شح المياه من أهم الأسباب

خطر الانقراض يواجه 250 فصيلة نادرة من الزهور في الأردن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الجمعية الملكية للمحافظة على الطبيعة في أحدث دراساتها البيئية أن هنالك أكثر من 75 فصيلة متنوعة في الأردن تشمل الثدييات والطيور والزواحف والأسماك إلى جانب 250 فصيلة من الزهور والنباتات النادرة جميعها معرض لخطر الانقراض التام.

وبالرغم من أن مساحة الأردن لا تتجاوز 90 ألف كيلومتر مربع، إلا أن موقعه الجغرافي المتميز والذي يشكل نقطة تقاطع محورية لقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، أعطاه مناخاً متنوعاً وفريداً سمح لأكثر من 800 فصيلة مختلفة من النباتات والحيوانات بالعيش على أرضه.

ولكن الأردن يعاني من شح موارده المائية وهو في الواقع مصنف من بين أكثر 10 دول في العالم قلة في المياه، إذ تصل حصة الفرد الأردني من الماء سنوياً 176 متراً مكعباً، في الوقت الذي تحدد فيه منظمة الصحة العالمية مقياس شح المياه عند 1000 متر مكعب في السنة.

ومع ذلك، يعتبر الأردن من الدول النشطة في مجال حماية البيئة والحياة الفطرية، حيث تم خلال العقود الثلاثة الأخيرة تخصيص سبع محميات طبيعية، وهي تتضمن محمية شوماري التي افتتحت عام 1972.

ومحمية دانة التي تمتد على مساحة اجمالية قدرها 320 كيلومتراً مربعاً والتي تشتهر بالتنوع الفطري والحيواني فيها، إضافة إلى واحة الأزرق الشهيرة التي تعتبر الموطن الوحيد لأحد الفقاريات الحقيقية المستوطنة في الأردن وهي سمكة أفانيوس السرحاني والتي لا يتعدى حجمها الستة سنتيمترات، وتعد السمكة المستوطنة الوحيدة في الأردن.

وأوضح نشأت حميدان، عضو الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمسؤول عن مشروع بيئي يهدف إلى حماية هذه الفصيلة النادرة: «سميت سمكة أفانيوس السرحاني بهذا الاسم نسبة إلى وادي السرحان الذي يمتد من المملكة العربية السعودية حتى الأردن في واحة الأزرق ثم الصحراء السورية. وتلعب هذه السمكة الصغيرة دوراً مهماً في المحافظة على التوازن البيئي من خلال تنظيم محتوى المياه السطحية».

وتم التعرف على سمك الـ (أفانيوس سرحاني) للمرة الأولى عام 1983 من قبل الباحثين (فيل ووك، وشول وكرب). وتم تصنيف هذا النوع من الأسماك على أنه فصيلة معرضة للإنقراض وذلك كنتيجة مباشرة لعمليات سحب المياه من واحة الأزرق في عام 1983. وفي عام 1995 كان الاعتقاد أن هذه الأسماك قد انقرضت، ولم يتم تسجيلها حتى عام 2000.

وبدأ على الفور تأهيل الحياة البرية في واحة الأزرق من خلال دعم مالي من منشأة البيئة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وتحت إدارة الجمعية الملكية للمحافظة على الطبيعة في الأردن.

وقد أدت عمليات سحب واستخراج المياه من الواحة، فضلاً عن وجود أنواع غريبة من الأسماك إلى تناقص حاد في أعداد أسماك أفانيوس السرحاني، والاعتقاد بانقراضه بشكل كامل. ولهذا، فقد أطلقت الجمعية عام 2000 حملة لإنقاذ هذه الفصيلة.

وفي 2001، حصلت الجمعية على منحة مالية من برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة. وقد قامت الجمعية بجمع كميات من الأسماك ووضعها في أحواض صناعية للتكاثر وزيادة عددها، بيد أن التحدي الحقيقي كان إيجاد مواطن طبيعية جديدة لها.

والآن تدخل الجمعية في المرحلة الثانية من برنامجها المنصب على حماية أسماك (أفانيوس سرحاني). ومن خلال الدعم المالي الذي تقدمه شركة فورد للسيارات، فإنها ستتمكن من توفير عدد أكبر من المواطن الطبيعية لتحسين معدلات تكاثرها.

وأضاف حميدان: «يتوقع أن ينتهي العمل بالمواطن الجديدة بنهاية العام الحالي، وستبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 725. 59 متراً مربعاً، مما يعني زيادة المساحة المائية للواحة بنسبة 5 بالمئة».

Email