تحليل اخباري ـ وحدة عربية .. رقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 يصعب على المراقب عن قرب حصر الخطط واحصاء التصريحات التي انطلقت على لسان عشرات المسئولين عربيا حول البرامج الجادة والخطوات الجدية نحو الحكومة الالكترونية عربيا، حتى يحسب المرء ان العرب صاروا مخلوقات الكترونية خالصة. لكن الواقع الذي تتحدث عن الارقام الصارخة يقول اننا العرب نقبع في القاع على قوائم استخدام الانترنت عالميا، فالنسبة لا تتعدى 1.29% مقابل 63% في العالم المتقدم، كما ان المحتوى العربي بالشبكة الدولية لا يتعدى 0.1%، أي نسبة لا تكاد تلحظها العين من فرط صغرها. وحدها الامارات تحاول جاهدة ان تجذب اخواتها العربيات من قاع تكنولوجيا المعلومات إلى وضع افضل يمكن الوصول إليه اذا ابتعد المثبطون لكل همة. ولن يتأتى هذا الارتقاء بمزيد من التصريحات العنترية التي شبعنا منها حتى التخمة، بل من خلال اجراءات عملية تتوحد فيها الجهود العربية بدلا من تناثر الامكانات وتبعثر الكفاءات. في هذا الاطار العلمي الجاد جاءت مبادرة دبي التي انطلقت على لسان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لتحمل مسئولية الخطوة الاولى، وما اصعبها دائما، نحو تفعيل التعاون العربي في مجال تقنية المعلومات. الدعوة جادة والحاجة ماسة لخطوات لاحقة، غالبا ما تكون ايسر من الخطوة الاولى لمحاولة تضييق الفجوة الرقمية التي تزداد اتساعا يوما بعد يوم، ولابد من التحرك سريعا ودون أي تأخير أو ابطاء، فقد فات العرب الكثير وسيفوتهم اكثر وأكثر إذا لم تكن هناك استجابة سريعة لدعوة دبي الجادة، خاصة وانها تضع كل امكاناتها امام تصرف كافة الدول العربية، وهي امكانات حجزت لدولة الامارات مكانة متألقة بين صفوف الصفوة ووضعتها بين الدول العشرين الاولى على مستوى العالم، وهي لم تكتف بما تحقق وهو جيد بكل المقاييس لكنها تظل مجرد بداية متألقة لمرحلة طويلة تحمل جديدا كل يوم، لكن المهم تحقق بالفعل من خلال اللحاق بركب ينطلق بسرعة كبيرة ويحقق قفزات واسعة كل حين. نعم الارادة العربية للتحرك موجودة بالفعل والرغبة قوية لتضيق الفجوة الرقمية لكنها كانت تنتظر دفعة وفرها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمبادرته التي توفر القاعدة المتينة لبناء يمكن ان ترتفع لبناته سريعا في ظل ما يمكن ان تقدمه دبي في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو كثير بالفعل، وتتعدد اوجهه وتتنوع يوما بعد يوم. الحكومات العربية مدعوة اذن لان تأخذ الدعوة بجدية للاستفادة من امكانات دبي الضخمة من اجل اقرار مشروع عربي موحد لتقنية المعلومات وتبني نموذج موحد للحكومة الالكترونية وتشريعات موحدة للتجارة الالكترونية فلعلنا نحقق في هذا المجال وحدة اخفقنا مرارا وفشلنا تكرارا في تحويلها إلى واقع ملموس في أي مجال آخر، فلا أفلحنا في تحقيقها في السياسة ولا نجحنا في الوصول إليها في الاقتصاد، لكن الامل معقود في ان نتوحد رقميا ونجتمع الكترونيا بمبادرة اخرى من دبي. أحمد القاضي

Email