352 مليار درهم حجم سوق الشحن السريع الجوي في العالم

« تي إن تي» تبحث إدخال طائراتها إلى المنطقة عبر مطار دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد براين مولدز المدير العام لشركة « تي ان تي » في الإمارات أن سوق الشحن في الدولة يشهد نمواً كبيراً في الفترة الراهنة، وقال انه سوق ملئ بالفرص لشركات النقل السريع. وأضاف ان « تي ان تي » تحقق نموا غير مسبوق في هذا السوق. وكشف عن نمو أعمال الشركة في السوق 7 مرات خلال السنوات الخمس الماضية.

مؤكدا ان « تي ان تي » قد أولت السوق المحلي اهمية كبرى اكثر من اي وقت مضى، وتمثل هذا في استثمار مبالغ كبيرة في البنية التحتية والموارد البشرية، وأصبحت تنظر إلى عملياتها فيه بجدية من خلال التوسع في أعمالها وضم موظفين جدد كثيرين لتتبوأ مكان الصدارة في هذا السوق، الذي يعد بفرص نمو هائلة لقطاع الشحن السريع، مستفيدا من التطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده الدولة واحتياج مختلف الأنشطة لخدمات هذا القطاع.

وقال مولدز : « أصبحنا في المركز الثالث بين شركات الشحن السريع في الدولة بعد امبوست و أرامكس نتيجة للخدمات التي نقدمها للعملاء، والتي نطورها بما يتناسب مع احتياجاتهم».

وكشف مولدز في تصريحات ل«البيان» عن ان الشركة تخطط لإدخال طائراتها للمنطقة لخدمة عملياتها بها، مشيراً إلى أنها تعتمد حاليا على طائرات الشركات الأخرى في نقل شحناتها.

وقال :« سنقدم هذه الطائرات في الوقت الذي نرى فيه عدم تأثر عملائنا بالأسعار، وسيكون مطار دبي المقر الرئيسي لانطلاق واستقبال هذه الطائرات، وسيتم ربطه ببلجيكا مركزنا في أوروبا».

وقدر مولدز سوق الشحن السريع الجوي في العالم بما يزيد على 80 مليار يورو - أي ما يعادل أكثر من 352 مليار درهم ـ و قال ان شركة تي ان تي تجيء في المرتبة الرابعة من حيث الاستحواذ على هذا السوق بعد شركات « يو بي اس » و « فيديكس » و« دي اتش ال »، مشيرا إلى أن إيرادات الشركة تصل إلى 5 ,5 مليارات يورو، اي نحو 5,24 مليار درهم.

وأضاف:« ان شبكة النقل البري السريع للشركة في الشرق الأوسط هي الأسرع في هذا القطاع، وقد حققت نموا سنويا في الشرق الأوسط نسبته 60% خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي هذا الإطار أطلقت الشركة أول خدمة نقل بري سريع بين الإمارات وإيران مؤخرا، وتتألف من 3 رحلات أسبوعيا من الشارقة إلى بندر عباس، حيث تتجمع الشحنات من مختلف أنحاء الإمارات في منطقة الراشدية بدبي.

ومن هناك تنتقل الشاحنة إلى الشارقة ثم يتم تحميل الشاحنة على مركب يتجه بها إلى بندر عباس بإيران، وهناك تسير برا إلى مركز الشحن المخصص ليتم تسليم الشحنات بين 5 إلى 8 أيام، ونأمل ان يتم التسليم في وقت أسرع من هذا مع مطلع العام الحالي».

وأوضح ان مدة تسليم الشحنات بهذه الطريقة تزيد 3 أو 4 أيام عن توصيلها جوا، لكنها اقل في التكلفة بنسبة 40%، ونوفر للعميل خيارات أوسع بشحن كميات اكبر.

وعن حصة «تي ان تي» في السوق المحلي، قال مولدز: «نحن رقم 3 من حيث الإيرادات، وقد نمت أعمالنا 7 مرات خلال السنوات الخمس الماضية. ولدى الشركة خطة توسعة كبرى لبنيتها التحتية في الدولة بقيمة 3 ملايين درهم، بدأت بافتتاح مركز لوجستي جديد في المنطقة الحرة لجبل على في ديسمبر الماضي، ومكاتب جديدة في كل من الشارقة والفجيرة وعجمان في العام الجديد بتكلفة 3,1 مليون درهم».

وأضاف مدير عام «تي ان تي» في الإمارات إن السوق المحلي يوفر فرصا هائلة لكي تحقق شركات الشحن السريع نمواً كبيراً لعدد من الأسباب منها ان الإمارات وخاصة دبي قد رسخت مكانتها كوجهة سياحية مهمة وكمركز إقليمي مهم للتجارة الدولية.

بالإضافة إلى التسهيلات التي تقدم للمستثمرين في مختلف القطاعات، مما يجعل توزيع البضائع من دبي امرأ يسيرا وسريعا، مشيرا إلى ان اجراءات التخليص في دبي، والإمارات عموماً، هي الأفضل من اي مكان آخر بالمنطقة.

وعما إذا كان يمكن لمشكلة الزحام التي تعاني منها دبي حاليا أن تؤثر سلبا على حركة الشحن السريع قال براين مولر : «هذه إحدى المشاكل التي نتطلع إلي التغلب عليها.

وبالفعل نحن كشركة شحن سريع نتأثر بهذا الزحام لكن العميل يتفهم طبيعة المشكلة. وتأخر تسليم الشحنات لهذا السبب يشكل تحديا مهما لنا نحاول التغلب عليه بفعل التخطيط الاستراتيجي للنقل، بمعنى عدم تجميع الشحنات كلها في مركز واحد، لان هناك طرقات مزدحمة.

ولهذا فقد أنشأنا أكثر من مركز في دبي، وسننشئ المزيد منها خلال الفترة المقبلة اذا استمرت الحالة المرورية على ما هي عليه الآن لمدة أطول. لدينا الآن في الإمارات كلها 12 مركزاً، 7 منها في دبي وحدها لتسهيل الحركة».

وعن حجم العمل في الشركة قال مولدز: «ننجز 18 ألف شحنة في الأسبوع بالإمارات، والتوسع في استخدام الانترنت والبريد الالكتروني اثر على حصة قطاع الوثائق والمستندات، الذي يشكل حاليا نسبة 17% من حجم العمل بالشركة». وأضاف إن الانترنت أبطأ من نمو هذا القطاع.

وقال مولدز:« تتطلع الشركة لأن تكون جزءا من مدينة دبي اللوجستية باعتبارها ستكون المشروع الحيوي بقطاع الشحن بالمنطقة ولا يمكن ان نكون بعيدين عنها، إضافة إلى ان لنا عملاء في المنطقة الحرة لجبل على والمشاريع الأخرى كمدينتي الإعلام والانترنت وبقية المشاريع المجاورة».

وعن اتجاه شركات الشحن لزيادة الأسعار من وقت إلى آخر ، قال مولدز :« ان سعر النفط يؤثر بشكل كبير على الشركات وعلينا خاصة، حيث نعتمد على طرف آخر كطيران الإمارات ولوفتهانزا والبريطانية وغيرها من خطوط الطيران، خاصة وأننا نريد تسليم الشحنات في اليوم التالي لاستلام الشحنة، او الثالث على الأكثر إذا كانت الوجهة بعيدة.

ونعتمد في هذا على مؤشر اندكس للوقود، فكلما ارتفع بنسبة معينة خلال أسبوعين تضطر شركات الطيران لرفع الأسعار لارتفاع تكلفة الوقود. وأتمنى أن تستقر الأسعار حتى لا يتحمل العميل زيادات أخرى.

كتب وجيه عبدالعاطي:

Email