أخبار الساعة: أطماع اسرائيلية في نفط العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 4 صفر 1424 هـ الموافق 6 ابريل 2003 قالت نشرة «أخبار الساعة» ان اسرائيل سعت ومازالت منذ ارهاصات الازمة العراقية وبداية الحديث عن سيناريوهات الحرب فى العراق، الى تعظيم مردودها الاستراتيجى من هذه الحرب واستغلالها فى تحقيق أهداف اسرائيلية موازية وهو طموح لم يسقط رغم ان حكومة شارون قد تراجعت بفعل الضغوط الاميركية عن تنفيذ مخططات كانت معدة سلفا ودار الحديث حولها داخل أروقة صنع القرار الاسرائيلى قبيل الحرب مثل تنفيذ عملية تهجير وطرد جماعى عقابى للفلسطينيين «ترانسفير» أو استغلال هذه الاجواء المضطربة للتخلص مما يصفه الاسرائيليون بتهديدات عسكرية قادمة من دول الجوار وضرب مواقع استراتيجية مؤثرة منتقاة فى هذه الدول. واضافت النشرة التى يصدرها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ان اسرائيل تخطط لما هو أبعد من ذلك حيث نشرت صحيفة «هارتس» نهاية الاسبوع الماضى تقريرا أشارت فيه الى رغبة حكومة شارون فى اعادة تشغيل خط انابيب النفط بين الموصل وميناء حيفا وامداد مصافى النفط الضخمة فى حيفا بالنفط العراقى بدلا من استيراد النفط الروسى «الاغلى ثمنا» كما تقول الصحيفة والاغرب من ذلك ان وزير البنى التحتية الاسرائيلى جوزيف باريتسكى قد أعرب للصحيفة عن ثقته من أن الادارة الاميركية ستؤيد هذه الفكرة وبطبيعة الحال فان هذه الفكرة تمتلك الدلالات الخطرة مايجعل من الصعب القفز عليها فالامر يتجاوز الصراعات التقليدية المتعارف عليها حول خطوط انابيب النفط بل ينطلق من استراتيجية بعيدة المدى قائمة على «شرق اوسط جديد» تلعب فيه اسرائيل دورا مميزا بعد انهيار فكرة الشرق اوسطية فضلا عن أن هذه الفكرة تهدف الى تطويق سوريا اقتصاديا وحرمانها من ان تكون ممرا للنفط العراقى. وقالت النشرة ان الكشف عن الخطط الاسرائيلية بشأن العراق قد يكون مجرد «بالون اختبار» لقياس ردود الفعل الاقليمية والدولية ازاء خطوة كهذه ولكن التجارب أثبتت ان هذه التسريبات غالبا ما تنطلق من وقائع وحقائق سرعان مايتم الكشف عنها مايعنى ان هناك مؤشرات ولو ضئيلة بشأن دور اسرائيل فى مرحلة مابعد الحرب المحتمل فى رسم مستقبل العراق اقتصاديا وسياسيا. وخلصت الى القول ان التقارير والتسريبات المتداولة حول مستقبل العراق تضيف تحديا سياسيا جديدا أمام الطرف العربى الذى يعانى فيما يبدو مايمكن أن يطلق عليه «أزمة بدائل» بعد أن حصرت الدول العربية خياراتها ونطاقات عملها الدبلوماسى فى العمل على وقف اندلاع الحرب وها هى تجد نفسها فى مواجهة أزمة تزخر بالتطورات والتفاعلات الجانبية التى تتطلب قدرا هائلا من الحركة والخيال والابداع السياسى للحفاظ على مستقبل العراق ووحدة وتماسك أراضيه فضلا عن ضرورة الاسراع برفع المعاناة عن الشعب العراقى. ـ وام

Email