيع هذه المنتجات.

وقالت لورا ماريوت مدير تنفيذي رابطة الإعلان عبر الهاتف، وهي مجموعة من شركات الهاتف ووكالات الإعلان وشركات التقنيات والمعلنين ان الإعلان عبر الهاتف النقال هو الرصاصة الفضية التي كنا نبحث عنها للإعلان من فترة طويلة.

لكن الإعلان عبر الهاتف النقال يثير بعض المخاوف، كما تقول مجموعات الدفاع عن حقوق المستهلك. يقول المنتقدون لهذا الاتجاه ان شارع ماديسون أفينو قد يضايق أصحاب الهواتف النقالة ويطاردهم كما تفعل الإعلانات على كل المساحات الخالية من لوحات الشوارع وواجهات المباني وجوانب الحافلات.

ويقول جاري روسكين مدير تنفيذي كوبرشيال ألبرت وهي جماعة للدفاع عن حقوق المستهلك، ان هذا جزء من تسلل الإعلانات إلى كل جوانب حياتنا، هذه إعلانات تظهر أمام وجهك مباشرة بلا استئذان.

وتقول شركات الهاتف النقال ان خطر فقدان الجمهور حافز قوي لخفض ضوضاء الإعلان. وليس قانونياً ان تسرب الشركات أرقام الهواتف إلى المعلنين، ومن حق الشركات ان تبعد المعلنين الذين يرسلون رسائل غير مرغوب فيها.

وينص القانون على أنه ليس من حق شركات الهاتف النقال ان تبث بيانات على هاتف المشترك بدون إذن. ومن الأفكار التي طرحتها شركات الاتصالات والمعلنون ان يتم عرض حوافز على المستهلك، مثل خفض الاشتراك الشهري، إذا وافقوا على استقبال الإعلانات على الهاتف.

ولا يزال الإعلان عبر الهاتف النقال حتى الآن محل جدل لكن هذا الوضع من المتوقع أن يتغير بسرعة لأن الإعلانات سوف تعتمد على رسومات أكثر تعقيداً وأفلام فيديو خلال العام الجاري.

بدأ بعض المعلنين بالفعل إرسال نصوص بسيطة إلى شاشات الهاتف النقال عندما يستخدم أصحابها الإنترنت على هواتفهم لزيادة مواقع معينة. وتحث حملات إعلانية أخرى المستهلكين على استخدام هواتفهم لإرسال رسائل قصيرة للمعلنين لاستقبال عروض تخفيضات.

وتنوي فيريزون للاتصالات اللاسلكية وشركة سبرنيت نكستل في مارس المقبل اختبار رد فعل المستهلك على إعلانات فيديو قصيرة على هواتفهم. لكن شركات الاتصالات قالت إنها لا تنوي نشر هذا على نطاق واسع خوفاً من إغضاب أصحاب الهواتف.

وتعتزم شركة إيسبن للبث الرياضي، التي تقدم خدمات تشمل إذاعة نتائج المباريات ونصوص قصيرة وأفلام فيديو على الهاتف النقال، ان تبدأ إرسال أفلام فيديو إعلانية قصيرة في وقت لاحق من العام الجاري من معلنين مثل شركة فيزا ونايكي وفنادق هلتون.

ومن الشركات الأخرى التي بدأت قياس ردود الأفعال على أفلام الفيديو الإعلانية أميركان اكسبريس وميكروسوفت وبيبسي وغيرها.

وكان حجم سوق الإعلان على الهاتف النقال 45 مليون دولار في 2005، والمتوقع ان يصل إلى 26,1 مليار دولار بحلول 2006، كما يقول روجر إنتنر محلل صناعة الاتصالات في شركة أوفام للأبحاث.

وقال رون راج نائب رئيس الإعلان والوسائل الجديدة في فيزا أميركا انه يتوقع ان يرى أشكالاً جديدة من الإعلان يمكن أن تكون مع النص المكتوب، مثل أفلام الفيديو وطبيعة الهاتف حسب موقعه. وقال ان الهاتف النقال جزء منك، ليس مثل الحاسوب أو المجلة أو التلفزيون.

هذه الطبيعة التي تجعل من الهاتف وسيطاً قوياً للإعلان يمكن ان تثير الكراهية ضدها وتضطر شركات الاتصالات إلى تناولها بحذر شديد جداً، كما يقول إدوارد شنايدر المحلل المالي في تشارنر إكوتي لأبحاث الأسهم، ويغطي صناعة الهاتف النقال.

وقال جيفري نلسون المتحدث باسم فيريزون للإتصالات اللاسلكية ان الشركة لا تنوي إرسال إعلانات فيديو بسرعة وعلى نطاق واسع إلى شاشات الهواتف النقالة مع مشتركيها.

ومن العناصر الأخرى التي تحد من إمكانية الإعلان عبر الهاتف النقال، تكنولوجيا الهواتف ذاتها، فهناك نسبة ضئيلة من الهواتف تستطيع عرض أفلام فيديو، رغم ان كثيراً منها تستطيع الاتصال بالإنترنت وتعرض بعض محتوياتها.

وتقول صناعة الاتصالات وبعض المعلنين إنهم قضوا سنوات لبحث كيفية إرسال إعلانات دون إزعاج المشتركين.

وقال أوجال كوهلي رئيس تنفيذي شركة رايم نيوميديا، التي تطور تقنيات إعلان بالفيديو إنه يأمل أن يستطيع نشاط الإعلان عبر الهاتف أن يحل بعض مشكلات المعلنين مع المستهلكين الذين يتجاهلون الإعلانات التلفزيونية بغض النظر عن حجم الشاشة لكون شاشة النقال حميمية وشخصية جداً.

ترجمة: أشرف رفيق

Email