الاتحاد الأوروبي يجتمع لبحث الخلاف

الغاز الطبيعي يدخل روسيا وأوكرانيا في طريق مسدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تتصاعد حول أسعار الغاز الطبيعي ولم تفلح المفاوضات التي عقدت بين ممثلين من البلدين في الوصول إلى نقطة اتفاق مما يجعل الأزمة تتفاقم بشكل يؤدي إلى الطريق المسدود بين الجانبين ..

وربما قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي من أوكرانيا، حيث أعلن مسؤولون في شركة جاز بروم التي تحتكر قطاع الغاز الروسي عن خطط تهدف إلى تشكيل فريق من الخبراء الفنيين بالشركة للتخطيط لتنفيذ عملية قطع الغاز.

وفي حال سريان الخطة يمكن أن تكون نصف إمدادات شركة غازبروم لشبكة نقل الغاز بأوكرانيا مدمرة لأوروبا، حيث إن نحو ثلث الغاز الطبيعي في أوروبا يدخل القارة عبر خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية.

وقال متحدث باسم شركة غازبروم إن الشركة تستعد لتنفيذ تهديدها وقطع الغاز بالفعل. وكانت المحادثات بين ممثلين من شركة غازبروم ومسؤولين من شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية (أوكرنافتا) قد وصلت إلى طريق مسدود بصورة واضحة.

ولم تقبل شركة غازبروم الروسية اقتراحا من أوكرانيا بتجميد أسعار الغاز الروسي حتى العاشر من يناير.

وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يوشتشينكو قد اقترح مهلة قبل تنفيذ مقترحات روسية بزيادات كبيرة في أسعار الغاز الطبيعي يتمكن خلالها الخبراء من البلدين من مواصلة المناقشة في الأيام العشرة الأولى من يناير.

ودعا الاتحاد الأوروبي لاجتماع لمسؤولي الطاقة في الدول الأعضاء وعددها 25 دولة يوم الرابع من يناير لبحث الخلاف بين روسيا وأوكرانيا.

وقال امادو التافاي تارديو المتحدث باسم المفوضية الأوروبية وترفض روسيا بشكل قاطع عرضا أوكرانيا مكونا من 12 نقطة لتسوية الأزمة استنادا إلى سعر جديد يصل إلى 80 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز المصدر إلى أوكرانيا وهو انتقال تدريجي للوصول إلى سعر 230 دولاراً.

وتدفع أوكرانيا حاليا 50 دولاراً أي نحو خمس الأسعار السائدة في أوروبا وتصر شركة غازبروم على سعر 230 دولارا وعدم وجود أي فترة انتقالية.

وكان فيكتور خريستنكو وزير الصناعة والطاقة الروسي قد أكد استمرار الخلافات بين روسيا وأوكرانيا بشأن صادرات الغاز الروسي للأخيرة في ثاني أيام المحادثات الثنائية.

ولم يتوصل الجانبان إلى أي اتفاق بشأن كميات وأسعار تصدير الغاز الروسي إلى أوكرانيا، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الأوكراني يوري ايخانوروف أن روسيا رفضت الاقتراحات التي تقدمت بها بلاده لحل الخلاف بشأن سعر الغاز الروسي الذي قد توقف موسكو تسليمه لهذه الجمهورية السوفييتية السابقة في حال عدم التوصل إلى تسوية.

وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو قد رفض اقتراحا تقدم به نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمنح أوكرانيا قرضا لتتمكن من تحمل عبء رفع سعر الغاز الروسي ليصبح إلى مستوى أسعار السوق العالمية.

من جهتها دخلت الولايات المتحدة على خط الوساطة بين كييف وموسكو، داعية البلدين إلى التوصل إلى تسوية حول سعر الغاز، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية، آدم ايرلي.

وقال المتحدث »لقد اتصلنا بالبلدين ودعوناهما إلى التوصل إلى تسوية تلبي حاجات الطرفين، مع التشديد على أهمية المحافظة على امن التزويد (بالغاز) وعلى استقرار الأسعار«.

ورفض المتحدث الربط بين توجهات الحكومة الأوكرانية السياسية ذات التوجهات الأوروبية وسياسة موسكو في مجال الطاقة، مذكرا بأن هذه »مشكلة ثنائية بين روسيا وأوكرانيا«.

وقال »لن أطلق التكهنات السياسية. إنها مسألة تزويد بالغاز نتابعها عن كثب إلى جانب الأوروبيين بسبب أهميتها«.

وتريد شركة غازبروم الروسية زيادة سعر الغاز أربعة أضعاف ليصل إلى مستوى سعر السوق العالمية، ليصبح ما بين 220 و230 دولارا لكل ألف متر مكعب، وهو سعر تعتبره كييف غير مقبول وتطالب بزيادة أسعار تدريجية.

وهددت غازبروم التي تملك الحكومة الروسية الحصة الأكبر من أسهمها بالتوقف عن تسليم الغاز إلى أوكرانيا في حال عدم التوصل إلى تسوية بشان الخلاف حول الأسعار.

كما دعت ألمانيا روسيا وأوكرانيا في وقت سابق للتوصل إلى حل دائم لخلافهما بشأن الغاز ولكنها قالت إنها لن تحاول التوسط في الخلاف المتعلق برفع موسكو سعر الغاز الطبيعي المصدر لكييف بمقدار خمسة أضعاف.

وصرح يولريش فيلهيلم المتحدث باسم الحكومة الألمانية بأن بلاده لديها مصلحة كبيرة في تسوية الخلاف وأن مسؤولين ألمان تحدثوا مع الجانبين ولكن لم يلتفت لهذه الوساطة. وقال بعد ساعات قليلة من تقدم سياسيين ألمان باقتراح يقضي بضرورة تدخل المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر »نفترض أنهم سيتوصلون إلى اتفاق«.

وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الالمانية إن ألمانيا لديها موارد كافية من الغاز حتى إذا قررت روسيا وقف ضخ الغاز عبر خط الأنابيب الرئيس الذي يزود أوكرانيا وغرب أوروبا باحتياجاتهما من الغاز.

وقالت إن البدائل لصناعة الغاز تتضمن الغاز المخزن في مستودعات في ألمانيا وهي تسد حاجة البلاد لمدة 75 يوما.كما يمكن زيادة الواردات من النرويج إذا كان هناك احتياج لذلك.

وتحصل ألمانيا على 36 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا وينقل 30 بالمئة عبر خط الأنابيب الأوكراني أما الستة بالمئة الباقية فينقلها خط أنابيب مستقل عبر بيلاروسيا.

وهناك خط جديد تحت الإنشاء يمر عبر بحر البلطيق حاليا وتم تعيين شرودر رئيسا لمجلس إدارة الشركة القائمة على إنشاء هذا الخط. وقالت المتحدثة »إننا لا نرى موقفا الوضع صعبا ..

فصناعة الغاز هادئة تماما وليس هناك داع للقلق«. وكانت روسيا هددت بإغلاق جميع مصادر الغاز الطبيعي أمام أوكرانيا اعتبارا من الأول من يناير المقبل إذا لم تقبل كييف ارتفاع الأسعار.

والتساؤل المطروح على الساحة الدولية خاصة الأوروبية هل سيسفر اجتماع مسؤولي الطاقة في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في الاجتماع المزمع عقده الأربعاء المقبل في الوصول إلى حل لهذا الخلاف الذي تنعكس تأثيراته على الساحة الأوروبية؟

عبدالرحمن بدوي

Email