بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر:

المستثمرون في الشرق الأوسط يتدفقون إلى آسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ المستثمرون في الشرق الأوسط البحث عن مواقع جديدة، يضعون فيها أموالهم متخمين بالسيولة النقدية الفائضة عن أسعار النفط المرتفعة، وهو الأمر الذي كان له وقع حسن لدى المطورين في أسواق العقارات المزدهرة في آسيا.

ولقد كان لضعف الدولار، والثقة المتجددة في الاقتصادات الآسيوية ـ وعملائها ـ أثر بالغ في تحسين صورة العقارات الآسيوية حسبما قاله مصرفيون شرق أوسطيون كما أن المستثمرين من منطقة الخليج يجدون صدوراً مفتوحة ويلقون حفاوة بالغة في آسيا، أكثر مما يجدونه في الغرب بعد الحادي عشر من سبتمبر تبين لهم أن الأسعار في بعض الدول تمكنت من الإفلات من نير ارتفاع قيم العملات في غير مكان من المعمورة.

ويعتبر تدفق الاستثمارات إلى مناطق مثل ماليزيا وسنغافورة بمثابة إشارة مبكرة على أن سنوات من الجهود التي بذلت لاستقطاب الاستثمارات من الشرق الأوسط، أتت ثمارها فلقد وقعت سنغافورة اتفاقات للتجارة الحرة مع بلدين في الشرق الأوسط، وهي في طور الاتفاق مع أربعة بلدان أخرى .

وكانت تلك الدولة المتطلعة إلى إثبات مكانتها، كبوابة للمستثمرين العرب إلى آسيا، أرسلت عدداً من البعثات التجارية إلى المنطقة خلال العامين الماضيين.

كما أن ماليزيا، ذات الأغلبية المسلمة، كانت سوقت نفسها في الآونة الأخيرة، كوجهة سياحية مثالية للمسافرين العرب، الذين وجهوا بمضايقات متزايدة، أثناء زياراتهم إلى الولايات المتحدة وأوروبا بعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.

وفي أعقاب الموجة المتصاعدة في الشعور المعادي للعرب، واصلت السياحة العربية إلى أميركا تدنيها خلال الحرب على العراق. في حين، شهدت أعداد السياح العرب الزائرين لماليزيا، ارتفاعاً كبيراً فقد بلغ تعدادهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2005، إلى 190, 130 زائراً، متفوقاً بذلك على أرقام 2004 الإجمالية التي بلغت 050 ,120 زائر، بارتفاع 57 في المئة عن عام 2003.

وفي هذا الصدد، قال نورمان ناثان، مدير اس كي براذرز ريالتي، وكالة العقارات الماليزية التي تسوق المشاريع التطويرية إلى البحرين ودبي «إن المبيعات إلى الشرق الأوسط، كانت بطيئة حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر» مضيفاً: ان الشرق أوسطيين، أخذوا في التدفق بأعداد كبيرة، بصفة سياح، دارسين المكان، وهم الآن يبحثون عن الاستثمارات والمشاريع التجارية المشتركة.

ومن جهة أخرى، فإن الاهتمام المتزايد في العقارات في جنوب شرق آسيا، يمكن أن يكون محركاً جديداً لنمو السوق الفاخر، في مدن متطور مثل كوالالمبور وسنغافورة.

وكانت اس كي براذرز، أقامت مؤخراً في كوالالمبور شركة تضامنية مع حسن إبراهيم كمال، العضو المنتدب لمجموعة العقارات البحرينية لتسويق الشقق الفاخرة وغيرها من الاستثمارات في الخليج.

إلى ذلك، قال حسن: «إن أسعار العقارات السكنية في البحرين ارتفعت 200 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية». مضيفاً ان الاستثمارات تركزت خلال السنوات الخمسين الماضية، في أميركا وأوروبا، أما الآن فإن الناس يرغبون في التوجه إلى آسيا.

وكانت شركة كابيتال لاند ليمتد التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، والتي تعتبر واحدة من أكبر مطوري العقارات في جنوب شرق آسيا، أسست شركة عقارية، تهدف إلى تقديم خدمات الاستشارات العقارية إلى الشرق الأوسط، وتطوير مشاريع في ماليزيا والصين واليابان، وغير مكان من آسيا.

وقالت الشركة إنها خططت لتوفير استثمارات عقارية بقيمة 500 مليون دولار، إلى مستثمرين خلال العامين المقبلين، وقالت كابيتال لاند، إن الشركة سوف تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وهذا يعني أن الشركة ستحصر استثماراتها في مشاريع عقارية، لا يتورط فيها المستأجرون أو رجال الأعمال في أنشطة تتنافى مع الشريعة الإسلامية.

ويذكر أن الوحدة الماليزية لمجموعة بيت المال الكويتي، التي تمتلك الحكومة الكويتية 40 في المئة منها، وشركة إدارة الأصول باسفيك ستار التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، أسستا صندوقاً عقارياً آسيوياً مشتركاً بقيمة 600 مليون دولار. يتوافق مع الشريعة الإسلامية. ولم يتورع المستثمرون الأفراد عن الإدلاء بدلوهم في القطاع العقاري.

فقد قامت مجموعة الباشا، وهي عبارة عن تحالف شركات متنوع الأنشطة مقره الإمارات، بشراء 13 وحدة فاخرة في سوريا ستوتور، وهو مجمع عقاري فاخر يقع بالقرب من أبراج بتروناس توين تاورز، في قلب مدينة كوالالمبور.

وبدوره، قدّر ناثان، بأن أفراداً من دبي والبحرين والسعودية، قاموا بشراء 000, 15 شقة في العاصمة الماليزية خلال السنوات الأربع الماضية. ويبدو أن تقلبات العملات تلعب دوراً حيوياً في تحريك بعض هذا النشاط، فعملات الشرق الأوسط مرتبطة بالدولار، وقد خسر المستثمرون بعض أموالهم نتيجة الانخفاض الذي شهده الدولار، حسب ما قال مصرفيون. في حين تعززت قيم كثير من العملات الآسيوية.

وفي السياق ذاته، يشار إلى أن بعض مناطق جنوب شرق آسيا، كانت محصنة ضد الارتفاعات الشاهقة في أسعار العقارات في أماكن أخرى.

فقد ارتفعت أسعار المساكن الخاصة في سنغافورة بنسبة 9, 0% فقط خلال عام 2004، وهو الارتفاع الأول لها منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت آسيا بين عامي 1997 ـ 1998. كما ارتفعت الأسعار 6 ,3 في المئة فقط خلال عام 2005، وفقاً لتقديرات حكومية أولية.

في غضون ذلك، شهدت أسعار العقارات السكنية في كوالالمبور استقراراً خلال عام 2005، بعد سنوات عدة من المكاسب الثابتة، ولقد أخذ عدد من المطورين في إقامة مشاريع فخمة في المدينة، مما أثار مخاوف البعض من حدوث تخمة لا تحمد عقباها.

ترجمة: وائل إبراهيم الخطيب

Email