تقرير: مجلس التعاون الخليجي يأمل بنهوض اقتصادي في المنطقة بعد انتهاء الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 8 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 9 مايو 2003 تأمل دول الخليج بان يساهم سقوط نظام صدام حسين في العراق في نهوض اقتصادي في المنطقة التي تواجه رغم الثروة النفطية فيها، بحسب خبراء اقتصاديين، مشكلات اقتصادية هيكلية. ويرى الخبير الاقتصادي السعودي احسان ابو حليقة ان «الاطاحة بصدام حسين ازالت السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وان ازاحته ستساهم بشكل واسع في ارساء الاستقرار». ويقول ابو حليقة، وهو عضو في مجلس الشورى السعودي، لوكالة فرانس برس «كل شيء يدل على ان التغيير في العراق ستكون له انعكاسات ايجابية على النمو الاقتصادي في السعودية وفي المنطقة كلها». ويؤكد تقرير صادر عن مصرف «الرياض بنك»، احدى اهم الشركات السعودية المالية، ان تأثير سقوط العامل العراقي ظهر بشكل فوري. وجاء في التقرير ان «السوق المالية في ارتفاع وان النقد وصل الى مستويات عالية جدا، فيما يسيطر الحماس على القطاع الخاص وتتراجع معدلات الفوائد». وسجلت البورصة في كل من السعودية والكويت، وهما السوقان الماليان الاكبر في العالم العربي، ارقاما قياسية، فور اندلاع الحرب على العراق في 20 مارس. وتشير الاحصاءات الرسمية الى وجود علاقة وثيقة بين الحروب التي شنها صدام حسين ومعدلات النمو في السعودية، القوة الاقتصادية الاكبر في منطقة الخليج. فقد ارتفع معدل النمو في الناتج القومي الصافي في السعودية بنسبة 20% بين 1971 و1981، الا ان هذه النسبة تراجعت اعتبارا من 1982 وحتى 1988، تاريخ نهاية الحرب العراقية الايرانية. ثم ارتفع معدل النمو بنسبة 6% في 1989 وبنسبة 23% في 1990، قبل ان يتراجع مجددا بنسبة 16% في 1991، بعد الاجتياح العراقي للكويت وحرب الخليج. ويتوقع ان يكون معدل النمو في السعودية ودول الخليج الاخرى هذا العام مرتفعا اكثر مما كان عليه في العام الماضي. ويتوقع «الرياض بنك» ان يبلغ معدل نمو الناتج القومي الصافي في السعودية هذا العام نسبة 5،4%، مقابل 2% العام الماضي، بعدما كان المعدل سلبيا في 2001. ودعا الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع هذا الاسبوع العرب الى اعتماد الشفافية في سياساتهم الاقتصادية وتحسين ظروف الاستثمار من اجل اجتذاب المزيد من رؤوس الاموال الاجنبية. وتأمل دبي بان تحصل على حصة في عملية اعادة بناء العراق. واعلنت البحرين والسعودية ودولة الامارات، بعد ذلك، عن اقتراح لانشاء مجموعة اقتصادية من اجل اجتذاب الاستثمارات الاجنبية الى الشرق الاوسط. ودعا رئيس مجلس ادارة شرطة «بي بي» النفطية البريطانية بيتر ساذرلاند الدول العربية الى القيام باصلاحات اقتصادية وتعزيز التبادل المتعدد الاطراف، من اجل الافادة من النمو المتوقع في بلادهم واستقطاب الاستثمارات الخارجية. ويرى ساذرلاند ان على الدول العربية ان تحول دون تقدم مشاكل المنطقة السياسية على مسألة التنمية. وقد عانى قطاع الاستثمار المحلي والاجنبي في الخليج، لا سيما في السعودية، كثيرا من حروب صدام. وسجلت السعودية وحدها خسائر تقدر ب155 مليار دولار منذ 1981، بالاستناد الى المعدل السنوي للاستثمارات الرسمية والبالغ 27 مليار دولار. ويرى الامير عبدالله بن فيصل بن تركي، رئيس مجلس ادارة سلطة الاستثمار السعودية العامة، ان الاستثمارات الاجنبية ستبقى متدنية العام المقبل، نتيجة تحولها الى اعادة بناء العراق. ـ أ.ف.ب

Email