24 ألف صياد يلقون حتفهم بالعالم سنوياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن أكثر من 70 شخصا يلقون حتفهم يوميا يعملون في مجال الصيد البحري الذي ربما يعد من أشد المهن خطورة في العالم. وأفاد المكتب الاقليمي للشرق الأدنى وشمال افريقيا (القاهرة) أن المنطقة تعتمد بشكل رئيسي على صيد الأسماك حيث شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط والخليج العربي, والهادي والأطلسي وأن المجموع الكلى للوفيات في أوساط الصيادين يقدر بنحو 24 ألف شخص في كافة أرجاء العالم سنويا غالبيتهم في الشرق الأوسط وافريقيا والخليج العربي علما أن هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي حسبما ترى (الفاو) لأن عددا محدودا من البلدان لا يحتفظ بسجلات دقيقة عن الوفيات في أوساط عاملين في الصناعات السمكية. وذكر ناجي عبد الواحد المتحدث باسم المنظمة الفاو بالقاهرة أن هذه نتائج دراسة حالة مصايد الأسماك واستزراع الأحياء المائية في العالم لعام 2000 ستقدم إلى لجنة مصايد الأسماء التابعة للمنظمة في اجتماعها المقرر عقده في روما في الفترة من 26 فبراير إلى 2 مارس المقبل. وقال أن ما يزيد على 97% من صيادي الأسماك البالغ عددهم 15 مليون نسمة ممن يعملون في قطاع المصايد البحرية في كافة أنحاء العالم يعتمد على مراكب يقل طولها عن 24 مترا والتي تكون خارج نطاق الأعراف والإرشادات الدولية وفي الوقت نفسه تتعرض فيه الموارد السمكية في الشواطئ إلى الاستغلال المفرط حيث يعمل الصيادون بعيدا عن الشاطئ وفي بعض الأحيان لفترات ممتدة ولا يستخدمون غالبا مراكب مصممة للصيد عند الشواطئ حيث لا يتماشى ذلك مع التعليمات الأمنية في كل بلد. وأضاف ناجي أنه من بين الأسباب الرئيسية لتكرار وقوع مثل هذه الحوادث القاتلة أنه لم تعتمد إلى الآن وسيلة شرعية دولية تتعلق بالسلامة البحرية, وغياب التعليمات القطرية, أو عدم تطبيق التعليمات أن وجدت, وقلة الخبرة في عمليات الصيد النائية عن الشواطئ, والجهل في مسائل جوهرية ذات علاقة بالابحار والتنبؤ بالأحوال الجوية والاتصالات فضلا عن عدم توافر التثقيف العالمي بشأن السلامة البحرية. ونصح أنه بالامكان تصحيح الكثير من هذه الأسباب خاصة أن الفاو معنية حاليا في عدد من هذه الأنشطة في البحر الكارويبي وآسيا والمحيط الهادي.. كما أنه في البلدان النامية تعد وسائط الصيد رديئة التصميم, وعدم توافر معدات السلامة أو عدم صلاحيتها أو اتباع تعليمات غير ملائمة كلها أسباب رئيسية لوفاة الصيادين في الدول النامية. ونوه إلى خطورة استمرار عمليات الصيد غير النظامية التي لا يبلغ عنها في الدول العربية والخليجية وافريقيا خاصة أنها تعتبر من المسائل الرئيسية المتعلقة بإدارة مصايد الأسماك مطالبا التنسيق الدولى لغرض تخفيض أو إزالة تلك العمليات من الصيد اللامشروع والذي يصل في بعض المصايد المهمة إلى 30% من اجمالى المصيد. وأشارت الدراسة إلى أن اجمالى الانتاج من مصايد الأسماك ومستزرعات الأحياء المائية تتراوح بين 117 مليون طن إلى 122 مليون طن عالميا حيث يعود ذلك كسبب رئيسي من ظاهرة (النينو) ارتفاع درجة (حرارة الأرض) في بعض المصايد البحرية المهمة. كما أنه خلال العقود الماضية ارتفعت بصفة عامة حصة استهلاك الفرد من الأسماك وذلك مع انتعاش النمو الاقتصادي. وحذرت الفاو من عواقب العمليات التي ستؤدي إلى الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة من إدارة المصايد وضياع الفرص الاقتصادية والاجتماعية إذ أن مثل هذه العمليات (الصيد اللامشروع) سيؤدي إلى انهيار احدى المصايد والتأثير بصورة خطيرة على الجهود المبذولة لاعادة بناء مخزونها الاحتياطي الذي تعرض للنضوب. مؤكدة على أن مصايد الأسماك واستزراع الأحياء المائية يبقى أمرا مهما للغاية بإعتبارها مصدرا لتوفير الغذاء, وفرص العمل, والدخل لدى العديد من البلدان والمجتمعات النامية والعربية فضلا عن أن الاسماك لاتزال غذاء أساسيا يحتوى على جزء هام من البروتين الحيواني ضمن وجبات الغذاء خاصة أن المنطقة يقل فيها النشاط الرعوي.

Email