اتفاق جزئي مع أميركا فتح آفاقاً واسعة

الصين تحافظ على مكانتها القوية في قطاع صناعة المنسوجات

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح الاتفاق الجزئي الذي عقد بين بكين وواشنطن حول تجارة المنسوجات قبل بضعة أسابيع الباب أمام مجموعة من التكهنات حول مستقبل هذه التجارة التي أثارت جدلاً كبيراً خلال الفترة الماضية، لكن الجميع اتفقوا على أن مكانة الصين القوية في هذا القطاع لن تتزحزح تحت تأثير ضغوط الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي.

ووسط تصاعد التوتر حول صادرات المنسوجات من الصين في مايو، قام حوالي 150 من مشترى المنسوجات من الولايات المتحدة وأوروبا بزيارة الصين على أمل توسيع التعاون مع موردين محليين.

وقال كلود تيتار رئيس رابطة المنسوجات الفرنسية خلال جولة تفقدية في شانغهاي ان فرص الأعمال الهائلة التي جلبها السوق الصيني المفتوح ستتجاوز في نهاية الأمر المنافع قصيرة الأجل لاستئناف حصص تصدير المنسوجات الصينية.

وأضاف تيان هاو مدير شانغهاي مارت أن القيود على المنسوجات الصينية لا يمكن ان تغير الاتجاه الحتمي لتكامل التجارة العالمية كما أنها لن تثبط عزيمة المشترين في إنحاء العالم عن شراء المنتجات الصينية الاقتصادية من حيث التكلفة.

وبدأت الكثير من الهيئات الاستثمارية الأميركية تنظر إلى الأمر بمنظور أكثر واقعية مما مضى ولم تعد تكترث للخلافات السياسية بين أميركا والصين، وسعت للاستفادة من قاعدة التصنيع النسيجية الضخمة التي تقف عليها الصين.

وفي هذا الإطار أعلنت مجموعة المنسوجات الدولية، وهى اكبر مجموعة منسوجات أميركية عن اتفاق شراكة مع شركة في هونغ كونغ لإقامة مصنع للمنسوجات في مدينة جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ بشرق الصين.

ومن المتوقع تشغيل المشروع المشترك بحلول عام 2007، وسيستخدم القطن الأميركي كمادة لإنتاج الجينز بقدرة إنتاج سنوية تصل إلى 28 مليون ياردة. والأهم في بنود الاتفاقية هو أن جميع منتجات المصنع ستباع في السوق الأميركية، وهو أمر قد يثير حفيظة واشنطون.

وعلى ذات المنوال بدأت مؤسسات تجارية غربية كبيرة في البحث عن منافذ لها في سوق المنسوجات الصيني. وبرهن الإقبال الكبير الذي حظي به معرض شانغهاي، كبرى مدن الصين، الخريف الماضي على مدى اهتمام المؤسسات التجارية الغربية بالسوق الصيني.

وتنمو صناعة المنسوجات بقوة في مدن ومقاطعات صينية كثيرة، واحتلت إيرادات المبيعات وقيمة الصادرات والأرباح لصناعة الغزل والنسيج بمقاطعة تشجيانغ في شرق البلاد 23.6 بالمئة من إجمالي الناتج الصيني. وقال مسؤول بلجنة الاقتصاد والتجارة المحلية ان حجم الصادرات من منتجات المنسوجات ارتفع 40.5 بالمئة عما في العام الماضي.

وتوجد في المقاطعة حاليا 6768 مؤسسة تزاول صناعة الغزل والنسيج ويعمل فيها 1.456 مليون عامل. وفى العام الماضي بلغ دخل هذه المؤسسات 44.2 مليار دولار أميركي.

ويرى الخبراء ان صناعة الغزل والنسيج بمقاطعة تشجيانغ تستفيد من الاستخدامات الشاملة للتقنيات والفنون والأجهزة الجديدة إضافة الى الدمج الواقعي بين التكنولوجيا العالية وصناعة الغزل والنسيج التقليدية .

ووفقاً لمسؤول صيني فإن الاتفاق الجزئي مع واشنطن قدم مساحة للولايات المتحدة ودول نامية اخرى لتعديل هياكل تجارتها للمنسوجات ، واعطى شركات المنسوجات الصينية فرصا اكبر للبحث عن أسواق. وغطى 21 نوعا من المنتجات، وتضمن منتجات نسيجية بقيمة 3.5 مليارات دولار أميركي أي 20 في المئة من الواردات الأميركية من منتجات المنسوجات الصينية في عام 2004 .

وأوضح المسؤول ان الاتفاق قلل بشكل كبير عدد صادرات المنتجات النسيجية، وبالتالي سوف يعود بالنفع على اغلب منتجات الصادرات النسيجية الصينية المتمتعة بمعاملة التجارة الحرة.

وأضاف انه في ضوء هذا الاتفاق، فإن معدلات نمو الواردات من الصين في الاعوام الثلاثة المقبلة سوف تتراوح بين 10-15 في المئة عام 2006، و 12.5-16 في المئة عام 2007، و 15-17 في المئة عام 2008، على الترتيب، بما يتجاوز بكثير نسبة الـ7.5 في المئة المذكورة في المادة 242 .

وتوقع المسؤول أن يترفع نصيب سوق الصين من صادرات المنسوجات في الولايات المتحدة من 6.7 في المئة عام 2004 إلى 19.8 في المئة عام 2008 .

Email