اندماج (أمريكا أون لاين) و(تايم وارنر)، يحدث زلزالاً في عالم الانترنت

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ القرن الجديد بدوي هائل في عالم الانترنت, فقد زلزلت أنباء الاندماج المقترح بين شركة أمريكا أون لاين لخدمات الانترنت ومؤسسة تايم وارنر العملاقة للخدمات الاعلامية أرجاء صناعة التكنولوجيا صباح أمس الأول. فعندما تندمج الشركتان سيخرج مارد رائد في آفاق الاعلام يجمع بين الاعلام التقليدي وعالم الانترنت . وكان رئيس تايم وارنر, ريتشارد بارسونز, محقا عندما وصف الاندماج بأنه (حدث حاسم بالنسبة لتايم وارنر وأمريكا أون لاين وكذلك لحظة محورية تتكشف فيها أبعاد جديدة لعصر الانترنت) , فالحق أن الامر كذلك دون مبالغة. فبادئ ذي بدء يلقي الاندماج المقترح ضوءا باهرا على الطريق الذي ستسير فيه الانترنت في المستقبل, كما يبعث للعالم أجمع برسالة مفادها أن معدل التغيير في صناعة الانترنت المحمومة سيسرع الخطى بشكل أكبر مما هو عليه الآن. ويقول خبير الاوراق المالية مايكل واليس من مؤسسة يو.إس.بي ووربيرج (الامر جد هائل) إن (الاندماج) يجعل أمريكا أون لاين وتايم وارنر تسبقان بمراحل أي شركة أخرى تحاول اللحاق بهما) . وستدخل أمريكا أون لاين الاندماج الجديد وفي جعبتها عشرين مليون مشترك من مختلف أنحاء العالم, وهو العدد الذي يزداد بمعدل مليون مشترك كل شهر. والمعروف أن أمريكا أون لاين تعد أكبر مزود لخدمات الانترنت في العالم. كما تفخر أمريكا أون لاين أيضا بأكبر محتوى من المراسلات والاحاديث المتبادلة عبر الشبكة في نطاقها عن أي شركة أخرى, فضلا عن الدراية التكنولوجية التي تمكن مؤسسة إعلامية تقليدية مثل تايم وارنر من الصعود لافق جديد. وأما تايم وارنر فتحمل معها في الاندماج المقترح عالما واسعا من المواد الاعلامية الشهيرة من مجلات وأفلام وغيرها. وباتحاد العملاقين في كيان واحد سيشمل ما تقدمه الشركة المندمجة من برامج ومواد وخدمات: أمريكا أون لاين على الانترنت, مجلة (تايم) الاخبارية, شبكة سي.إن.إن الاخبارية التي تبث برامجها على مدار الساعة, كمبيوسيرف, سبورتس إلستريتيد للرياضة, وارنر براذرز, نيتسكيت للبريد الالكتروني, مجلة بيبول, قناة إتش.بي.أو للافلام, آي.سي.كيو, أمريكا أون لاين إنستانت مسنجر, وارنر ميوزيك جروب للموسيقى, وغيرها. غير أن الانباء التي سرعان ما ذاعت في كل اتجاه هي أن الاندماج يمكن أمريكا أون لاين من الاستفادة من البنية التحتية الفائقة السرعة لقنوات الكابل التي تتمتع بها تايم وارنر. فسوف تتيح أرصدة تايم وارنر من الكابل لأمريكا أون لاين على الفور فرصة معالجة المخاوف التي أعرب عنها الكثيرون من منتقدي شركة الانترنت مؤخرا ومفادها أن أمريكا أون لاين تفتقر إلى استراتيجية متماسكة واسعة النطاق. والمقصود بسعة النطاق في مجال صناعة التكنولوجيا اليوم إمكان الدخول على الشبكة بسرعة فائقة, حيث ينظر عالميا للسرعة التي توفرها شركة ما للدخول على الانترنت على أنها عصب الانترنت في المستقبل. غير أن اعتماد أمريكا أون لاين في السابق على الدخول للشبكة بالاتصال التقليدي عن طريق خط الهاتف كان ينظر إليه على أنه عائق في سبيل توسيع نطاق خدماتها. غير أن أمريكا أون لاين ستتمكن قريبا مع الدمج المقترح, من طرح خيار الدخول على الشبكة بالاتصال عبر خطوط الكابل فائقة السرعة على مشتركيها الذين يتجاوز عددهم العشرين مليون مشترك. وسيؤدي هذا بدوره إلى ميلاد جيل جديد تماما من خدمات الاتصال والتفاعل عبر الشبكة, بينما كان يعتقد أنه ما زال أمام العالم عدة سنوات للوصول لتعميم مثل تلك الخدمات. ومن الخدمات المتوقع تقديمها على الشبكة جولات التسوق والشراء التفاعلية والبريد الالكتروني بالصوت والصورة. وفضلا عن الدفعة الهائلة التي يقدمها الاندماج لقدرة أمريكا أون لاين وتايم وارنر على تقديم الخدمات الموسعة, فقد يكون للدمج أثر كبير على اقتصاد الانترنت النامي. أولا, قد يميل الآن ميزان القوى في الصراع الدائر بين خطوط الاشتراك الرقمية وتقنيات الكابل للدخول على الانترنت بسرعة أكبر للمستخدمين بين العامة, لصالح تقنيات الكابل. وذلك لان القوة المشتركة لكل من أمريكا أون لاين وتايم وارنر معا من شأنها توليد مصادر هائلة لترسيخ العمود الفقري لتقنية الكابل الخاصة بتايم وارنر عما هي عليه الآن. وبالمقارنة يصبح الدرب أشق على خطوط الاشتراك الرقمية, حيث أن تقنية الدخول على الانترنت تلك تؤثرها شركات الاتصالات الكبرى, التي لا ترتبط بشركات الكابل. ويتفوق الكيان الوليد على جميع الاندماجات السابقة فى عالم الشركات التى تقدم خدمات الدخول الى شبكة الانترنت وشركات وسائل الاعلام التقليدية ويعد الأخير فى مجال شركات الاعلام. ومن المنتظر أن يمثل العشرون مليون شخص الذين يستخدمون خدمات شركة (امريكا اون لاين) فى أمريكا فقط زبائن محتملين لخدمات شركة (تايم وارنر) سواء الشبكات التلفزيونية ومن بينها شبكة (سى ان ان) الاخبارية الى جانب شبكات (تى بى سي) و(وب نتوورك) و(وارنر بروذرز) لاستديوهات الانتاج السينمائى أو مجلة (تايم) الشهيرة واخرى غيرها كما يؤمن حصول (امريكا اون لاين) على مستهلكين جدد لخدماتها. ومن المقرر أن يرأس رئيس شركة (امريكا اون لاين) ستيف كاسى 41 عاما الكيان الوليد فيما يتولى رئيس شركة (تايم وارنر) جيرالد ليفين منصب الرئيس التنفيذى حسبما اعلن المتحدث المشترك باسم الشركتين. وكانت أنباء اندماج شركتى (تايم وارنر) و (أمريكا أون لاين) قد أثارت مخاوف شديدة بين الشركات الكبرىالعاملة فى مجال الاتصالات والمعلومات. وقال أحد الخبراء الماليين فى بورصة لندن ان الاندماج الذى يعد الاول من نوعه بين شركة تعمل فى مجال تقديم الخدمات عبر الانترنت ومؤسسة اعلامية هى الاكبر من نوعها على مستوى العالم اسفر عن حدوث تداعيات سريعة لأسهم شركات الاعلام والميديا فى العالم وخاصة فى البورصات الاوروبية. كما تواردت الانباء من البورصات العالمية بأن ذلك أثر سلبيا وبصورة تلقائية على اسهم الشركات والمؤسسات العاملة فى المجال نفسه فى مناطق العالم الاخرى. وقال البروفيسور بن روجوف مدير صندوق التكنولوجيا التابع لشركة ايبيردين لادارة الاصول المالية والتى تتخذ من لندن مقرا لها أن من بين هذه الشركات اسهم شركتى جراناداوبيرسون اللتان تعملان فى مجال تقديم خدمات المعلومات على الانترنت واللتان خسرتا نحو 10 بالمئة من قيمة اسهمهما خلال التعاملات المبكرة فى بورصة لندن يوم أمس الاثنين بسبب أنباء الاندماج. وتوقع البروفيسور بن روجوف أن يستمر التأثر السلبى لاسهم الاتصالات والمعلومات فى البورصات الاوروبية على التعاملات فى البورصات الامريكية والتى شهدت أرتفاع سهم تايم تيرنر فيها بنسبة 40 فى المئة فور الاعلان عن النبأ, مشيرا الى ان هذه هى الصفقة التى يتعين على الجميع ان يحذو حذوها. وبموجب الصفقة يحصل حاملو أسهم مؤسسة تايم وارنر على سهم ونصف السهم من أمريكا أون لاين لكل سهم فى حوزتهم ورغم ذلك فان امريكا أون لاين سوف تمتلك فى النهاية 55 بالمئة من اجمالى أسهم الشركة الجديدة التى سيطلق عليها (ىيه أو إل تايم وارنر) . وتبلغ القيمة السوقية لمؤسسة ايه أو إل أمريكا أون لاين نحو 163 مليار دولار ويبلغ عدد المشتركين فى خدماتها فى الولايات المتحدة فقط 20 مليون مشترك يبلغ قيمة اشتراك الشهرى بها نحو 22 دولارا أمريكيا. وكانت امريكا اون لاين قد قدمت عرضا مبدئيا لشراء تايم وارنر بقيمة اجمالية بلغت 05_ مليار دولار وهو ما يمثل نحو ضعف القيمة السوقية لاسهم الشركة عند اقفال تعاملات البورصة الامريكية يوم الجمعة الماضى ووصلت الصفقة بعد ذلك الى 190 مليارا. وكان البيان المشترك الذى صدر بشأن الصفقة قد وصفها بأنها ستطلق الثورة المقبلة فى قرن الانترنت وأن الصفقة تبدأ القرن الجديد بشركة فريدة تمتلك أصولا لامثيل لها وتمتلك القدرة على التأثير بقوة ايجابية على المجتمع. ويمتلك المساهمون فى أمريكا أون لاين من الشركة الجديدة بينما يمتلك مساهمو تايم وارنر45%. وقال نائب الرئيس الامريكى أل جور فور الاعلان عن الصفقة أن الامر الان فى يد الوكالات الفيدرالية الامريكية المنوطة بالموافقة النهائية على الصفقة خاصة فيما يتعلق بمسألة مكافحة الاحتكار. ـ الوكالات

Email