تقرير اخباري ـ السارس يضر باقتصاد تايوان مع الاحجام عن التسوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 15 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 16 مايو 2003 خلال بضعة أسابيع فقط تمكن مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) من تحقيق ما فشل فيه التباطؤ الاقتصادي المستمر منذ عامين وهو اخلاء المراكز التجارية من المتسوقين. فالحشود التي كانت تجتاح المتاجر الكبيرة بعد ساعات العمل وفي عطلات نهاية الاسبوع اختفت منذ اصابة موظف خزينة باحد المتاجر الشهيرة بالمرض. وفي سوق هيسمنتينج في تايبه الذي عادة ما يعج بالشبان اغلقت تسعة من كل عشرة متاجر بسبب اغلاق منطقة سكنية قريبة بعد انتشار المرض فيها. ويتساءل فرانك لي وهو مصرفي شاب ذكر انه يقضي عطلته الاسبوعية في المنزل ولا يخرج الا للتجول بزلاجته قتلا للملل «من يجرؤ على الخروج للتسوق الان». وارتفع عدد حالات الاشتباه في الاصابة بالمرض في تايوان الى 264 حالة من اقل من 30 حالة قبل ثلاثة اسابيع. وارتفع عدد الوفيات الى 34 من صفر خلال الفترة نفسها. ويمثل الاستهلاك الخاص نسبة ضخمة تبلغ 60% من اجمالي الناتج المحلي في تايوان اي انه يفوق الصادرات. وبدأت الفنادق في وسط المدينة في بيع الطعام في علب مغلقة في الشوارع في محاولة يائسة لكسب بعض المال بعد ان خلت مطاعمها من مرتاديها. وساءت الامور الى حد ان بعض اعضاء غرفة التجارة اقترح اغلاق الاعمال على الجزيرة لمدة عشرة ايام لاحتواء المرض وهو اقتراح رفضه بسرعة بقية الاعضاء. والاقتصاديون الذين كانوا يتوقعون ان تأتي الضربة القوية لاقتصادهم من تباطؤ الطلب الصيني على صادرات تايوان اصبحوا الان قلقين من مخاطر الانكماش. وقال وو تشونج سو الاقتصادي في مركز دراسات اكاديميا سينيكا «الفرص كبيرة ان تشهد تايوانا تراجعا في أسعار الاستهلاك للعام الثالث على التوالي والانكماش قد يكون مشكلة اقتصادية كبيرة». وقبل انتشار سارس وحرب العراق توقعت الحكومة ارتفاعا محدودا في مؤشر أسعار المستهلكين قدره 0.77 في المئة في عام 2003 بعد انخفاضه 0.2% في عام 2002 و0.01% في عام 2001. وخفض التقدير الرسمي لمؤشر أسعار المستهلكين الى نمو بنسبة 4ر0 في المئة بعد اندلاع حرب العراق لكن المحللين يقولون الان انه حتى هذا التقدير اصبح مغاليا في التفاؤل. وقال ما جون الاقتصادي في دويتشه بنك «انخفاض الاسعار سيضر بالاعمال. فستنخفض العائدات مما يضطر الشركات لخفض استثماراتها. ذلك بالاضافة الى ان انخفاض الاجور سيؤثر على انفاق الافراد».رويترز

Email