ماليزيا تنتظر عودة المستثمرين الأجانب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير الميزانية الماليزية الى ضرورة انفتاح اقتصاد البلاد امام دور أكبر للاجانب اذا كانت تريد ان تحافظ على القدرة التنافسية. فعندما اعلن وزير المالية عن الميزانية, اقترح انفتاح الشركات الوطنية الكبيرة المتميزة مثل بروتون وماليزيا للخطوط الجوية امام المستثمرين الاجانب. وقال ان ماليزيا سوف تبحث عن مستثمرين استراتيجيين في مجال تكنولوجيا المعلومات والطاقة والموانىء وقطاع التمويل وسوف تخفف القيود القائمة على رأس المال والتي فرضت إبان الازمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1997. وقال خبير اقتصادي ان هذا يعد اشارة على تغير في المواقف وان ماليزيا على استعداد لمزيد من التكيف, لكن لايزال علينا ان ننتظر ونرى ما سيحدث. وقال انه يريد ان يرى مزيداً من الصفقات والقرارات مثل قرار شركة هوتشيسون في هونج كونج الأخير بشراء 30% من أسهم وست بورت الماليزية. لكن تنفيذ ذلك مع الشركات الوطنية قد يكون أكثر صعوبة. وأضاف الخبير الاقتصادي انه يشكل في ان يكون هناك قيوداً كثيرة من الحكومة على ما يستطيع الشركاء الاجانب عمله وما لايستطيعون. لكن الرغبة الجديدة في جذب المستثمرين الأجانب والخبرة والتمويل الخارجي تعتبر خطوة هامة. فهذه أول اشارة من شركات هامة في ماليزيا للرغبة في الاندماج في الاقتصاد العالمي, وفق ما يقوله دومينيك أرمسترونج رئيس الباحثين في فرع البنك الهولندي العام في ماليزيا. كان هناك شعور بين المستثمرين الاجانب بأنهم غير مرغوب فيهم منذ الازمة المالية الاقتصادية عام 1997, حيث اتهم رئيس الوزراء مهاتير محمد الأجانب بأنهم سحبوا الأموال عن عمد من اجل تقويض الاقتصاديات الاقليمية وفرض قيود على رأس المال للحد من خروجه من البلاد. ومنذ ذلك الحين سجل الاقتصاد الماليزي انتعاشاً, وتتوقع الحكومة ان يسجل معدل نمو 7.5% خلال العام الجاري و7% العام المقبل. ويعتقد المحللون ان ماليزيا سوف تنتهز الفرصة لاعادة هيكلة كثير من القطاعات الاقتصادية. تعاني كل من بروتون وماليزيا للخطوط الجوية من مشاكل منذ بداية الازمة الاقتصادية, وقد أقدمت شركة بتروناس الوطنية للبترول على انقاذ برتون العام الجاري حيث اشترت 27.2% من الاسهم من هيكوم القابضة التي تملك أكبر نسبة من الاسهم. ورغم ان بتروناس الغنية بالسيولة النقدية يمكن ان تساهم في تقدم شركة بروتون للسيارات فإن السلطات حصلت على تحديد للمهلة التي تسبق فتح أسواق السيارات في المنطقة في عام 2003 حتى 2005, خوفاً من الا تستطيع شركة بروتون منافسة الشركات الاجنبية. وقد طرحت ماليزيا للخطوط الجوية عدة مقترحات لاعادة الهيكلة منذ الازمة المالية, لكنها ظلت تعاني من الخسائر. وقال محمد عارف الرئيس التنفيذي لمعهد ماليزيا للأبحاث الاقتصادية ان الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الدائرة هي إقامة تحالفات استراتيجية وإقامة روابط مع مناطق اخرى من العالم. وقال ان من الواضح ان خطوط ماليزيا الجوية في حاجة الى مساعدة وهذا أمر واضح لأنها تسجل خسائر في الوقت الذي تسجل فيه سنغافورة للخطوط الجوية أرباحاً, وهما في نفس المنطقة, لابد ان هناك شيئا ما خاطىء. ويقول أحد الخبراء ان التحول الفجائي في موقف ماليزيا يشير الى الشعور بالحاجة الملحة. انهم ينظرون حولهم ويرون كل شىء يتغير في الأسواق ويلاحظون انهم في حاجة الى شركاء أجانب. عن صحيفة (تشاينا مورننج)

Email