مدير العمليات التجارية بطيران الامارات: «كوتشين» وجهتنا المقبلة ونأمل الانطلاق إلى ناريتا قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 أعلن غيث الغيث مدير العمليات التجارية بطيران الامارات ان الشركة ستفتتح قريباً خطاً جديداً الى كوتشين بالهند، ليكون بذلك الخط الخامس الذي تسيره الشركة الى الهند بعد خطوط دلهي وتشيناي وحيدر أباد ومومباي، وليضاف الى قائمة الخطوط الجديدة التي أعلنت عنها الشركة والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأعرب عن أمله في امكانية حصول الشركة على حقوق الهبوط في مطار ناريتا القريب من طوكيو في ضوء النتائج الكبيرة التي تجمع كافة المؤشرات على ان خط أوساكا الذي افتتحته الشركة مؤخراً سيحققها. وأكد ان جميع الخطوط الجديدة التي تفتتحها الشركة تستند الى قاعدة الربحية، وهو ما درجت الشركة دوماً على العمل والالتزام به في مختلف مراحل نموها وتطورها. وأوضح مدير العمليات التجارية بطيران الامارات ان الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركة باليابان ينطلق من الحرص على تثبيت موقع دبي السياحي في السوق اليابانية التي تعد أكبر سوق سياحية في العالم، ولا تسبقها في هذا الجانب إلا الولايات المتحدة والمانيا وحدهما، حيث يخرج من اليابان كل عام 18 مليون سائح لم تستقطب دبي منهم حتى الان إلا 32 الف سائح في العام الماضي، وقد جاء معظم هؤلاء السياح اليابانيون من دول الخليج المجاورة الى دبي. وبالتالي يمكن تصور طبيعة النتائج الكبيرة التي يمكن توقعها لدى التوجه مباشرة الى السوق اليابانية نفسها وإدراك مدى ما يمكن ان تسهم به هذه السوق في تحقيق هدف حكومة دبي المعلن، وهو الوصول الى استيعاب 15 مليون سائح سنوياً، وهذا الهدف لا ينبغي ان يغيب عن العيون على الاطلاق في غمار عملية مد الجسور الى الأسواق الكبيرة الواعدة. ومن الناحية الاقتصادية، فان اليابان هي أكبر شريك تجاري ليس للامارات فحسب، وإنما لدول المنطقة ايضا، ومن ثم فلابد من البناء على هذه القاعدة القوية من العلاقات الوثيقة واستثمارها الى أبعد الحدود، والخط الجديد الذي افتتحته الشركة الى أوساكا يأتي في هذا الطار، وهذا الافتتاح جاء بعد جهود من جانب طيران الامارات ومفاوضات مع الجانب الياباني استغرقت عامين كاملين، وخصت بالتطرق الى مختلف التفاصيل الفنية الدقيقة، ويرجع جانب من امتداد هذا الجهد لعدم معرفة الجانب الياباني بالأبعاد الكاملة لأهمية الامارات وموقعها المميز ودورها التجاري والسياحي الكبير. ورداً على سؤال حول مبررات موقف الجانب الياباني والضوابط المتعلقة بانطلاق التعاون بين الجانبين الى مداه الأقصى، أوضح غيث الغيث ان آخر ما تم التوصل اليه في المفاوضات هو منح حقوق الهبوط بطيران الامارات بالشكل الذي تابعه العالم في غمار الاحتفال مؤخرا بأول خط مباشر بين الشرق الأوسط واليابان، ومن المهم هنا الاشارة الى ان الجانب الياباني تبنى منظوراً قوامه التعامل مع الخليج كمنطقة، وليس كمكونات جغرافية لهذه المنطقة، وهكذا فان الجانب الياباني من الناحية البروتوكولية، وبعد ان تم الاتفاق، منح حقوق الهبوط لأربع دول عبر أربع رحلات منها رحلتان لطيران الامارات، غير ان الشركة سارعت الى ايضاح انه يصعب التشغيل على هذا الاساس من الناحية العملية، وبالتالي فان الشركة قدمت طلباً للتشغيل على أساس اربع رحلات اسبوعياً على ان يتم التطوير مستقبلاً، ومن المؤكد أن النجاح الكبير للخط الذي تشير اليه كل الدلائل والمؤشرات الموضوعية سيدفع الجانب الياباني الى منح الشركة ما تريده وهو الوصول الى رحلة يومياً. ومعايير النجاح في مثل هذا المنعطف من تطور الشركة يتصدرها ايضاح أهمية منطقة الخليج، وسهولة التنقل بين مختلف أرجاء العالم عبرها، والحصول على ثقة الياباني، وبالتالي امكانية قيام شركة الخطوط اليابانية المعروفة اختصاراً باسم «جي. ايه. ال» بتسيير خطوط الى منطقة الخليج. ورداً على سؤال حول المقارنة بين خدمات طيران الامارات وما تقدمه «جي. ايه. ال» من خدمات، قال مدير العمليات التجارية بطيران الامارات: لدينا ثقة بخدمات شركتنا وقدرتها على الفوز بثقة المستهلك الياباني، وطموحنا لا يتوقف عند هذا، وانما نأمل مستقبلاً في ان يزور السائح الاماراتي اليابان كوجهة سياحية مختلفة ومميزة وتضم العديد من عناصر الجاذبية والقدرة على الاستقطاب. وفي هذا الاطار فان الفنادق والشركات والوكالات السياحية بدبي لها دورها الذي تقوم به لاجتذاب السياح اليابانيين الى دبي، فالفنادق لديها وعي كامل بأهمية السوق اليابانية ومدى ضخامتها واتساع نطاقها، والمطلوب منها في المرحلة المقبلة التركيز على هذه السوق وتطوير الخدمات لتتلاءم مع الخدمات التي يتطلع اليها المستهلك الياباني، وقد كانت طيران الامارات رائدة في متابعة هذا الجانب في غمار استعداداتها لاطلاق خط دبي ـ أوساكا، حيث وفرت العديد من العاملين كجزء أساسي من طاقم الطائرات العاملة على هذا الخط، وجرى تدريب اربعمئة عضو من فرق أطقم الطائرات على الخدمة وفقاً للتقاليد اليابانية، والمطلوب القيام بالشيء نفسه من جانب الفنادق في دبي لاستقطاب السائح الياباني، الذي يمكن في حالة النجاح ان تشهد تدفقه باعداد كبيرة الى المنطقة. ورداً على سؤال حول امكانية قيام السلطات اليابانية بمنح حقوق الهبوط لطيران الامارات في مطار ناريتا القريب من العاصمة اليابانية طوكيو والمعروف بالطابع الهائل للحركة الجوية فيه، أعرب غيث الغيث عن أمله في امكانية حدوث ذلك خلال عام أو عامين على أكثر تقدير من الان، في ضوء ما تؤكده كل المؤشرات الموضوعية من نجاح كبير لتشغيل خط دبي ـ أوساكا. وتابع: اننا ندرس، بمزيد من التدقيق أوضاع السوق اليابانية، تمهيدا لمزيد من التعاون بين الجانبين، ونسعى الى تبني العديد من الفعاليات الرياضية ورعايتها ومخاطبة شريحة معينة من المجتمع الياباني نرى انها المؤهلة أكثر من غيرها لاستقطابها للاهتمام بالمنطقة والتعاون معها. ورداً على سؤال حول الأساس الذي استند اليه في التفاؤل بامكانية انطلاق طيران الامارات الى ناريتا في الاطار الزمني الذي أشار اليه، قال ان هذا الانطباع مبني على اساس متابعته الشخصية لتطورات الموضوع منذ بدايته، والخطوة الأولى في هذا الصدد التعاون الوثيق مع شركة جي. ايه. ال وفي ضوء النتائج يغدو من البديهي بعد ذلك الذهاب الى ناريتا. وفيما يتعلق بخطط تسويق الاماكن المتوافرة على طائرات الخط الجديد الى أوساكا، أوضح ان طيران الامارات بدأت قبل ستة أشهر في التحرك العملي الدقيق، فوقعت عقودا مع كل الشركات التي يمكن ان تقدم خدمات في هذا الاطار، وتم وضع اسم دبي في جميع مطبوعات الترويج التي تصدرها الوكالات اليابانية باللغة اليابانية، وجرى ايجاد مناخ من الثقة دعا هذه الوكالات الى وضع اسم الامارات في كل مطبوعاتها ثم بدأت حملة تسويق شاملة مع التركيز على التوعية بالتميز في كل ما تطرحه طيران الامارات التي قدمت لهذا الخط طائرة قيمتها 150 مليون دولار هي التي تقوم بهذه الرحلة ومن ثم فان كل شيء ينبغي ان يكون على هذا المستوى. وانتقل غيث الغيث الى الحديث عن جوانب اخرى مختلفة عن انشطة طيران الامارات، ففي ضوء توسع هذه الانشطة في صورة فندق الفجيرة على سبيل المثال أكد رداً على سؤال عن مدى ترحيب الشركة بمساهمات من شركات من ابوظبي والشارقة وغيرهما من ارجاء الدولة، ان طيران الامارات ترحب بمثل هذه المساهمات، ويكفي تذكر ان وكالة «أورينت» من الشارقة تروج لطيران الامارات، ذلك ان الشركة معنية بكل ارجاء الدولة والمنطقة. ماذا عن الربحية في نشاط طيران الامارات؟ بمزيد من الحماس يبادر مدير العمليات التجارية بطيران الامارات الى تأكيد ان جميع الخطوط التي فتحتها الشركة حتى الان رابحة، وتحقق ربحية ملموسة، وهناك مؤشرات ارباح في مجمل نشاط الشركة ويكفي في هذا الصدد ان نذكر ان شهري يوليو واغسطس الماضيين كانا من أكثر الشهور ربحية لطيران الامارات، ويكفي ايضا ان نسبة شغل المقاعد تصل الى 80% وان حجم الحركة حاليا اكبر بنسبة 20% ونسبة النمو هذا العام 20%. وردا على سؤال حول ما أعلنته شركة بوينج من تقارير عن مشكلات فنية في بعض طائراتها، بادر غيث الغيث الى التشديد على ان الطائرات المعرضة لهذه المشكلات ليست مما يوجد في اسطول طيران الامارات، كما ان شركة بوينج ليست الشركة الوحيدة التي تواجه مثل هذا الاشكال والاعطال الفنية. وفضلا عن هذا كله فان طيران الامارات تحظى بمستوى رفيع من مراقبة الجودة وعناصر التدارك لأي عنصر قد يخلق عدم الثقة بأي شكل من الاشكال. والشركة تقوم سياستها على تحديث الطائرات ومتوسط عمر الطائرات لديها أقل من 3 سنوات وهي سياسة ناجحة بكل المعايير، كما ان تجربة الشركة مع بوينج تعد تجربة ناجحة. ورداً على سؤال أخير حول ما اذا كانت لدى طيران الامارات خطة طواريء لتنفيذها في حالة تعرض العراق لضربة أميركية، قال: ليس لدينا خطة لتوقع الأسوأ، ونتمنى ألا تسير الامور في هذا الاتجاه ولكننا نتعامل مع المسألة بجدية بالغة، وسياستنا هي الاستمرار في العمل وعدم اتخاذ قرارات منبعها التردد أو الخوف، وسياسة حكومة دبي قوامها توفير الاطار الصحيح للعمل، ويكفي ان نتذكر في هذا الصدد التعليمات التي صدرت في نوفمبر الماضي على أعلى المستويات بمواصلة الشركة انطلاقها في مشروعاتها للنمو والتطوير بكامل الطاقة الممكنة، وهو أمر لا يمكن ان تحلم به أي شركة طيران اخرى، وثقتنا بالشركة تدفعنا الى الاصرار على التغلب على الظروف الطارئة. أوساكا ـ كامل يوسف:

Email