توقعات بارتفاعه في العام الحالي

نشاط الحيازة والاندماج في جنوب إفريقيا يجذب الأضواء العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع محللون ومصرفيون أن يكون 2006 عاماً نشيطاً في سوق الحيازة والإندماج في جنوب إفريقيا، بسبب عوامل تشمل قوة اقتصاد البلاد وتحسن مستوى استقرار العملة والصفقات الكبرى التي أبرمت في العام الماضي التي لابد وان تمهد الطريق أمام إبرام مزيد من الصفقات في العام الحالي.

وحدد بنك باركليز عتبة جديدة لصفقات الحيازة والاندماج الإفريقية في مايو 2005 عندما وافق على دفع 5 مليارات دولار لبنك أبسا، أكبر بنك تجزئة في جنوب إفريقيا من حيث عدد العملاء.

وكانت هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ البلاد منذ انتخابات 1994 التي أنهت حكم العنصرية في البلاد وأحد أكبر الصفقات الإفريقية خارج نطاق قطاع البترول والتعدين.

وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز ان العام الماضي شهد شركة فودافون للاتصالات تعرض 5 ,2 مليار دولار أميركي «6 ,16 مليار راند» لشراء شركة فنفين الجنوب إفريقية لرفع حصتها في فوداكوم من 35% إلى 50%.

وفي قطاع التعدين كان عرض هارموني جولد الفاشل بالاندماج مع منافستها جولد فيلدس هو أكبر صفقة هجومية جريئة من نوعها في البلاد.

ويقول المصرفيون ان هذه الصفقات ساعدت في تسليط أنظار العالم على هذه الشركات لأن نشاط الحيازة والاندماج في جنوب إفريقيا، أكبر الاقتصاديات الإفريقية لم يكن ظاهراً على الخريطة العالمية.

وقال مارتين كنجستون رئيس دويتشه بنك في جنوب إفريقيا إنه سيندهش جداً اذا لم تبرم صفقة أو صفقتان عبر حدودية في جنوب إفريقيا.

ويرى الخبراء بالسوق ان قطاعي البنوك والهاتف المتحرك هما المرشحان لأكبر نشاط في الحيازة والاندماج خلال العام الحالي، وسجلت شركات القطاعين أرباحاً جيدة بسبب الطفرة الاستهلاكية في جنوب إفريقيا واندفاع الشركات نحو الشمال إلى أسواق خارجية، غير ان كثيراً من أسهم الشركات تحقق عائدات أقل من نظيرتها العالمية.

وقال كولين كولمان رئيس مكتب جولدمان ساكس في جنوب إفريقيا إن كثيراً من الشركات هناك لاتزال رخيصة الأسهم وهناك تكهنات بأن تكون عرضة للبيع المباشر أو الاندماج على الأقل.

وارتفع سعر سهم شركة إم. تي. إن للهاتف النقال في نوفمبر الماضي بعد ان اشترت حصة في ثاني أكبر شركة اتصالات في إيران وحصلت على ترخيص تشغيل هناك وأكدت أنها تجري مفاوضات مع شريك أجنبي غير معلوم. ويبلغ عدد المشتركين في خدمة إم. تي. إن 30 مليون ولها توكيلات في دول إفريقية خارج جنوب إفريقيا.

* قطاع البنوك

في قطاع البنوك قال منظمون في جنوب إفريقيا انهم يريدون استعادة أربع مؤسسات محلية كبيرة وهي سياسة يبدو أنها تستبعد الاندماجات. غير ان الهيئات التنظيمية لم تستبعد صفقة حيازة أخرى لشراء بنك محلي لصالح بنك أجنبي، بعد صفقة بنك أبسا.

وتوقع بعض المحللين عقب نجاح مجموعة أولدميتوال في شراء سكانديا منافستها السويدية مقابل 6 مليارات دولار، ان تسعى إلى بيع حصتها في مؤسسة فيدكور وسيكون ستاندارد بنك هدفاً كبيراً للحيازة، حتى بالنسبة لبنك عالمي كبير (قيمة اسهمه 16 مليار دولار) لكنه قد يسعى أيضاً إلى شراء بنوك أخرى في إطار توسيع شبكته الخارجية.

ويقول مصرفيون انهم يتوقعون صفقات عبر حدودية في قطاع التعدين، منها سعي شركات جنوب إفريقية لشراء شركات خارج البلاد لتنويع الأصول وبسبب قوة العملة المحلية.

* الإعلام

ويحتمل ان تجرى صفقات أيضاً في قطاع الإعلام، حيث ان أسهم شركة ناسبرز، أكبر شركة إعلامية في البلاد، قفزت العام الماضي عقب عرض غير مقبول من مجموعة بي. إس. جي لشراء 23% من أسهم الشركة.

وقد آثار العرض الذي لم يقبل حتى الآن تكهنات بأن ناسبرز قد تكون ساعية لشراء مجموعة إعلامية أجنبية كبرى وتدير الشركة اكبر شبكة محطات تلفزيونية مدفوعة في البلاد وتنشر أكثر الصحف اليومية مبيعاً وانتشاراً.

وقد أدى التغيير المستمر في التشريعات في جنوب إفريقيا وعدم استقرار العملة والضوابط الصارمة على العملة الأجنبية حتى الآن إلى منع شركات عالمية في الاستثمار فيها، حسب ما يقوله المحللون.

ومع ذلك سجل الراند (عملة محلية) استقراراً أمام الدولار الأميركي وعملات أجنبية أخرى خلال العام الماضي، بعد انخفاض حاد في الفترة من 2001 حتى 2004، وصدرت تشريعات جديدة حول الالتزام الاقتصادي للشركات نحو السود في العام الماضي مما أزال بعض الفحوص حول هذه العملية.

وقال كولمان من جولة مان ساكس هناك احتمالات قوية حالياً لتحرير تداولات العملة الأجنبية على الأقل، إذا لم يتم إلغاء كل القيود عليها. (وكالات)

ترجمة: أشرف رفيق

Email