سامي العدل:

كنت مرعوباً من "حسب الله" وعبلة كامل في "ريا وسكينة"

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاث ليال كاملة قضاها الفنان سامي العدل في قلق مستمر وبدون أن ترى عيناه النوم قبل تصوير أول مشاهده في مسلسل »ريا وسكينة«، الذي يعرضه تلفزيون دبي حاليا، السبب .

ـــ كما يقول سامي ـــ إن شخصية حسب الله التي يجسدها كانت هي الأهم على مدار مشواره الفني الممتد لحوالي ثلاثين عاما، كما أنها المرة الأولى التي يشارك فيها البطولة أمام عبلة كامل وهي ممثلة من الوزن الثقيل وتستفز الطاقات الكامنة في أي ممثل لكي يصبح على نفس المستوى من الأداء.

وكل هذا جعل سامي العدل في حالة رعب وكأنه يقف أمام الكاميرات لأول مرة، وينتظر بفارغ الصبر نتيجة تصوير المشاهد الأولى.

سألت سامي العدل:

٭ هل كانت هناك مخاوف من المقارنة بين أدائك للدور وبين الممثلين الذين جسدوا شخصية حسب الله من قبل؟

ـــ مسألة المقارنة لم تكن واردة لأسباب عديدة أهمها أن المسلسل مختلف تماما عما قدمته السينما فهو مأخوذ من واقع ملفات القضية التي جمعها الكاتب الصحافي صلاح عيسى في كتابه الشهير »رجال ريا وسكينة«.

بينما الفيلم السينمائي الذي قدمه الراحل صلاح أبوسيف كانت البطولة فيه لضابط البوليس إبراهيم حمدي الذي لعبه الفنان الراحل أنور وجدي.

والأحداث بعيدة الى حد كبير عن الواقع، أما المسرحية التي لعبت بطولتها سهير البابلي أمام شادية ومدبولي وأحمد بدير فقدمت بشكل فانتازي وكذلك فيلما إسماعيل ياسين ويونس شلبي، لكننا في هذا المسلسل كنا نقدم الأحداث الحقيقية التي نقدمها للمشاهد لأول مرة.

٭ المسلسل عرض في رمضان على قناة MBC ويقدم حاليا بتلفزيون دبي والكويت ألم يصبكم الإحباط لعدم عرضه بالتلفزيون المصري حتى الآن؟

ـــ إطلاقاً، لأن عدد المشاهدين للمسلسل في مصر كان كبيرا جدا بسبب انتشار الدش بشكل كبير، وأعتقد أن المسلسل حقق نجاحا كبيرا وقد استشعرت ذلك من خلال جمهور المسرح الذي يأتي لمشاهدتي كل ليلة أثناء عرض مسرحية »إن كبر ابنك« ليبدي إعجابه بالمسلسل.

٭ هل هناك فرصة حاليا لعرض المسلسل بالتلفزيون المصري بعد النجاح الذي حققه على القنوات الفضائية؟

ـــ تلقينا عرضاً من التلفزيون المصري لكي يبدأ تقديم المسلسل ثاني أيام عيد الفطر ورفضنا لأن جمهور التلفزيون خرج مشبعا بالأعمال الدرامية طوال رمضان ووجدنا أن الوقت غير مناسب بالمرة لتقديم »ريا وسكينة« واتفقنا على أن يبدأ عرضه خلال يناير المقبل 2006.

٭ هل هناك استعدادات خاصة قمت بها قبل تصوير شخصية حسب الله؟

ـــ حرصت على جمع أكبر قدر من المعلومات عن الشخصية وكل زملائي في المسلسل كان عندهم نفس الرغبة، وبالفعل جمعنا معلومات من دار الكتب والانترنت وأرشيف الصحف والمجلات القديمة بجانب كتاب صلاح عيسى.

وعلى سبيل المثال فوجئت أن حسب الله كان الزوج الثاني لريا بعد شقيقه الذي توفي، وكان عمر حسب الله عند زواجه من ريا 20 سنة وعمرها 35 سنة.

وهو ما جعله ذا نفوذ وسطوة عليها رغم قوة شخصيتها، وشخصية حسب الله جعلتني أرتدي الجلباب البلدي للمرة الثانية في مشواري الفني بعد مسلسل »ينابيع العشق« والحقيقة أن شخصية حسب الله أكثر شخصية. أرهقتني حتى الآن لكنني أحببتها جدا ولذلك أعتقد أنني أجدت في تجسيدها.

٭ هناك رأي للمخرج محمد فاضل يقول إن الوقت ليس مناسبا لتقديم عمل مثل »ريا وسكينة« وأن هناك قضايا كثيرة أهم من جريمة وقعت أوائل القرن الماضي؟

ـــ بالعكس تقديم هذا العمل مهم جدا باعتباره صرخة تحذير من قسوة الظروف الاقتصادية التي قد تدفع بعض أصحاب النفوس الضعيفة إلى ارتكاب جرائم تهز المجتمع، وأعتقد أن الظروف الاقتصادية الآن تدعو للقلق، وقد عبر عن ذلك كل من أحمد فؤاد نجم بأشعاره وعمار الشريعي بألحانه وغنائه فكانت صيحة إنذار مقصودة.

٭ هناك اتهام بالبخل موجه لجهة الإنتاج وأن ذلك اثر سلبا على المسلسل؟

ـــ مسألة فقر الإنتاج أو بخل المنتج غير حقيقية ليس لأن المنتج شقيقي ولكن لأن المشكلة كانت مشكلة وقت.

ويكفي أن أقول ان المخرج جمال عبدالحميد الذي عرف بأنه لا يصور أكثر من أربع أو خمس دقائق يوميا، أنهى المسلسل كاملا خلال ثلاثة أشهر فقط وهو وقت قياسي.

وحاولنا أن نصور مشاهد خارجية مثل ثورة 1919 لكننا اكتشفنا أن الأماكن الحقيقية لن تسمح بذلك نظرا للتغيرات الكثيرة التي طرأت عليها، حتى عندما ذهبنا إلى منطقة أبوقير اكتشفنا أنها تحولت لمنطقة عسكرية وممنوع فيها التصوير.

وليست المسالة مجرد دفاع عن المنتج ولكن لأن تصوير المشاهد الخارجية بالشكل المطلوب كان سيعطل التصوير وفي اعتقادي أن اللجوء إلى أسلوب الحكي ليس له علاقة بفقر الإنتاج بقدر ما له علاقة بضيق الوقت والدليل أن المسلسل به عدد من النجوم حصلوا على أجور كبيرة.

٭ هل وجود شقيقك محمد العدل كمنتج ميزك عن بقية الممثلين؟

ـــ إطلاقا والمسلسل عندما عرض علي لم يكن من إنتاج العدل جروب وإنما كانت هناك شركة أخرى هي التي تعاقدت مع مدينة الإنتاج لتقديمه، ولكن شركة العدل جروب سعت إلى شراء المسلسل منها وكنا قد وقعنا العقود معها .

وبصراحة الفن ليس فيه وساطة وأنا كمنتج إذا لم أجد لنفسي دورا مناسبا لا أقحم نفسي على العمل وأسند الدور للممثل المناسب لأن الإنتاج في النهاية مسألة تجارية مكسب وخسارة ولا تحتمل المجاملات.

القاهرة ـــ محمد هشام:

Email