مراجعة عوامل الفشل، تعقيدات وعيوب الشراكة الاستراتيجية وتحالفات العمل المشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت الجلسة الثانية لملتقى الامارات الدولي قضية الشراكة الاستراتيجية وتحالفات العمل المشترك من حيث التعقيدات والعيوب, وذلك من خلال ثلاث أوراق عمل قدمها دكتور ديفيد فولكز الأستاذ بجامعة إكسفورد, والدكتور ابراهيم شحاته الأمين العام للمركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار , وكليفتون ويلسون العضو المنتدب لشركة جلوبال ألاينس اليابانية. وأوضح فولكز انه من خلال دراسة تجارب الاندماجات تبين أن 70% من الاندماجات التي لم يتمكن العميل من الاطلاع عليها قد فشلت و60% من عمليات التملك اطلع عليها العملاء وفشلت ايضا, كما تبين من خلال 70 عملية تحالف فشل 50%, وبالتالي من المهم مراجعة عوامل الفشل, فلا ضرورة أن يكون التحالف شركة مشتركة, والتدقيق في أنماط الشركات المشتركة المتحالفة, نظراً للتعقيدات التي تواجه أنواع التحالف المختلفة. وحدد التحالفات الفاشلة في خمسة أنواع هي التحالف لتضارب المصالح, والتحالف بالبيع الكاذب, وتحالفات الضعفاء, أو البيع بسبب انتقال السلطة .. أما التحالف الناجح هو اتحاد شركتين تتكاملان. المشاكل وقال فولكز أن مشاكل التحالفات تتمثل في الوضع السيء وفقدان الاهتمام بالتحالف والميل للعودة الى الاتفاقيات المكثفة وتغيير موظفي الشركات القائمة على التحالف .. كما هناك فئة من أسباب الفشل لايجوز تصحيحها وهي عدم مواءمة ظروف التحالف وغياب تبادل مصالح الطرفين, واختيار الشريك الخاطئ وعدم التوافق الاستراتيجي وغياب المرونة. بينما هناك أسباب يجوز تصحيحها منها الالتزام غير المناسب وغياب الثقة والحساسية الثقافية وعدم بذل الجهد المطلوب لنجاح التحالف, وغياب آلية حل الخلافات, والفوائد غير المتوازنة بين أطراف التحالف الواحد. وأضاف لتجنب الفشل في الاندماجات يجب إيمان كل الأطراف بالتعاون, والشفافية في كشف كل الأوراق والتفاوض بين الشركاء قبل اتخاذ القرار, وتكريس الوقت المناسب لانجاح التحالف. وحدد قواعد تأمين النجاح للتحالفات في اقامة شراكة مشتركة بين أكثر من شريك, وتعيين رئيس مجلس ادارة كفء يعمل لمصلحة الشركة وليس المساهمين, والاتفاق على اجراءات انفصال الشركة, علاوة على التفكير في الأمور الأخرى لتطوير أعمال الشركة, مع الاستعداد لتغيير أي أمر وإبرام اتفاقية لفض النزاعات. موضحاً أن مفاتيح النجاح هي الالتزام والثقة والروابط والمرونة والتعليم. المطبخ الـذكي وتحدث دكتور ابراهيم شحاته حول متطلبات النجاح وعوامل الفشل للتحالفات والاندماجات, موضحاً أن مفهوم (المطبخ الذكي) الذي تعتزم (جنرال الكتريك) تنفيذه يقوم على اختيارها عدة شركاء في مجال الانترنت لاستحداث تكنولوجيا جديدة لسيدات المنازل, ولم تلجأ الشركة إلى اقامة شركة بنفسها وكان هذا أسهل, ولكنها اختارت الاستفادة من خبرات الشركات الأخرى. وأوضح ان ترتيبات التحالف خاصة في الصناعة تتطلب مراعاة جوانب التسويق والتوزيع واختيار المجموعات التكنولوجية والتعاون في التجميع وكسب أسواق جديدة واقتحام مناطق متنوعة. كما يجب تحديد نطاق التحالفات منذ البداية, وتوفير سبل حماية المعرفة, والتوسع من جانب الحكومات في إقامة وديان التكنولوجيان, ودبي مثال ممتاز لذلك. وحذر دكتور شحاته من التحالفات قناديل البحر المتشعبة, مثلما حدث بين (ديزني لاند) و(تاي تيمور) والتي انتهت بالفشل خاصة ان هذا النوع من التحالف يخلق مشاكل لعدم تجميعها للموارد, ولغياب التنسيق فكانت النتيجة فشل 50% من تلك التحالفات, موضحاً أن مخاطر التحالف تتمثل في تعدد أوجه المجموعات, والسلوك الانتهازي وعدم وجود الكفاءات, وفقدان الثقة. متطلبات النجاح وقال ان متطلبات نجاح الأعمال خاصة في المراحل الأولية تتمحور حول السعي لإقامة تحالف واعد والتوافق والتكامل التكنولوجي, وايضا في الحجم والقوة واستبعاد سيطرة الشريك الأقوى, والاتفاق على وضع رؤية استراتيجية واضحة والبحث عن شركاء يملكون درجة مماثلة في المستوى, وتوافر الخبرات في مجال التقنية, وفهم القضايا القانونية مع استبعاد كثرة البنود القانونية, ووضع آلية جيدة للنقاش والتنسيق بين الشركاء. وأضاف د. شحاته أن هناك عوامل لنجاح التحالف منها التزام الشركاء وتبادل المعلومات ووجود المصداقية وآليات حل النزاعات, وتفادي الوعود التي تتجاوز الامكانيات والتكيف مع الشركاء والتعرف على مهارات الشركاء الآخرين واختيار فريق اداري جيد. وقال ان التدخل غير المطلوب في أعمال التحالف واختيار شريك غير مناسب وفقدان الثقة وزيادة الوعود كانت وراء فشل 50% من تجارب التحالفات, وافتقارها لعوامل النجاح. 12 خطراً وأكد كليفتون ويلسون في ورقته على ان النجاح ليس الصفة الغالبة للتحالفات, لغياب عناصر النجاح والتسرع في إقامتها, بالرغم من أهمية الاندماجات كمدخل لتقاسم المخاطر, موضحاً أن 60% من التحالفات قامت على أساس النوع الافتراضي, وافتقرت معظمها للشريك المميز وكان مصيرها الفشل. وحدد 12 خطراً للتحالفات تؤدي حتماً للفشل تكتمل في فقدان العمال ذوي المعرفة وفقدان الابتكار والاسراف في السيطرة وعدم اختيار الوقت المناسب والمكافآت غير المتكافئة وقصر النظر في القرار والتقدير الخاطئ والتقصير في اليقظة والانتماء وعدم الثقة وفتح الأسرار وتضارب العادات والثقافات والافتقار للكفاءات الادارية. وأوضح كليفتون ان هذه المخاطر تتطلب وضع برنامج من ثمانية اجراءات منها قبول أوضاع الاقتصاد الجديد وتقييم الموارد وتقييم كل شريك, وبناء منظمة للتعليم الاستراتيجي وصياغة الشركة بعد الاندماج مجلة جديدة, والمراهنة على المستقبل بتنويع الاستثمارات, مع وجود نظرة بعيدة للتحالفات المستقبلية, والادراك بأن التعقيدات فرص مهمة لتحقيق الأهداف. وناقشت الجلسة الثالثة للملتقى أمس ثلاث أوراق عمل حول كيفية اقامة وادارة تحالفات ذات قيمة تتجاوز الحدود والقطاعات, وتحدث فيها البروفيسور مارك سيروار مستشار تطوير الشركات بمجموعة بوسطن الاستثمارية الأمريكية, والدكتور ايكهارت ستور العضو المنتدب لشركة سيمنز إي جي بألمانيا, كما تحدث ايضا ستيف باريت نائب رئيس مجلس ادارة شركة كي.بي. إم . جي كوريوريت فاينانس.

Email