الاستثمار في قطاعي السياحة والعقارات يحظي بمناقشات واسعة، دبي تقود قاطرة المشاريع السياحية الضخمة بالمنطقة وتنفرد بالحصة الأكبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 5 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 6 مايو 2003 حظيت الاستثمارات في قطاع السياحة والعقارات والترفية بمناقشات واسعة خلال الجلسة الأولى من اليوم الاخير للمنتدي الدولي للاستثمار حيث دار الحديث حول مايشهده العالم كله من تطورات وتوجهات واستراتيجيات ذات أهمية كبيرة تتعلق بتنشيط القطاع السياحي والعقاري والترفية في ظل الظروف الصعبة الراهنة سواء علي الصعيد الاقتصادي أو السياسي والصحي وتتداعيات تلك الامور علي النشاط في تلك المجالات الثلاث. وتوقع أن تعود الحركة السياحية بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط في صيف العام 2004، وخصوصا أن هذه المنطقة تتمتع بمناخ متنوع وفرص سياحية متنوعة، معتبرين أن دول الإمارات والبحرين والكويت استطاعوا أن يحققوا نمواً كبيرا على صعيد السياحة خلال السنوات الماضية عبر الكثير من المشاريع السياحية الكبيرة. واعتبر هؤلاء المتحدثون ان المنطقة تتمتع بفرص نمو كبيرة على المستوى السياحي مع توافر العديد من احتياجات هذا القطاع من بنية تحتية وفنادق وآثار ومنتجعات إلى جانب الاستقرار الأمني والسياسي. وشارك في هذه الجلسة التي عقدت تحت عنوان «الاستثمار في قطاعات السياحة والعقارات»: «الاتجاهات الناشئة»، كل من دايفيد نيوكيرك النائب الأول لرئيس مؤسسة «بوز ألن هاملتون»، وانتوني آلوم رئيس مجلس إدارة مؤسسة هالكرو السيد سايمون مراي الرئيس التنفيذي لمؤسسة خدمة إدارة المشروعات المحدودة، وأدار الجلسة سالم بن دسمال، نائب مدير عام هيئة دبي للاستثمار و التطوير. وتناول المتحدثون في هذه الجلسة أهم التوجهات الاستثمارية، وتأثيرها على المنطقة. وأين تكمن أهم الفرص، وكيف يمكن للمنتج الاستثماري في هذا القطاع أن يبرز في خضم المنافسة الشديدة؟ وما هي البنية التحتية التي تحتاج إليها هذه القطاعات من أجل تنمية الاستثمارات فيها؟ وتحدث دايفيد نيوكيرك حول العلاقة بين قطاع السفر والسياحة وعمليات التنمية المستدامة، حيث يعد ازدهار القطاع السياحي مؤشراً على النمو الاقتصادي للبلد، فالسياحة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية، من خلال بناء الفنادق، المطاعم، شبكات الطرق وتوسيع شركات الطيران. وأوضح أن الأزمات المفاجئة التي عصفت بالعالم مثل أحداث 11 سبتمبر، وانتشار مرض سارس، قد أثرت على القطاع السياحي في العالم أجمع، وهكذا تحتاج السياحة لبعض الوقت لتستعيد حيويتها ونشاطها. وأشار النائب الأول لرئيس مؤسسة «بوز ألن هاملتون» إلى التحديات التي تواجه القطاع السياحي في الشرق الأوسط، حيث يجب تعزيز النجاح الذي وصلت إليه المنطقة في هذا المجال، وتشجيع السياحة الاقليمية والتركيز على سياحة الجمهورغير المكلفة، بالنظر إلى أن سوق سياحة النخبة هي سوق متقلبة وغير مضمونة بشكل دائم، إلى جانب الاهتمام الدائم بموضوع سلامة الطيران، ومراعاة السلاسة في عمليات التفتيش داخل المطارات. من جهته قال انتوني آلوم أن هناك علاقة وثيقة بين النشاط الاقتصادي والبنية الأساسية،حيث يجب الاهتمام بتطوير المرافئ والطرقات والموارد المائية لخلق بيئة متميزة تشجع السياح على زيارة المنطقة، إلى جانب الاهتمام بالمناطق الطبيعية والتاريخية. واستعرض المشاريع السياحية والعقارية التي أقيمت في دبي على مدى العقود الماضية، والتي كالن احدثها مشاريع جزيرتي النخيل والانترنت والاعلام والفيستيفال سيتي ومرسي دبي والمطار وغيرها من المشاريع الضخة الأخري التي جعلت دبي تقود قاطرة المشاريع السياحية الضخمة في المنطقة وتحصل علي الحصة الأكبر من مشروعات المنطقة. وقال إن دبي شهدت نمواً صخماً في السنوات الأخيرة، وتضاعف عدد سكانها من نصف مليون إلى مليون نسمة، واعتمدت دبي على تنويع مصادر الاقتصاد، حيث شهدت القطاعات غير النفطية نشاطاً كبيرا وبلغت إيراداتها حوالي 16 مليار دولار عام 2001. وأشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة هالكرو إلى أن موقع دبي الجغرافي والثقافي ومناخها المعتدل ومواردها الطبيعية، إلى جانب السياسات التحررية التي تعتمدها، قد ساهمت بشكل فعال في تحولها من مدينة سياحية إلى وجهة للسياحة والأعمال على حد سواء. وأكد سيمون مراي على أهمية القيام بدراسات للأسواق العالمية، والبحث في الفرص التي توفرها، والنظر في كيفية الاستفادة من هذه الفرص، بالإضافة إلى إعداد تقارير للمقارنة بينها وبين الأسواق المحلية قبل البدء بأية مشاريع استثمارية. وأبدى الرئيس التنفيذي لمؤسسة خدمة إدارة المشروعات المحدودة تخوفاً تجاه المستقبل القريب لقطاعات السياحة والترفيه، بسب الظروف العالمية، وما يشهده العالم من حروب وانتشارللأمراض، في حين شجع على الاستثمار في قطاع العقارات، حيث تجني أسواق العقارات في العالم أرباحاً طائلة. وأشار إلى أن دبي باتت تشكل وجهة سياحية في منطقة الشرق الأوسط، بما تعرضه من خدمات راقية وأساليب إدارية متطورة. ولم ينس مراي وهو القادم من هونغ كونغ في تصريحات له على هامش المنتدى أن يشير إلى مدى تأثر الأوضاع الاقتصادية في كل منطقة شرق آسيا بانتشار فيروس «سارس» الذي أصبح يمثل هاجسا مخيفاً لكل سكان هذه المنطقة، بحيث أصبحت الحركة الاقتصادية تواجه تراجعاً كبيراً نتيجة لإلغاء الكثير من الصفقات والأحداث الاقتصادية بين هذه الدول وبعضها وبينها وبين الدول الأخرى، متنبئاً أن الأوضاع قد تستمر في التدهور إذا لم يتم التوصل بشكل سريع إلى حلول ناجحة في مواجهة هذا المرض وخصوصاً أن المصابين به يعتبروا عدداً قليلا مقارنة بحجم سكان بلدان هذه المنطقة.

Email