اعتبر التمثيل لعبة ومغامرة

خالد تاجا : أنا وهوبكنز نتنافس على شكسبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الممثل السوري خالد تاجا قطع مشواراً طويلاً في الفن، وعمره 17 عاماً عمل مع عدد من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وأنور البابا، وحكمت محسن، وقدم أعمالاً مسرحية وسينمائية تلفزيونية عديدة منذ عام 1957م فقد قدم للمسرح السوري أعمالاً جادة منها (مرتي قمر صناعي) و(آه من حماتي) و(حرامي غصب عنه)، و(بيت للإيجار) و(الناس اللي تحت) كما قدم للسينما (سائق الشاحنة) و(أيام في لندن) و(الفهد) و(اللقاء) وغيرها وأخيراً اتجه للدراما التلفزيونية ليدخل إلى البيوت من خلال (الدوغري) و(شبكة العنكبوت) و(المليونير الصغير) و(نساء بلا أجنحة) و(نهاية رجل شجاع) و(الزير سالم) و(يوميات مدير عام) و(أسرار المدينة)، ومن كثرة أعماله اتهمه البعض بأنه القاسم المشترك في الدراما السورية واتهمه آخرون بانشغاله بأدوار معينة.

* كيف كانت بداياتك مع الفن؟

ـ أنتمي لعائلة كردية محافظة تعلمت القرآن علي يد والدي الذي زرع بداخلي قيم الحب وكنت طفلاً شغوفاً بكل جديد وغريب لدرجة أن أمي وصفت تصرفاتي بأنها مجنونة ومنذ صغري عشقت الرسم والتقليد لما كان يقدم بالمقهى المجاور لنا في«كراكوز» و«عيواظ» وكنت أدعو أصدقائي ليشاهدوني.

وعمري 16 عاماً انتسبت لفرقة المسرح الحر وتعلمت التمثيل علي يد جهابذة الفن متى أسست فرقة نادي الزهراء الفني وكتبت مسرحية بعنوان «الطفر كنز لايفنى» أشاد بها النقاد والصحافيون، واتجهت لمصر فقرأت لـ «كوستاتانس» عن كيفية إعداد الممثل وهو ما أثر في شخصيتي كممثل بشكل كبير ثم عدت إلى دمشق بعد وفاة والدي.

التحقت بالمسرحين الشعبي والعسكري وعملت في الديكور حتى أقنعني أحد أصدقائي بالعمل بالتلفزيون وبعد كل هذا المشوار الطويل ما زلت أشعر أنني في بداية الطريق ولم أقدم مشروعا كفنان.

* ماذا كان وقع تكريمك في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون؟

ـ فوجئت بتكريمي بالمهرجان واعتبرته نوعاً من التقدير لحصيلة أعمالي الفنية التي قدمتها خلال سنوات طويلة وبذلت فيها جهداً كبيراً بهدف تقديم الأفضل الذي ينال احترام وحب الجمهور والنقاد، وبصفة عامة فإن تكريم أي فنان يدفعه للنهوض بفنه، وأود أن أوجه خالص شكري لكل الذين فكروا وقرروا تكريمي وغيري من الفنانين العرب.

* اتهمك البعض بعشقك الشديد لتقديم أدوار الباشا والإقطاعي وغيرها من الأدوار الأرستقراطية المستفزة، ما تعليقك؟

ـ اعترف باستمتاعي بتقديم هذه الأدوار وتجسيدي لها لا علاقة له بالغرور أو حب الذات وحاولت التمرد عليه لأنني أعتبره تقليداً درامياً خاطئاً، كما أنني حاولت تقديم البعد الإنساني في هذه الشخصيات بعيداً عن الاستفزاز، فمثلاً في مسلسل «الثريا» قدمت نموذجاً مختلفاً للباشا صاحب الأراضي والإقطاعات في العهد العثماني الذي تخرج عليه ابنته وتتزوج فلاحاً بسيطاً وفي مسلسل «أيام شامية» للمخرج بسام الملا قدمت نموذجاً مثيراً وطريفاً لرجل ثري طيب الأخلاق متزوج من سيدتين تقيمان بمنزل واحد تتوالى مكائدهما، وفي مسلسل «تمر حنة» قدمت شخصية الرجل الثري ذي النفوذ الذي يطمع في فتاة جميلة.

* لماذا اتجهت مؤخراً للمشاركة في الأعمال التاريخية؟

ـ هذا هو السائد حالياً في الدراما السورية وقد شاركت في أعمال تاريخية عديدة منها مسلسل «عمر الخيام» للمخرج شوقي الماجري ومسلسل «صقر قريش» للمخرج حاتم علي لكن ذلك لا يمنع أنني أحاول التنويع في أعمالي كلما أمكن، فمثلاً شاركت في الجزء الثاني من مسلسل «الفصول الأربعة».

* البعض يرى أن انتشار هذه النوعية من الأعمال الدرامية بهذا الشكل «الفانتازي» هو نوع من الهروب من الرقيب، هل تتفق مع ذلك؟

ـ بالفعل عندما انتشرت «الفانتازيا» في سوريا بأدواتها وأشكالها كانت نوعاً من الإسقاط يصعب التصريح به على المستويات السياسية والاجتماعية مما أدى لهروب الكثير من الأعمال من مقص الرقيب، وبالرغم من ذلك لم تكن هذه الفانتازيا التاريخية على المستوى المطلوب كما في أعمال «فلبين» و«بازولين» لأنها كانت في حدود الإمكانات المتاحة.

ونحن حتى الآن لم نقدم دراما تاريخية بمنظور معاصر، ومع ذلك فهناك الكثير من الأعمال الواقعية والعصرية التي قد يغض الرقيب عنها «في أحيان كثيرة» طرفه ولكن تظل لعبة الرقيب والمخرج والكاتب مستمرة، ولذلك قد يلجأ بعض المخرجين أحياناً للفضائيات العربية لعرض أعمالهم التي لا يستطيعون الهروب بها من الرقيب. حزين وأعيش أزمة!

* ما الذي يميز مشوارك الطويل كممثل عن الآخرين؟

ـ ركزت كل جهودي في التمثيل، وكنت أول من امتلك جرأة تقديم شخصيات متنوعة وجديدة خاف فنانون كثيرون من تقديمها، لأنني مؤمن بأن التمثيل هو فن المغامرة التي قد تحتمل النجاح أو الفشل وأرى أن من لا يغامر سيبقى كما هو دون تطوير لمستواه.

* أنت متهم أنك مسرحياً حصرت نفسك في أعمال شكسبير فقط.. لماذا؟

ـ أعتقد أن تقديم أي فنان لإحدى شخصيات دراما شكسبير هو تتويج فني له وأنا أحسد الفنان أنتوني هوبكنز الذي أدى كثيراً من الأدوار لمسرح شكسبير لدرجة أنه قال «إني هارب من شكسبير» ففي مسرح هذا العملاق تخرج عواطف وصرخات وأداء الممثل من الأعماق فالحب حب والعنف عنف وهو لم يكتب شخصيات تتميز بانفعالاتها الداخلية مثل تشيكوف، ومن المؤكد أن أي فنان يتمنى تقديم الشخصيات التي يخرج من خلالها كل انفعالاته، ولهذا أحببت دائماً تقديم الأدوار الشكسبيرية.

* ما تقييمك لمشوارك الفني حتى الآن؟

ـ عندما أديت الأعمال المسرحية اتسمت هذه المرحلة من حياتي بالصدق والأحلام والتدفق التلقائي في الأداء وعندما اتجهت للسينما كنت أرغب في الانتشار لكن في مرحلة تالية قدمت أدوراً كثيرة تركت بصمات في مشواري الفني شملت أنواعاً عديدة منها المتميزة والعادية مثل مشاركتي في «شبكة العنكبوت» و«جريمة في الذاكرة» و«إخوة التراب»... وغيرها.

* من وجهة نظرك ما معايير العمل الفني المحترم والهادف؟

ـ لكل عمل درامي عناصره وأهمها النص والإخراج والممثلون والموسيقى... وغيرها فإذا كانت هذه العناصر ذات مستوى جيد فلابد أن يخرج العمل بشكل متميز وأعتقد أن على المخرج دوراً مهماً يؤديه في هذا الإطار فهو الذي يختار النص وهو قائد العمل الذي يختار باقي عناصره.

Email