حكاية الرحلة 301 PHG_ ، المساعدات الإنسانية لم تصل بغداد لأن مستر (وان) في اجازة اسبوعين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تفلح الاتصالات المكثفة التي اجرتها شركة ندى الشرق الدولية مع مقر الامم المتحدة في نيويورك او جنيف طوال يوم امس الاول في الحصول على اذن بهبوط طائرة المساعدات الانسانية التي استأجرتها الشركة في مطار بغداد، الدولي مما اضطر الشركة إلى تأجيل الرحلة التي كان مقرراً اقلاعها من مطار الشارقة إلى حين الحصول على هذا التصريح. وكانت الشركة قد استأجرت طائرة إليوشن 18 من شركة فونكس الروسية وصفها خبراء طيران بأنها ذات كفاءة عالية في السرعة وتتميز بضمانات سلامة عالية, فهي مزودة باربعة محركات وبامكانها الهبوط بمحرك واحد فقط في حال تعطل المحركات الثلاثة الباقية, كما ان بمقدورها الهبوط على اية نوعية من الارض سواء المرصوفة او حتى الرملية بشكل عمودي مثل الطائرة الهليكوبتر بالاضافة إلى امكانيات اخرى تجعلها تفوق ضمانات السلامة في انواع اخرى شهيرة من الطائرات. وذكرت مصادر الشركة ان الطائرة حديثة الصنع ويعود تاريخ تصنيعها إلى عام 1981 وتمتلكها الشركة بالاضافة إلى اسطول ضخم من الطائرات يعمل منه 15 طائرة في مطار الشارقة الدولي حيث يوجد المقر الاقليمي للشركة والذي تدير من خلاله عملياتها في الشرق الاوسط وكلها جاهزة لاجراء رحلات (شارتر) او رحلات شحن حيث ان هناك طائرتين كبيرتين متخصصتان في الشحن من بين هذه الطائرات الـ 15 وثلاث عشرة متخصصة في نقل الركاب وكميات من البضائع. واعلنت شركة ندى الشرق الدولية في وقت سابق من هذا الاسبوع عن انطلاق هذه الرحلة ذات المهام الانسانية بالدرجة الاولى من مطار الشارقة الدولي إلى العراق لتكون بداية لرحلات جوية منتظمة إلى هناك بواقع 4 مرات اسبوعيا ثلاث منها تقلع من مطار الشارقة والرابعة من مطار دبي فبادر الكثيرون بحجز مقاعد لهم على متن هذه الطائرة واصدرت لهم القنصلية العامة العراقية تأشيرات بالفعل وتوجهوا في الساعات الاولى من الصباح الباكر إلى مطار الشارقة الدولي ليكونوا مع كميات ضخمة من الاجهزة والمعدات الطبية والمساعدات الانسانية الاخرى جاهزين للانطلاق إلى العراق الذي يعاني حصاراً قاسياً منذ عشر سنوات القى بظلاله على حياة الاطفال وكبار السن وتجويع الشعب باكمله, لكن هذه الفرحة لم تكتمل بسبب رفض الامم المتحدة التصريح للطائرة بالهبوط في مطار بغداد الدولي مما اضطرهم للعودة إلى منازلهم مع وعد من الشركة برد قيمة التذاكر لهم وتعويض كل منهم بتذكرة مجانية على متن الباخرة جبل علي 1 التي تبحر من ميناء راشد في دبي إلى ميناء ام قصر جنوب العراق. وطوال هذا اليوم (الاربعاء) وحتى منتصف ليلته تحول مقر شركة فونكس الروسية المالكة للطائرة بالمنطقة الحرة بمطار الشارقة الدولي إلى غرفة عمليات اجريت منها اتصالات عديدة مع مقر الامم المتحدة في نيويورك حاولت من خلالها الشركة الحصول على تصريح بالاقلاع إلى مطار بغداد لكنه في كل مرة كان الرد يجىء على لسان الطرف الثاني في نيويورك ان مستر (وان) في اجازة اسبوعين وان لا احد غيره مخول باعطاء مثل هذه التصاريح! فحاولت الشركة اجراء اتصالات اخرى مع مكتب الامم المتحدة في جنيف للحصول على تصريح لكن دون جدوى ايضا. وكانت الشركة قد حصلت على موافقة المنشأة العامة للطيران المدني بوزارة النقل والمواصلات في العراق بتيسير هذه الرحلات والهبوط في مطار بغداد ورحبت بهذا, كما انها قد حصلت على موافقة السلطات الايرانية بعبور الطائرة المجال الجوي الايراني وايضا صرحت لها بالهبوط في مطار كيش والاقلاع منه. لكن كل هذه المحاولات تحطمت كما يرى احمد عبدالرؤوف مسعود المدير العام لشركة ندى الشرق الدولية ـ على صخرة تعنت الجهات المعنية بالامم المتحدة وتسويفها في اعطاء التصريح. ومن ناحيتها فقد كانت شركة فونكس قد اكملت استعداداتها لاقلاع الرحلة رقم 301 PHG_ الشارقة ـ كيش ـ بغداد, واستعد طاقم الطائرة المكون من 7 افراد بقيادة الكابتن اليكس كورجانسكي للاقلاع واستمروا ذهابا وايابا من المكان المرابطة فيه الطائرة إلى مقر الشركة بالمنطقة الحرة واليها في انتظار السماح لهم بذلك في الوقت الذي كان فيه مسئولو شركة فونكس يجرون اتصالاتهم بقيادة سيرجوي شيربا مدير العمليات بالشركة وانتظار الركاب للصعود للطائرة وتحميل حقائبهم فيها. لكن مر الوقت وانتهى دوام موظفي الامم المتحدة وظلت الطائرة مرابطة في المطار وبالقرب منها ثلاث حاويات محملة باطنان من المساعدات الطبية والانسانية وضعت في الاماكن المخصصة. من ناحية اخرى صرحت مصادر مطلعة لـ (البيان) ان الشركة كان يجب عليها اولاً الحصول على موافقة الامم المتحدة بالاقلاع إلى بغداد وكذلك الحصول على موافقة الجهات المختصة بالدولة قبل الاعلان عن انطلاق الرحلة, مشيرة إلى ان الحصول على موافقة الامم المتحدة لا يتم بين يوم وليلة. كما اكدت مصادر داخل الشركة الناقلة ان دخول الاراضي العراقية دون الحصول على موافقة الامم المتحدة كان بحد ذاته مخاطرة يمكن ان تعقبها مخاطر كبيرة.

Email