أسواق المال العالمية في أسبوع، ناسداك يزيد لهيب الاقتصاد الامريكي ويتجاوز 5000 نقطة أسهم الاتصالات والاعلام والتكنولوجيا تقود البورصات الاوروبية الى الصعود

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ان اجتاز مؤشر الاسهم ناسداك الخاص بالشركات التقنية الامريكية حاجز 5000 نقطة عند تعاملات نهاية الاسبوع يقوم اكثر الاستراتيجيين تفاؤلا في وول ستريت بنيويورك بوضع حاجز الـ 6000 نقطة كهدف مقبل لهم وقال احد كبار المحللين التقنيين في شركة برودينشل سيكيوريتيز رالف اكامبورا انه عندما توقعت ان يحطم مؤشر ناسداك حاجز 5000 نقطة عام 2000 لم اكن اتوقع اطلاقا ان يحدث ذلك خلال شهرين ونصف الشهر . واضاف بعد تجاوز 5000 نقطة اتوقع ان نشهد تحطيم ناسداك لحاجز 6000 نقطة خلال الاشهر ال 12 الى ال 18 المقبلة مشيرا الى انه لن يستغرب ان يحطم حاجز 6000 نقطة خلال العام الحالي . وياتي التقدم في مؤشر ناسداك بسبب الشركات التقنية التي تدفعه على حساب الشركات الاقتصادية القديمة والصناعية المسجلة في مؤشر داو جونز ومؤشر ستاندارد اند بور 500. ويشمل مؤشر ناسداك على العديد من الاسهم التقنية في قطاعات الكمبيوتر والاتصالات الهاتفية والتقنيات البيولوجية وياتي نموه المميز ليفاجىء المتعاملين في وول ستريت اذ توقع اغلب الاستراتيجيين في نهاية العام الماضي ان لا يتعدى مؤشر ناسداك اكثر من 3800 نقطة بنهاية العام الحالي. وكانت الاسهم الامريكية الممتازة هبطت في نهاية الاسبوع في تعاملات نهاية الاسبوع مع تحذير شركة اخرى للمنتجات الاستهلاكية من انخفاض ارباحها مما عزز المخاوف من ان انشطة التصنيع التقليدية تعاني وسط حروب للاسعار وارتفاع تكاليف المواد الخام وزيادة اسعار الفائدة. لكن مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا عاد ليسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا بعد ان اغلق يوم الجمعة الماضي فوق حاجز خمسة الاف نقطة للمرة الاولى على الاطلاق, وحسب بيانات اغلاق اولية غير رسمية زاد ناسداك 78ر1 نقطة او 04ر0 في المئة ليغلق على 64ر5048 نقطة. وقالت شركة دايل لصناعة الصابون والمنظفات الصناعية ان ارباحها للنصف الاول من العام من المتوقع ان تهبط بنسبة تتراوح بين عشرة الى 12 في المئة0 وقبل يومين فاجأت شركة بروكتر اند جامبل عملاق صناعة المنتجات الاستهلاكية في الولايات المتحدة المستثمرين بتحذير مماثل من هبوط ارباحها. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي المؤلف من 30 سهما ممتازا 91ر81 نقطة او 82ر0 في المئة ليغلق على 82ر9928 نقطة. وعلى صعيد البورصات الاوروبية فقد اغلقت مرتفعة لكن دون اعلى مستوياتها في جلسة تعاملات نهاية الاسبوع بعد فشلها في الاحتفاظ بمكاسبها الاولية. وتراجع مؤشر داو جونز عن مكاسبه الاولية ليهبط عن مستوى عشرة الاف نقطة الى 03ر99954 منخفضا 70ر56 نقطة او 57ر0 في المئة عن مستوى اغلاقه في تعاملات نهاية الاسبوع. وفي اسواق الصرف الاجنبي هبط اليورو متخليا عن مكاسبه التي حققها هذا الاسبوع امام الدولار, كما تراجع مقتربا من ادنى مستوياته على الاطلاق امام العملة اليابانية وسط موجة مبيعات لتسوية المراكز. وفي البورصات الاوروبية كانت اسهم شركات الاتصالات والاعلام والتكنولوجيا الحصان الاسود في تعاملات نهاية الاسبوع مع اقبال المستثمرين على شرائها في اعقاب الصعود الحاد لناسداك نهاية الاسبوع. وبين مؤشرات الاسهم الممتازة الرئيسية قفز مؤشر فاينانشيال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة مسجلا اعلى مستوى اغلاق في سبعة اسابيع مع صعوده بنسبة 6ر0 في المئة بينما اغلق مؤشر داكس للاسهم الممتازة في بورصة فرانكفورت مرتفعا 3ر0 في المئة. وفي باريس اغلق مؤشر كاك للاسهم الفرنسية الممتازة مرتفعا بنسبة 35ر1 في المئة فوق حاجز 6500 نقطة. وصعد مؤشر يوروتوب المؤلف من 300 سهم اوروبي 25ر11 نقطة او 69ر. في المئة ليغلق على 33ر1634 نقطة بينما قفز مؤشر يورو ستوكس الاضيق نطاقا والمؤلف من 50 سهما ممتازا في منطقة اليورو 93ر63 نقطة او 19ر1 في المئة الى 81ر5416 نقطة. وكانت الأسهم الامريكية قد بدأت تعاملات الاسوع بهبوط حاد في التعاملات الصباحية ببورصة وول ستريت الى انخفاض معظم البورصات الاوروبية رغم ان انباء مما قاد الى حدوث اندماج بنكين المانيين كبيرين سببت مكاسب قوية لاسهم البنوك الاوروبية. اضافة الى ذلك فقد ادى صعود قوي جديد لاسعار النفط الى تعزيز اسهم الشركات النفطية الكبيرة. وفي وول ستريت هبط مؤشر داو جونز الصناعي المؤلف من 30 سهما ممتازا 208 نقاط اي بنسبة اثنين في المئة الى 02ر9962 بحلول الساعة 1630 بتوقيت جرينتش وهو موعد اغلاق الاسواق الاوروبية وذلك بعد ان اصدرت شركة بروكتر اند جامبل عملاق صناعة المنتجات الاستهلاكية تحذيرا من هبوط ارباحها. ودفع هبوط داو جونز معه مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم الشركات التكنولوجيا المتقدمة ليتراجع عن مستوياته المرتفعة التي سجلها في التعاملات المبكرة والتي جعلته يتخطى مستوى 5000 نقطة للمرة الاولى. وبحلول الساعة 1630 بتوقيت جرينتش كان ناسداك مرتفعا نحو 60 نقطة او 2ر1 في المئة عند 5ر4964 نقطة. وكانت شركة بروكتر اند جامبل قد حذرت من انها لن تحقق توقعاتها الخاصة بارباح الربع الثالث من العام الحالي وتلك الخاصة بارباح العام باكمله بسبب ارتفاع التكاليف وتأجيل الموافقة على عقارها الطبي (اكتونيل) الخاص بعلاج مرض هشاشة العظام. وهبطت اسهم شركة يونيليفر الانجليزية الهولندية المنافسة لشركة بروكتر اند جامبل على الفور بنسبة 11 في المئة وسط مخاوف من انها ستعاني من نفس الارتفاع في قاعدة التكاليف, واغلق سهم يونيليفر على انخفاض بنسبة تزيد عن ثمانية في المئة. وكانت الاسوق الامريكية قد فتحت تعاملاتها على ارتفاع بعد بيانات اقتصادية اكدت ان الاستثمار الامريكي في التكنولوجيا اسفر عن انتاجية قوية وانخفاض في التضخم. وفي اوروبا كانت معاملات مؤشر يوروتوب المؤلف من 300 سهم اوروبي منخفضا بنسبة 6ر0 في المئة الى 27ر1636 نقطة فيما اغلق مؤشر يورو ستوكس الاضيق نطاقا والمؤلف من 50 سهما ممتازا في منطقة اليورو منخفضا بنسبة 7ر0 في المئة الى 36ر5426 نقطة. وبين مؤشرات البورصات الرئيسية في اوروبا اغلق مؤشر فاينانشيال تايمز للاسهم الممتازة في بورصة لندن منخفضا بنسبة 5ر1 في المئة فيما هبط مؤشر كاك للاسهم الممتازة في بورصة باريس بنسبة 6ر1 في المئة بعد ان ارتفع في منتصف جلسة التعاملات قبل ان يقتفي اثر الهبوط الذي شهدته وول ستريت. الا ان مؤشر داكس للاسهم الممتازة في بورصة فرانكفورت قفز بنسبة 1ر1 في المئة ليغلق على 97ر8064 نقطة بعد ان صعد في وقت سابق الى 16ر9136 نقطة وهو اعلى مستوى له على الاطلاق. وصعد الين الياباني الى اعلى مستوى له امام اليورو والى اعلى مستوى له في خمسة اسابيع امام الدولار وسط تعاملات غلب عليها طابع المضاربة قبل انتهاء السنة المالية اليابانية هذا الشهر. وتراجع اليورو اكثر من اثنين في المئة امام الين الى نحو 06.101 ين وهو الامر الذي ادى الى هبوط العملة الاوروبية الموحدة امام الدولار. ولم يكن لهبوط اسعار الاسهم الامريكية الممتازة اثر يذكر في دعم اليورو حيث تراجعت قيمة العملة الاوروبية الى حوالي 5.95 سنتا. من جهة اخرى قال محللون أمس الأول ان الدولار ربما يفقد بعض تألقه اذا اختارت البلدان المنتجة للنفط وضع عائدات الارتفاع الاخير لاسعار الخام في خزائنها لاستثمارها في الاسواق المالية. وفي العام الماضي ارتفعت اسعار النفط وهي مقومة بالدولار الى ثلاثة امثالها مع انكماش حجم المعروض بسبب اتفاق التخفيضات الانتاجية الذي توصلت اليه اوبك في مارس 1999 والذي يسري لمدة عام. ورغم ان الحديث عن اتفاق لزيادة الانتاج اسفر عن تراجع اسعار النفط هذا الاسبوع عن اعلى مستوياته في تسع سنوات الا ان الاثر الحقيقي على عائدات اوبك ضخم بالفعل. فقد اظهرت تقديرات امريكية اعلنت امس الأول ان متوسط لسعر الخام قدره 62.26 دولارا فقط للبرميل سيرفع عائدات أعضاء أوبك بنسبة 59 في المئة الى 5ر211 مليار دولار هذا العام. ولما كانت هذه الاموال لن تتسرب كلها الى اسواق المال فإنه من المتوقع ان يكون لدى الصناديق الاستثمارية التي تدير هذه العائدات لصالح أوبك اموالا اكثر للتعامل فيها ومن ثم يتوقع ان تسفر عن مبيعات للدولار. وقال بيتر فون ميدل كبير خبراء العملة ببنك كريدي سويس فيرست بوسطن في لندن (هذه شريحة صغيرة من المتعاملين النهائيين في العرض والطلب للدولارات لكن على الهامش فان اعادة تدوير عائدات النفط بالدولار ربما تكون من اهم التغيرات في تدفقات الاموال هذا العام) . وربما كان من الارجح ان تطرح عائدات النفط المتزايدة في اسواق المال نظرا لان مكاسب اوبك المفاجئة لم تضعفها زيادة عامة في معدلات التضخم في مجالات اخرى وبوجه خاص اسعار السلع التي يستوردها اعضاء المنظمة, ويساعد على ذلك ايضا قوة اداء الدولار في اسواق الصرف. ويقول مركز دراسات الطاقة العالمية في تقرير نشر أوائل هذا العام ان سعر النفط وصل الى مستويات تاريخية مرتفعة باستثناء سنوات الازمة في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينات. غير ان اثر هذه الزيادات في عائدات النفط على اسواق المال سيكون اقل قوة من اثر صدمات اسعار النفط في الماضي نظرا لتغير البيئة الاقتصادية لدى بعض منتجي النفط المهمين. ويستبعد محللون ان تستثمر السعودية والكويت عائدات النفط في اصول مالية كما فعلت في السابق لان كلا منهما مازالت تعمل على اعادة اقتصادها الى حالته التي كان عليها قبل حرب الخليج. غير ان أثر الانفاق الاستثماري لمنتجين اخرين وبوجه خاص الامارات ربما يكون ذا اهمية اذا واصلت اسعار النفط ارتفاعها. وقال جيم اونيل كبير خبراء العملة في جولدمان ساكس بلندن (اذا واصلت اسعار النفط ارتفاعها ستزيد اهمية هذا الامر كمؤثر على الاسواق العالمية للاوراق المالية وسنرى الكثير من المصرفيين الاستثماريين يتدفقون على الشرق الاوسط) . ويرى محللون اخرون ان اثر اسعار النفط على اسعار الفائدة الامريكية تبقى قضية جوهرية لان هذا سيحدد هل ستبقى اسواق الاصول الامريكية مقصدا مغريا لرؤوس الاموال الدولية وليس فقط لاعضاء اوبك. إعداد مصطفى عبدالعظيم

Email