دراسة هامة حول مستقبل صناعة الاتصالات بالمنطقة حتى عام 2005 ، صانعو القرار في عشر دول عربية يقيّمون تطورات الصناعة وأهم التغيرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت شركة أندرسن كونسلتينج الرائدة في مجال دراسات واستشارات الأعمال على مستوى العالم عن نتائج دراسة شاملة أعدتها الشركة حول مستقبل صناعة الاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار ، السنوات الخمس المقبلة من خلال استطلاع آراء وتطلعات عدد كبير من صانعي القرار في هذا المجال على إمتداد المنطقة للتعرف على أولوياتهم وتوقعاتهم للفرص وعناصر الخطر المحتملة في السوق. وقد تمكنت الدراسة التي استغرق اجراؤها نحو خمسة شهور كاملة من رسم خريطة عامة لتوجهات صناعة الاتصالات على المستوى الاقليمي حتى العام 2005حيث تعرضت الدراسة لعدد من القضايا والموضوعات الهامة التي تشكل العناصر المحددة الرئيسية لمستقبل الاتصالات بالمنطقة في ظل المعطيات الرئيسية للاقتصاد العالمي الجديد الذي تشكل صناعة الاتصالات عصبه الرئيسي عن طريق تطبيقاته وتقنياته المختلفة وفي مقدمتها تكنولوجيا الانترنت وتبادل المعلومات. وأكدت شركة اندرسن كونسلتينج ان الهدف الرئيسي من وراء اجراء هذه الدراسة هو مساعدة عملائها في المنطقة في دعم خططهم الاستراتيجية للمرحلة المقبلة وتقديم عرض مفصل لحالة السوق وتوجهاتها حيث يساعد هذا العرض على تكوين رؤية واضحة للخطوات التالية الواجب اتخاذها في اطار تقويم الاداء ورفع نوعية الخدمات المقدمة للمستهلك في هذا الجزء من العالم وأيضاً تطوير هؤلاء العملاء لنماذج أعمالهم لمواكبة التحولات السريعة في الاقتصاد الجديد اضافة الى توضيح سبل تطويع التكنولوجيا وتحويلها الى عنصر دفع ملموس للمستهلك العادي. ومن بين الفوائد الهامة لهذه الدراسة وضع صورة مفصلة لتوجهات السوق الاقليمية حيث يساعد هذا التصور شركات الاتصالات على تحديد أهم الملامح الرئيسية لاستثماراتهم المستقبلية في هذا المجال. وقد ضمت الدراسة استطلاع آراء 46 من كبار المسئولين التنفيذيين وصانعي القرار سواء من الحكومة أو القطاع الخاص في عشر دول هي الامارات ومصر والاردن والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وعمان والكويت والمغرب ولبنان حيث تطرقت اللقاءات التي اجريت مع هؤلاء المسئولين الى عدة قضايا منها اختراق الانترنت وقضية المنافسة ومستقبلها وتصوراتهم حول مقدراتها في المرحلة المقبلة في ضوء الكثير من المعطيات إضافة الى نوعية الخدمة المقدمة والدور الذي ستلعبه الاتصالات في رسم الخريطة الاقتصادية للمنطقة على مدار السنوات الخمس المقبلة. ومثل هؤلاء التنفيذيون العديد من القطاعات ذات الصلة بصناعة الاتصالات في دولهم حيث تراوحوا ما بين مسئولي شركات مزودي الخدمات الكاملة الوطنية والعالمية ومقدمي خدمات الانترنت ومقدمي الخدمات النقالة اضافة الى عدد من المسئولين الحكوميين كما تباينت أحجام الشركات التي شملتها الدراسة ما بين صغيرة يقل عدد موظفيها عن 250 شخص وحتى العملاقة التي يتجاوز عدد العاملين فيها العشرة الاف موظف. اربعة سيناريوهات وأوضح ريكسهون ان الدراسة قامت على أساس اولي من الاختيار ما بين اربعة سيناريوهات رئيسية يختار ما بينها المسئولون لتحديد خيارات تصورهم لمستقبل صناعة الاتصال في المنطقة أطلقت اسماً مختلفاً على كل منها على محورين رئيسيين يتراوحا ما بين السوق المفرقة ما بين شركات صغيرة والسوق المجمعة في يد شركات كبيرة من ناحية ومن ناحية اخرى المحور الثاني ما بين الطلب الثابت للخدمات الأساسية من طرف والطلب المتزايد للخدمات متعددة الوسائط ذات القيمة المضافة من الطرف الاخر. وقد اظهرت الدراسة ان الاراء كانت أكثر ميلاً لاختيار سيناريو أطلقت عليه الشركة اسم (هجمة الذهب) أو ( Gold Rush) القائم على زيادة الطلب لخدمات الوسائط المتعددة ذات القيمة المضافة والتي يقدمها عدد كبير من الشركات الصغيرة خلال الفترة المقبلة كما كان هناك بعض الميل تجاه سيناريو آخر يؤيد زيادة الطلب لنفس النوعية السابقة من الخدمات ولكن على اساس الشركات الكبيرة قليلة العدد في السوق. محددات التغيير وأكد فيليب ريكسهون رئيس شعبة الاتصالات والتقنيات المتطورة بأندرسن كونسلتنج الشرق الاوسط ان حجم التغيير في الاتصالات سيكون رهناً لثلاثة محددات رئيسية أولها هو عامل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة والقدرة على مواكبة التحولات السريعة فيها وثانيها متطلبات العملاء وحاجاتهم أما المحدد الثالث والأهم فهو وتيرة تغيير القوانين والقواعد المحددة لعمل قطاع الاتصالات في دول المنطقة بما يتماشى مع روح الاقتصاد الجديد. واستبعد ريكسهون مفهوم التحرير الكامل لسوق الاتصالات وتجاهل وضع أسس وقواعد تحكم عملية التنافس في السوق, وقال ان هناك فارق بين التحرير والفوضى وهناك منطقة وسط بين الاحتكار والتحرير الفوضوي هي المنطقة التي تضع فيها الدولة قوانين ومحددات تتماشى مع توجهات الاقتصاد العالمي الجديد وروحه. وأبرز ريكسهون الحاجة الى اقامة جسور الحوار حول قضية تحرير السوق مع مراعاة اختلاف ظروف كل دولة عن الاخرى مؤكداً تعاون الحكومات والشركات في المنطقة لمصلحة تطوير بلادهم في اطار من التنظيم المشترك. وحول انتشار رقعة مستخدمي الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكدت الدراسة ان السنوات الخمس المقبلة ستشهد هجمة شرسة على هذه الخدمات اطلقت عليها (هجمة الذهب) حيث تفيد استطلاعات الاراء الى تأييد حقيقة القفزة الهائلة التي ستحدث في عدد مستخدمي الانترنت بالمنطقة من مستخدمي المنازل ليصل الى أكثر من 50% من السكان مقارنة بالحجم المحدود الحالي الذي يقدر بحوالي 2% فقط. في الوقت الذي سيزيد فيه طلب المستخدمين على خدمات الوسائط المتعددة ذات القيمة المضافة. وأشارت الدراسة الى ان أهم أولويات مسئولي صناعة الاتصالات في المنطقة خلال الفترة المقبلة تنحصر في عدد من النقاط الاساسية هي الارتقاء بمستوى التسويق وخفض الاسعار والارتقاء بمستوى البنية التحتية وتحرير السوق وقضية أمن التعاملات التجارية الالكترونية مع العمل على تسهيل تقنياتها للمستخدمين. ودعت الدراسة شركات الاتصالات بالمنطقة لتطوير أدائها مؤكدة على ان عنصر الوقت يشكل محدداً خطيراً في هذا الصدد حتى تتمكن الشركات من اللحاق بالفرص الكبيرة التي يقدمها الاقتصاد الجديد والتي قد لاتستطيع هذه الشركات تعويضها حال انقضائها.

Email