«الفنون» جنون والأسعار بالملايين في 2005

«الفنون» جنون والأسعار بالملايين في 2005

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان عام 2005 لا ينسى في مجال مزادات الأعمال الفنية حيث رفع الهواة الأسعار لكل الأعمال من روائع الفن المعاصر إلى روائع أعمال الفنانين القدامى.

وتقول مؤسسة أرت ماركت انترسايت لأبحاث المزادات التابعة لشركة أرت بيس دوت كوم ان أسعار الأعمال الفنية في المزادات حالياً فاقت الرقم القياسي الذي بلغته في 1995، بارتفاع بنسبة 33% في نيويورك ونحو 20% في لندن.

في عام 1995 كان هناك فقاعة مضاربات تعزز السوق ثم انفجرت بعد فترة وجيزة، الآن يقول كثير من خبراء المزادات انه ليس هناك إشارات على التراجع وساعد في زيادة الطلب مجموعة جديدة من الأثرياء ظهرت في روسيا وآسيا.

ولا يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة بالضرورة في السوق. فالأسعار القياسية يدفعها أثرياء يشترون ما يحلو لهم بغض النظر عن أسعار الفائدة غير ان هذا الارتفاع قد يعطي انطباعاً خاطئاً عن عالم المزادات بصفة عامة، وتدفع أعمال مشاهير الفنانين الأسعار لأعلى، وزادت الفجوة بين أعلى الأسعار وأقلها بالنسبة للأعمال متوسطة الجودة.

*الأعمال المعاصرة لما بعد الحرب

هذه الأعمال التي رسمت أو نحتت خلال فترة ما بعد الحرب العالمية مجال نشط جداً من حيث ارتفاع الأسعار، ويحتمل ان تظل كذلك، كما يقول الخبراء.

في نوفمبر من العام المنصرم باعت قاعة كريستي عملاً لتأبين الفنان مايتس (1954) رسمه التعبيري التجريدي الأميركي مارك روتكو مقابل 42 ,22 مليون دولار وهو أعلى سعر لعمل في فترة ما بعد الحرب، وقال كريستوفر بيرج الوسيط في هذه الصفقة انها الأكثر دهشة في حياته.

والمزاد بكاملة كان مدهشاً حيث سجلت أعمال مارك روتكو 18 رقماً قياسياً في سعر البيع.وفي اليوم التالي حطمت قاعة سوثبي هذه الأرقام القياسية عندما باعت عملاً نحتياً من الصلب باسم «كوبي الثامن عشر» (1965) للفنان الأميركي ديفيد سميث مقابل 82 ,23 مليون دولار، وسجلت القاعة ستة أرقام قياسية لستة فنانين في ذلك اليوم.

والمعروف ان روتكود سميث من كبار فناني القرن العشرين، وتباع أعمالهما بأسعار لا يستطيع دفعها إلا أثرياء الهواة.وحدثت طفرة في العام المنصرم في أعمال انتجت في التسعينات وحتى عام 2000.

حيث كان هواة الأعمال الفنية يسعون لأسماء جديدة. غير ان الخبراء يحذرون من أن الأسعار يمكن ان تنخفض بسرعة كما ارتفعت بسرعة في سوق غير مستقرة. غير ان كثيراً من الخبراء يتوقعون ان يظل سوق الأعمال الفنية المعاصرة قوياً خلال العام الجديد.

* التعبيرية والفن الحديث

سجل شهر نوفمبر مبيعات قياسية في نيويورك، حيث باعت قاعة كريستي في بداية الشهر أعمالاً بأسعار بلغت 95% من التقديرات ما قبل البيع وكان أغلاها صورة «لا بلانشيسيوز» للفنان هنري دو تولوز لوتريك (1886 ـ 87) وبيعت مقابل 42 ,22 مليون دولار فيما كان تقدير ما قبل البيع 25 مليون دولار.

وفي مزاد سوثبي للأعمال التعبيرية والفن الحديث بلغت قيمة البيع 95% من تقديرات ما قبل البيع، فقد بيعت تكعيبية بيكاسو بالألوان المائية لعام 1907، بعنوان «نوجوان» مقابل 74 ,13 مليون دولار.

ولأن أسعار أعمال هذه المدرسة مرتفعة جداً، لابد ان يتأكد هواة هذه الأعمال من ان لديهم الخبرة الكافية، ويعتقد الخبراء ان أي ارتفاع في الأسعار في 2006 سوف يعتمد على جودة الأعمال المعروضة.

* كبار الأساتذة القدامى

رغم الأداء الجيد لأعمال أساتذة الفن القدامى كان هناك بعض الاحباطات، رغم ان صورة «جراند كانال» التي تصور قناة مائية في فينسيا، من رسم الفنان الإيطالي بالازو بالبي، بيعت بسعر 6 ,18 مليون يورو لـ 3 ,32 مليون دولار).

وفشلت صورة «وجه سيدة وابنتها» (منتصف القرن السادس عشر) للاستاذ الإيطالي تيتيان في جذب أي مشترين، وكان تقديرها 5 ـ 8 ملايين استرليني في قاعة كريستي في لندن.

وستطرح أعمال مثيرة لأساتذة الفن القدامى في العام الجديد. ستعرض سوثبي نيويورك صورة الوجه سيدة عجوز وغطاء رأس أبيض (أميركا 1640) ويقدر سعرها بنحو 3,4 ملايين دولار.

وصورة للفنان (انتلو استاذ عصر النهضة) الإيطالي بعنوان «مادونا والطفل» (1450)، وهي رسم بارز على الصلصال ويقدر سعرها بنحو 4,6 ملايين دولار.

الطباعة

في مجال الأعمال المطبوعة بيعت صورة للفنان جاسبرجونز في التاسع من نوفمبر في قاعة كريستي مقابل 744 ألف دولار، وكان تقدير ما قبل البيع 500 ـ 700 ألف دولار.

وكان سعر البيع قياسياً بالنسبة لعمل طباعة في فترة ما بعد الحرب، وإذا كانت بيعت صورة مماثلة في السبعينات، لكان أعلى سعر لها 30 ألف دولار.

وبيعت صورة «سيدة عاشقة» _1895 ـ 1902) لأستاذ الطباعة النرويجي إدوارد مونش بسعر 750 ألف دولار في قاعة جريف ودلزيلاس يوم 29 نوفمبر.

* المجوهرات

لم يكن سوق الأعمال الثمينة من المجوهرات نشطاً في 2005، رغم وجود أموال كبيرة تبحث عن مشتروات ربما تجد ما تصبو إليه في العام الجديد.

ودفع أحد هواة هذه الأعمال 1 ,6 ملايين دولار في قاعة كريستي جنيف لشراء تاج مرصع بالألماس الأبيض والأصفر بوزن 1000 قيراط، وكان هذا أعلى سعر لقطعة مجوهرات في 2005، وهو أيضاً رقم قياسي عالمي لتاج مرصع بالألماس.

ترجمة: أشرف رفيق

Email