بعد حفظ آلاف الكتب على الأقراص المدمجة، جيتكس يحيل المكتبات الورقية إلى التقاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 12 شعبان 1423 هـ الموافق 18 أكتوبر 2002 لم يعد البحث عن المعرفة قاصراً على القراءة والاطلاع في الكتب والموسوعات المعرفية فقط، بل تحول الى ما هو أسرع وأسهل من ذلك من خلال اقتناء سلاسل مختلفة من أمهات الكتب والتراث محفوظة على أقراص الكترونية مدمجة تحوى ملايين المعلومات في كافة أوجه المعرفة، لتنقل الباحث من مرحلة الاستغراق في القراءة لساعات وأيام وقراءة العديد من الكتب للحصول على معلومة واحدة الى مرحلة جديدة يستغرق البحث خلال زمن قصير مما يؤدي الى توفير أوقات كثيرة كانت تستغرق من قبل وتتيح للباحث فرصة الاستفادة من الوقت للاطلاع ومتابعة أمور اخرى. والى جانب ذلك فان هناك فوائد عديدة اخرى من فكرة حفظ الكتب والموسوعات الاسلامية والمعرفية على الأقراص المدمجة تتمثل الاستفادة المطلقة من استخدامات أجهزة الحاسوب التي باتت لا يخلو منها منزل في الفترة الحالية مما يفتح المجال أمام الأسر لزيادة توعية ابنائها بالاستفادة من الحاسوب في مجال المعرفة والاطلاع، بدلاً من استخدامه في مجالات الترفية والألعاب. التواجد في جيتكس وبين اجنحة جيتكس دبي 2002 تواجد هناك عدد من الاجنحة التي تطرح مئات العناوين للكتب والموسوعات ليست هذه المرة من خلال كتب وموسوعات ورقية وانما محفوظة على أقراص مدمجة توفر الوقت والجهد والعناء الذي يبذل من أجل الحصول على معلومة واحدة. ويقول أحمد نمر المدير التنفيذي لمركز التراث لابحاث الحاسب الآلي والتي تعرض في جناحها بجيتكس مئات العناوين للكتب والموسوعات الخاصة بالتراث الاسلامي في محاولة لتسهيل عملية الاستفادة من هذه الكتب وخدمة للحفاظ على التراث الاسلامي وأرشفته الكترونياً واتاحته أمام الجميع بصورة حية ومتواصلة. وتشهد الاجنحة الخاصة بالكتب والمجلدات الالكترونية اقبالاً غير مسبوق في دورة جيتكس هذا العام حيث تم السماح لها بالمشاركة في المعرض مع المشاركة في سوق الكمبيوتر واتاحة الفرصة للبيع ايضاً. قناعة تامة ويضيف نمر ان الاقبال جاء بعد تولد قناعة تامة لدى الباحثين ومحبي المعرفة والاطلاع بأن البحث والاطلاع الالكتروني أسهل وأفضل من ناحية السرعة والوقت المستغرق في هذا الغرض. وأشار الى ان المشكلة التي كانت تواجه الباحثين تتمثل في كثرة الكتب والمعلومات الموجودة وصعوبة قراءة مئات الكتب للحصول على المعلومة، لكن مع وجود الكتب على الأقراص المدمجة وسهولة البحث على المعلومة فان التركيز سوف يكون أكثر على التحليل والنقد الداخلي للنص. وقال ان العاملين في حقل العلوم الاسلامية سواء الطلاب أو الباحثين الجدد والقدماء أصبح الكتاب الالكتروني أفضل وسيلة لهم للحصول على المعلومات بعد ان تم التأكد من ان المواد والمعلومات التي تحتويها هذه الكتب موثقة وطبقاً لأصل الكتب. احترام العلم ويؤكد نمر ان تحويل المكتبة الورقية الى الكترونية انما هو بهدف خدمة العلم واحترامه ويعد من أفضل مناحي الاستثمار المعرفي، اعتمدته العديد من الكليات والمعاهد والجامعات في مختلف الدول العربية الاسلامية لتؤسس بذلك أكبر البنوك المعلوماتية الاسلامية الالكترونية، وأضاف ان العالم الاسلامي والعربي انتقل من مرحلة التشكيك في دقة هذه المعلومات الى التثبت والتسليم بأهمية الكتب الالكترونية مع الأخذ في الاعتبار أهمية الاجتهاد، مشيراً الى ان توفير المعلومة الكترونياً يفتح الباب أمام اتاحة فرصة أوسع للاجتهاد. برامج متعددة وأوضح نمر ان مجالات البرامج التي تحتويها الاقراص المدمجة عديدة منها خدمات الاستماع الى تلاوة القرآن الكريم والربط مع التفسير وتعليم التجويد والقراءات المختلفة، وأيضا خدمة علم الحديث التي تسمح بتصفح الكتب التي تحوى 550 مليون عنوان على 3 ملايين صفحة الكترونية مع ربط الاحاديث بشروحها وأحكام أهل العلم عليها صحة وضعفاً وخدمة تراجم رواة الاحاديث. كما تتناول المكتبة الالكترونية كتباً متخصصة في الفقة وأصوله على 2.5 مليون صفحة الكترونية والسيرة النبوية من خلال عرض لأمهات كتب السيرة وأيضاً كتب التاريخ الاسلامي والعقائد والأخلاق والزهد والرقائق وكتب اللغة العربية في النحو والادب والمعاجم وكتب التراث السياسي. بديل هادف وأشار نمر ان الاقبال على اقتناء هذه المكتبة الالكترونية يتزايد عاماً بعد آخر مع تزايد استخدامات الحاسوبات وذلك من مختلف الفئات العمرية والمهنية حيث يقبل الطلاب والباحثون وأولياء الامور لاقتنائها من اجل استخدامها في أهداف تربوية وتقديمها كبديل هادف عن الألعاب والبرامج الترفيهية التي لا تحمل قيمة بالنسبة للاطفال. ويرى العديد من الباحثين بشراء واقتناء هذه الكتب الالكترونية فيها فرصة واسعة لزيادة معرفتهم مع اتاحة الوقت الكافي للاطلاع على أمور عديدة من خلال استغلال الوقت الذي كان يستغرق من قبل في الحصول على المعلومة بقراءة الكتب الورقية، وبالرغم من ذلك فان العديد منهم أكدوا انهم لا يستغنون في الوقت نفسه عن الكتاب الأصلي الذي يعد مرجعاً لهم، والاستفادة منه في التمتع بالقراءة. ويرى البعض الآخر وهم أولياء الأمور انها تمثل بديلاً هادفاً لتوصيل المعرفة الى أولادهم بطريقة أسهل وإدراكهم مبكراً لأهمية الاطلاع والبحث، مع الأخذ في الاعتبار ان توفير مكتبة الكترونية يعد في الوقت الحالي أسهل من توفير الكتب الأصلية التي تتكلف أكثر وتأخذ مساحة أكبر في المنزل. تحقيق: مصطفى عبدالعظيم

Email