مراكز الترفيه التربوي صناعة جديدة تغزو المنطقة ، الامارات تقود استثمارات القطاع بمشاريع قيمتها نحو مئتا مليون درهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

صناعة جديدة واعدة باستثمارات ضخمة تقدر بمئات الملايين تدق الآن ابواب منطقة الخليج والشرق الاوسط. وكما هي العادة في كافة مجالات الاعمال تقود الامارات وتمسك بزمام المبادرة وتنفرد دائما بالعرض الاول لتكون نقطة انطلاق هذه الصناعة وغيرها. من كافة دول المنطقة. انها صناعة مراكز الترفيه التعليمية التي تجمع بمعداتها وطرازها بين التسلية والترفيه من جانب, وتعليم الأبناء السلوكيات الحميدة من جانب آخر. وهي أقرب ما تكون الى مراكز العلوم المعروفة في الغرب. فماذا عن هذه الصناعة وما حجم استثماراتها في الامارات حاليا, وما حجم الاستثمارات المتوقعة مستقبلا؟ ثم لماذا التركيز على هذا النوع من الترفيه التعليمي بالذات؟ أسئلة عديدة يجيب عنها هذا الموضوع 270 مليونا تقدر الاحصاءات حجم الاستتثمارات المتوقعة خلال العامين المقبلين في قطاع مراكز الترفيه والتسلية التعليمية بالمنطقة بنحو 270 مليون درهم ويتركز الجزء الأعظم من هذه الاستثمارات في دولة الامارات العربية المتحدة حيث يتم حاليا بناء مراكز من هذا النوع في كل من دبي وأبوظبي والعين والشارقة وكافة امارات الدولة تقريبا بعد ان شهدت المراكز القليلة التي اقيمت من هذا النوع اقبالا كبيرا من جانب الجمهور. وفي الامارات وحدها يقدر حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاع مراكز الترفيه التربوي بنحو 200 مليون درهم. ولا يقتصر الأمر في الامارات على اقامة المراكز المتخصصة فقط, بل العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات العامة التي لها علاقة مباشرة مع الجمهور تتعاقد مع شركات متخصصة لتركيب معدات للترفيه والاشراف على تشغيلها. ووفقا لمصادر مطلعة فقد طلب مطار دبي الدولي 80 ماكينة (فوتوبلاي) من الشركة النمساوية المنتجة لها وهي شركة (فن وورلد) لتركيبها في المطار لتسلية الاطفال اثناء ساعات الانتظار. وتتميز هذه الماكينات بإمكانية تعديل برامجها كل 6 شهور. كما تتميز الى جانب التسلية والترفيه بتعليم الاطفال مهارات عديدة. ويتنافس لاقتناء مثل هذه الماكينات العديد من الشركات والمؤسسات مثل المطاعم الكبيرة الشهيرة والمحلات التي تعرف الزحام على خدماتها والمؤسسات الحكومية والخدمية الى جانب مراكز الترفيه والتسلية. الحكومات فقط حول هذه المراكز ولماذا انتشارها الآن؟ يقول جلال السعيد نائب رئيس شركة (فوتون اديو تينمنت) البريطانية المتخصصة ان هذا القطاع كان حكرا على الحكومات فقط في السابق نظرا لاستثماراتها الضخمة من ناحية وللجوانب التربوية فيها من ناحية اخرى. مثلا مصر تبني حاليا مركزا ترفيهيا تربويا ضخما من هذا النوع في منطقة الهرم تقوم عليه وزارة التعليم. كما تخطط لاقامة متحف للبترول وهو من المواقع الترفيهية التعليمية وهكذا فإن الأمر ما زال حتى الآن في بعض الدول يخضع لاشراف الحكومات نظرا لأهميته. والذي شجعنا كشركة قطاع خاص لدخول هذا المجال ما لاحظناه من وجود فراغ في هذا الجانب بالمنطقة من ناحية الى جانب التجربة التي شاهدناها في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قامت شركة خاصة بإنشاء ما يشبه متحف العلوم ولكن في شكل مركز علمي للترفيه. وهذا ما يريده كل أب وأم أن يترك أولاده في مكان للتسلية والتعليم معا واكتساب المهارات والخبرات والمعارف. التسهيلات كبيرة وحول اختيار الامارات بالذات للبدء بإقامة هذا النمط من المشاريع, يقول نائب رئيس شركة (فوتون) ان الشركة رغم انها بريطانية الا انها تركز انشطتها في منطقة الشرق الأوسط بحيث تكون مشروعاتها رائدة وبديلة للمشروعات التقليدية. أما اختيار الامارات فيرجع الى انها توفر بيئة ومناخا جيدا للاستثمار من حيث سهولة ومنطقية القوانين والتشريعات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة وعدم وجود أية معوقات حيث لا توجد ضرائب ولا رسوم من أي نوع. الى جانب هذا, فالإمارات أصبحت اسما له شهرة عالمية كمركز تجاري عالمي بالمنطقة, كما انها وجهة سياحية وهذا أمر مهم جدا لأن السياحة تنعش مراكز التسلية والترفيه. ونتمنى ان نجعل في الامارات كما نشاهد في الغرب ان يكون في كل مدينة ما يشبه مركز العلوم التي تقوم على تكنولوجيا عالية جدا تعلم ابناءنا المهارات والمعارف والخبرات وتسهم في تنشئتهم التنشئة السليمة. مشروعات الشركة وحول مشروعات الشركة في الامارات, يقول نائب رئيس (فوتون) ان الشركة اقامت بالفعل احد مراكزها المهمة في مركز التعاون بالشارقة على مساحة 7 آلاف متر مربع بتكاليف تقدر بنحو 22 مليون درهم. وهذا أحدث المراكز بالمنطقة بما يضمه من معدات ووسائل تسلية وتربية لا مثيل لها وهناك عدة مشاريع اخرى في دبي والعين وأبوظبي ورأس الخيمة وغيرها. في دبي لدينا مشروعان احدهما في مركز اللولو والثاني في جزء من أرض النادي الاهلي. ومشروع في العين بتكلفة تقديرية نحو 21 مليون درهم ومشروع رأس الخيمة بتكلفة 10 ملايين درهم ومشروع في أبوظبي يعد الأكبر في الامارات بتكلفة 21 مليون درهم. ويقدر حجم الاستثمارات التي يجري العمل عليها حاليا في الامارات والمتوقعة مستقبلا بنحو 200 مليون درهم. وحول أبرز ما يميز هذه المراكز عن غيرها من مراكز الترفيه الأخرى يقول إن الشعار الذي نرفعه في هذه المراكز هو (لا للجنس والقمار والعنف) . هذا الثالوث الخطر على أطفالنا نرفضه ونرفض المعدات التي تتعامل معه ونركز على التكنولوجيا التي تقدم التسلية والمعلومة والأخلاق أىضا. وهذا هو نفس الشعار لدى الشركة العالمية التي نتعامل معها والتي تبلغ حصتها في السوق العالمية من المعدات نحو 65% وتقدر مبيعاتها السنوية بنحو 1.2 مليار دولار امريكي. وإذا أخذنا مثلا بعالم فوتون في مركز التعاون بالشارقة نجد المركز يضم 24 موضوعا مختلفا كل منها يعطي قيمة أو معلومة منها قاعة العجائب التي تعطي فكرة للأطفال مع التسلية عن التماثلية والتماثلية المعكوسة ونظرية الطيران, وكيف يكون الهواء قادرا على حمل مئات الاطفال. وهناك ورش الهوايات الفنية (الوندر هول) التي يتعلم فيها الاطفال كل شيء ثم ماكينات الفوتوبلاي بألعاب مخصصة للنواحي الذهنية عند الاطفال تعلم سرعة البديهة ورد الفعل. يذكر ان هذه الماكينات مطلوب منها لمطار دبي وأكثر من 200 جهاز على مستوى الامارات كلها. دول أخرى وحول وجود استثمارات من هذا النوع في دول اخرى بالمنطقة غير الامارات يقول ان شركة فوتون وحدها لديها برنامج مشروعات في العديد من دول المنطقة وهذا يدل على بدء الوعي بهذا النوع من الاستثمارات. ويشمل هذا البرنامج الذي تقدر تكلفته بنحو 170 مليون دولار مراكز في البحرين والرياض وجدة بالسعودية وحديقة الشلالات بالاسكندرية في مصر وغيرها الكثير. ويختم جلال السعيد بالاشارة الى وجود تعطش في المنطقة لهذا النوع من المراكز نظرا لحرص العائلات على تربية ابنائها التربية السليمة وهذا ما يعكسه الاقبال الكبير على مراكز الترفيه في مركز التعاون رغم انه تم افتتاحه في ابريل الماضي في وقت الامتحانات وكانت معظم المرافق تحت الانشاء حيث لا تزال بعض اجزاء المركز ستكتمل في اكتوبر المقبل ورغم هذا فالاقبال مدهش. وأشار الى ان المركز ليس فقط مكانا للترفيه ولكن هناك برامج اخرى مثل المعسكرات الصيفية التي ينظمها للاعضاء حيث يضم حاليا وبعد شهور قليلة على افتتاحه نحو 4500 عضو. ويضم المركز خدمات اجتماعية مثل (ريزيدنس نيرس) للاسعافات السريعة وحضانة صغيرة في ساعات الترفيه المسائية مجانا وبرسوم زهيدة خلال النهار. وهكذا فإن مراكز الترفيه التربوية تنظر باهتمام خاص الى الجانب الاجتماعي باعتبارها ليست وسيلة تسلية فقط ولكن تربية أيضا.

Email