المخاوف تتزايد من انكماش بالاقتصاد الأميركي بسبب الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 3 صفر 1424 هـ الموافق 5 ابريل 2003 احيت ارقام سلبية على صعيد العمالة وتراجع النشاط في الخدمات في مارس، يوم الخميس المخاوف من دخول الاقتصاد الاميركي المشلول تماما بسبب الحرب في العراق، في فترة انكماش جديدة. فنشاط الخدمات في الولايات المتحدة وهو قطاع يشكل 80% من اكبر اقتصاد في العالم، تراجع في مارس للمرة الاولى منذ يناير 2002. وقد تراجع المؤشر المركب لنشاط الخدمات ست نقاط الى 47.9% في مقابل 53.9% في فبراير الماضي. والنزول تحت عتبة 50% مؤشر الى تراجع في نشاط الخدمات التي كانت حتى الآن قطاعا ديناميكيا جدا. وهذه النتيجة اسوأ ايضا مما كان متوقعا اذ ان المحللين كانوا ينتظرون ان تصل النسبة الى 52.5% في مارس اي حصول تباطؤ في النشاط وليس تراجعا. واظهرت ارقام نشرت الثلاثاء ان النشاط في القطاع الصناعي تراجعت في مارس للمرة الاولى منذ اكتوبر الماضي. ويقول سال غاتييري الخبير الاقتصادي «بي ام او فاينناشال» من ناحيته «كنا نعلم ان القطاع الصناعي ضعيف لان الاقتصاد العالمي متراخ وهناك تباطؤ في الصادرات. لكن الآن تأثرت الخدمات ايضا بكل الغموض الذي يرافق الحرب» في العراق. ومن النتائج السيئة المسجلة ايضا ان الطلبات الاسبوعية للحصول على مخصصات البطالة ارتفعت بمعدل 38 الف طلب لتصل الى 445 الفا خلال الاسبوع وهو اعلى مستوى لها منذ سنة. وهنا ايضا كانت الارقام اسوأ مما كان متوقعا اذ كان المحللون يتوقعون ان يصل عدد الطلبات الاسبوعية الى 410 الاف خلال الاسبوع الماضي. ويقول ايفاريست لوفوفر الخبير الاقتصادي في «سي دي سي اكسيس كابيتال ماركت» ان هذه الارقام تظهر ان «الحرب تؤثر على كل قطاعات الاقتصاد الاميركي وان علينا ان نعيد النظر بتوقعات النمو للربع الثاني» التي كانت حتى الآن 2% على معدل سنوي. ويعتبر سال غاتيري وخبراء اخرون ان خطر الوقوع في مرحلة انكماش بعد تلك التي شهدها الاقتصاد الاميركي العام 2001، زاد كثيرا في الولايات المتحدة بسبب الوضع في العراق. ويقول غاتييري «كلما طالت الحرب كلما زاد احتمال حصول انكماش» موضحا ان احتمال حصول انكماش الان يصل الى «40% تقريبا». ويرى خبير الاقتصاد المستقل جويل ناروف ان الارقام التي نشرت يوم الخميس تعطي «صورة فظيعة» عن الاقتصاد الاميركي موضحا «في حال شهد الاقتصاد نموا في مارس اريد ان اعرف اين تم ذلك». ويتساءل ناروف «هل الاقتصاد الاميركي سينتعش بعد انتهاء الحرب؟ هذا رهن بالتطور المقبل للمعارك» لكنه توقع انتعاشا في النشاط «الا اذا كانت معركة بغداد طويلة وصعبة». ويرى جويل ناروف ان «هذه الارقام تضع الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لكي يتخذ قرارا بالتحرك في حال طال امد الحرب او في حال لم يحصل انتعاش (اقتصادي) سريع بعد انتهاء الحرب». ودعا البيت الابيض مجددا الى اعتماد برنامج الانتعاش الاقتصادي الذي اقترحه الرئيس الاميركي جورج بوش وينص على تخفيضات ضريبية تصل قيمتها الى 700 مليار دولار على 11 عاما. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر «لقد نشر رقمان سيئان حول الاقتصاد يوم (الخميس). الرئيس يعتبر ان هذا الامر يشكل سببا اضافيا حتى يقر الكونغرس الخطة التي اقترحها (بوش) حول الانعاش والعمالة». ـ أ.ف.ب

Email