500 ألف فني ستحتاجهم أوروبا بعد ثلاث سنوات

500 ألف فني ستحتاجهم أوروبا بعد ثلاث سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقص خطير تواجهه أوروبا في عدد العاملين في تكنولوجيا المعلومات الأمر الذي قد يحد من النمو الاقتصادي والمنافسة العالمية في المنطقة، فبعد ثلاث سنوات من الآن، ستحتاج أوروبا إلى أكثر من 500 ألف من الكوادر البشرية المؤهلة، وهو رقم يفوق بكثير ما هو معروض في سوق العمل. وجاء هذا السيناريو المرعب، في دراسة حديثة أجرتها IDC، مجموعة البحوث الاستشارية، والتي هدفت من ورائها قياس الفجوة المهاراتية في 31 بلداً أوروبياً.

في حقول ثلاثة هي كفاءة تقنية المعلومات المتقدمة والشبكات اللاسلكية. وأمن تقنية المعلومات، والذي أجرته لحساب سيسكو سيستمز ودلت الدراسة على اتساع الهوة في بلدان أوروبا الشرقية، التي عانت وستظل تعاني الأمرين في المستقبل الآتي من الزمن. وذلك على الرغم من كون هنغاريا جمهورية التشيك أفضل حالاً بكثير ولا يختلف حال عن روسيا، عمن سواها، ُمن المتوقع أن تجد نفسها بحاجة لأكثر من 60 ألف تقني مؤهل عام 2008، في حين جاءت تركيا، وأوكرانيا، في الدرك الأسفل حيث ستبلغ الفجوة مداها بين العرض والطلب، لتصل إلى 30 في المئة خلال ثلاث سنوات.

ولكن حتى في أكثر الاقتصادات الأوروبية تقدماً فإن الطلب سيفوق العرض إلى درجة لا تحمد عقباها وعلى الرغم من أن الفجوة أقل اتساعاً من حيث النسبة المئوية، فإن العدد الذي ستحتاج إليه لن يكون بالعدد السهل. فألمانيا مثلاً ستكون بحاجة إلى 88 ألف تقني. في حين سيصل العجز في كل من المملكة المتحدة وفرنسا إلى 40 ألف فرد. وإلى ذلك أطلق »ايفون لورو« نائب الرئيس في سيسكو صيحة تحذير للجميع قائلاً لا عاصم اليوم لأحد فأوروبا بأكملها في المعمعة.

وقد لاحت في الأفق نذر الخطر، فنصف الشركات التي استخدمت عاملين في تقنية المعلومات، خلال الأشهر الاثنى عشرة الماضية أبلغت عن وجود صعوبات في إيجاد المرشحين من ذوي المؤهلات المناسبة. وفي هذا الصدد قالت ماريان كولدنغ، المحللة في IDC، إن شروع الشركات في سرقة العاملين من بعضها بعضاً، معناه أن الهوة تزداد اتساعاً، وما لم يتم معالجة ذلك الاختلال الحاصل، ودرء مخاطره، فإنه لا محالة سيؤدي إلى عرقلة خطط تبني التكنولوجيا من جانب القطاعين العام والخاص،

وضرب المنافسة التجارية والنمو الاقتصادي في الصميم، كما جاء في تحذير »لي رو«. لا ريب، أن الهوة تزداد اتساعاً مع النجاح الذي تحققه التكنولوجيا الحديثة، وعجز البرامج التدريبية عن مواكبة التقدم التكنولوجي، وفي هذا الصدد تقول ماريان كولدينغ، إن الشركات تجد سهولة في تركيب الشبكات، لكنها تظل بحاجة لمن يقوم بصيانتها. وقد ساقت تركيا مثالاً، حيث بلغ النمو في استخدام الشبكات اللاسلكية 43 في المئة، ومع ذلك فإن نقص المهارات الأساسية يتأتى من »التعليم«.

والجواب، وفقاً لما أورده محللون، هو الاستثمار بقوة في تدريب مهارات التكنولوجيا، من قبل القطاعين العام والخاص، وجاء في تقرير أخير للمفوضية الأوروبية حول التنافسية، إن البنية التحتية الجيدة، والعمالة المزودة بالمهارة الالكترونية المناسبة والعالية، هي المفتاح لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاتحاد الأوروبي، وأضاف التقرير ان التحديات تكمن في المراقبة الأفضل للعرض والطلب في المهارات الالكترونية،

وسد الفجوات والنقص والاختلالات الحاصلة ومن وسائل الدعم الأخرى، مضاعفة الاستثمار في مجال الدراسات والتطوير، أما الخطر الأعظم فيتمثل في الوقوف موقف المتفرج، وإلى ذلك تقول كولدينغ: مادام الأمر لا يطال أداءك الآن، وهنا، فإن ثمة جنوحاً لإغفال المشكلة، غير أن الهوة تزداد اتساعاً، ويستغرق بناء قاعدة قوية من المهارات وقتاً طويلاً. وتمضي قائلة: ان الطلبة بحاجة لتحفيزهم من جديد نحو الدراسات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، في أعقاب تراجع هذا القطاع.

لا ريب أن أوروبا تواجه تحديات أخرى، ففي تقرير منفصل رعته سيكور قال إن 46 في المئة من رجال الأعمال الأوروبيين، والحكومات، ان الأمور التنظيمية هي الحواجز التي تعرقل نمو الإنتاجية، في حين أشار 21 في المئة منهم إلى عملية التكامل التجاري، وساق 16 في المئة منهم التعامل التكنولوجي، في حين شعر 7 في المئة فقط بوجود النقص في القدرات التكنولوجية.

ترجمة وائل الخطيب

Email