وزير السياحة السوري في حديث خاص لـ (البيان) :توقيع اتفاقية للتعاون السياحي مع الامارات الشقيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن وزير السياحة السوري الدكتور دنحو داود ان سوريا والامارات تدرسان حاليا توقيع اتفاقية سياحية بهدف تنشيط السياحة بين البلدين, وأنه وضع الأسس العامة للاتفاقية التي تتضمن زيادة عدد رحلات الطيران بين البلدين والتعاون والتنسيق في التسويق والترويج في استقدام السائحين والمستثمرين , وكذلك تتضمن بنودا عن مجال التدريب والتأهيل المشترك واستقبال الامارات لخريجي المعاهد السياحية السورية. وأكد وزير السياحة السوري ان سوريا ستشارك في مهرجان التسوق المقبل في دبي وفي معرض الملتقى وستكون المشاركة هذه المرة شاملة في غالبية الفعاليات وهذا كله يجيء في اطار العمل على تنشيط السياحة البينية العربية. جاء ذلك خلال حوار وزير السياحة السوري الدكتور دنحو داود لـ (البيان) والذي تطرق الى قضايا عديدة منها استعدادات وزارة السياحة في سوريا لاستقبال الألفية الثالثة والحركة السياحية بسوريا وفرص الاستثمار ومساهمة قطاع السياحة في الدخل القومي السوري, وفيما يلي نص الحوار: مليونا سائح في عشرة أشهر * كيف تقيمون موسم العام الحالي للسياحة والاصطياف من حيث عدد الزوار وعائدات الدخل؟ ـ الذي انتهى هو موسم الاصطياف والاجازات, أما موسم السياحة فليس له موسم, فالسياحة مستمرة على مدار العام وحتى بداية شهر اكتوبر كان عدد القادمين مليوني سائح مقابل مليون وثمانمائة ألف سائح للفترة نفسها من العام الماضي, أي ان نسبة الزيادة وصلت الى 9%, وهذا أمر ممتاز وهذه النسبة العالمية المطلوبة, فنحن عندما نحافظ على النسبة العالمية فهذا شيء جيد, وحينما تزيد عنها فإننا نكون قد حققنا انجازا ممتازا. * وماذا عن جنسيات القادمين لزيارة سوريا خلال الفترة الماضية من العام الحالي؟ ـ جاء السائحون من جميع الجنسيات, عربية واجنبية, والآن موسم الخريف كل معطياته تشير الى انه من المواسم الجيدة, ففنادق الدرجة الممتازة بدمشق نسبة الاشغال في معظمها كانت 100%, وهذا يبشر بالخير, ومعظم الشاغلين عبارة عن مجموعات سياحية اجنبية, واعتقد ان عمليات الترويج التي نقوم بها في خارج البلاد والمشاركة في المعارض الدولية كان لها دور في هذا, فالوزارة تشترك سنويا في أهم عشرة معارض عالمية, اضافة الى الترويج داخل سوريا باقامة المهرجانات السياحية بدأت تعطي نتائج ايجابية, وهذا دليل على ان ما تقوم به لم يأت من فراغ, ونحن نحضر من الآن وحتى نهاية العام لنشاطات عديدة باقامة ندوات سياحية وتفعيل دور المدارس السياحية البالغ عددها 14 مدرسة في 14 محافظة, اضافة الى معاهد فندقية سياحية متوسطة. وقال وزير السياحة السوري ان هناك اقبالا كبيرا على الاستثمار السياحي, وان عدد الرخص السياحية زاد على 340 رخصة حتى هذا الشهر, موزعة في جميع المحافظات, وبلغت نسب الانجاز في العديد منها الى نحو 95%, وقسم آخر يتراوح ما بين 10 الى 50%, فقد دشنّا في أواخر شهر سبتمبر الماضي بمناسبة يوم السياحة العالمي منتجع (المونتي روزا) على بحيرة زرزا بالقرب من نبع بردى وهو استثمار وطني خاص لكن بدعم من وزارة السياحة. وتقدم الحكومة ايضا تسهيلات عديدة للمستثمرين في قطاع السياحة, فبعد عملية الاستثمار تقدم لهم اعفاءات لمدة سبع سنوات وبعدها 50% طيلة فترة الاستثمار, وهو ما يدفع رأس المال للاتجاه نحو الاستثمار السياحي, وأكثر ما يهمنا هو رؤوس الأموال الوطنية ونرحب بأي مستثمر عربي أو اجنبي, فلدينا الشركة السورية السعودية التي استثمرت فندق (الفور سيزن) في قلب العاصمة دمشق بقيمة 100 مليون دولار, وهي احدى استثمارات رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال, وهناك عدد من المستثمرين يقدمون أفكارا لاقامة مشاريع سياحية في سوريا. الألفية الثالثة * ما هي استعدادت وزارة السياحة لاستقبال الألفية الثالثة؟ ـ من جملة الاستعدادات نحن بصدد اعداد اعلان سياحي لعرضه في الفضائيات العربية, اضافة الى دليل سياحي ومعرض للايقونات في كل من دمشق وحلب, ونعد لمهرجانات نوعية ما عدا المهرجانات العامة على مستوى المحافظات تتعلق بظاهرة الميلاد في الأماكن الأثرية والتاريخية مثل الشارع المستقيم الذي سار فيه القديس بولس وكنيسة حنانيا جبل كوكب على طريق درعا وجمع المظاهر التي لها علاقة بالميلاد بالتنسيق مع الاردن ولبنان. كما ستجرى احتفالات في صيدنايا ومعلولا البلد التي تكلم السيد المسيح بلغة أهلها الى جانب اظهار الجانب الوطني والقومي, ونحن نركز على الجانب الوطني بهذه المناسبة التي يحتفل بها الشعب السوري بكافة شرائحه وفئاته. فهذه المناسبة هي مسألة وطنية بالدرجة الأولى, لأن هذه طبيعتنا, ومن هذا المنطلق نعمل ونحتفل وتم تشكيل لجنة مركزية تضم ممثلين من جميع الوزارات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والسياحية والعلمية والاعلامية وفعاليات شعبية. * وماذا عن برامج استقبال المجموعات السياحية بهذه المناسبة. ـ صدرت التوجيهات اللازمة لشركات السفر والسياحة لاستقدام الافواج السياحية واشتركنا في معرض اكسبو بألمانيا للترويج لاستقدام المجموعات السياحية واشتركنا ايضاً بجناح تزيد مساحته على 1400 متر مربع وكان من اكبر الاجنحة في هذا المعرض. كما نقوم حالياً بطبع منشورات وكتيبات وملصقات بمناسبة قدوم الألفية الثالثة لتوزيعها في الاسواق الخارجية والمعارض الدولية وسنرسل منها لسفاراتنا ولشركات الطيران حتى توزع في الخارج وهذا هو المهم ويجري العمل في هذا الاتجاه على قدم وساق. ومن بين الاستعدادات تجرى الآن التحضيرات لاقامة معرض سياحي للشركات السياحية والسفر وللتجهيزات الفندقية حتى يكون لدينا نشاط في اكثر من مجال وليصبح لها صفة الاستمرارية حتى تواكب الفترة الممتدة من نهاية عام 1999 وبداية عام 2001 وبذلك تكون المناسبة ممتدة على اكثر من سنة. واتوقع ان تكون اعلى نسبة زيادة في استقدام السياح ستكون خلال العام المقبل ولدينا الامكانية لاستقبال اكبر عدد ممكن خاصة ان المجموعات السياحية لا تأتي في موسم محدد فهي مستمرة طوال العام. * كان هذا العام هو عام السياحة العربية في سوريا كما قرره وزراء السياحة العرب ماذا عن النتائج؟ ـ لقد كانت النتائج ملموسة بشكل واضح من حيث عدد الزوار العرب والاجانب فقد وصل عدد القادمين حوالي 5.2 مليون سائح بعائد يقدر بـ 250.1 مليار دولار ساهمت فيها السياحة للدخل القومي وهذا يشكل بين 15% الى 20% من مجمل الدخل القومي. وأعلن وزير السياحة في ختام حديثه لـ(البيان) ان سوريا والامارات تدرسان توقيع اتفاقية سياحية تتضمن تنشيط السياحة بين البلدين وتم وضع اسس الاتفاقية حيث تتضمن زيادة عدد رحلات الطيران والتعاون في التسويق والترويج السياحي في استقدام السياح والاستثمارات وفي مجال التدريب والتأهيل وارسال خريجي المعاهد السياحية للعمل في الامارات. واكد ان سوريا ستشارك في مهرجان التسوق القادم في دبي وفي معرض الملتقى وهذه المرة ستكون المشاركة شاملة لغالبية الفعاليات وهذا يصب في تنشيط السياحة البينية العربية مشيراً الى حجم السياحة بين سوريا ولبنان التي تبلغ سنوياً مليون زائر من كل بلد الى البلد الآخر. خلال حواره مع (البيان) اشار وزير السياحة السوري الدكتور دنحو داوود الى ظاهرة ايجابية في المدارس والمعاهد السياحية وهي ان نسبة التسرب بين تلاميذ هذه المدارس والمعاهد التي تغطي كافة المحافظات السورية صفر بل ان نسبة الاقبال كما يقول اكثر من 200% وقال ان هذا دليل ساطع على مستقبل واهمية قطاع السياحة في سوريا نظراً لما تحتويه من مقدمات تنفرد بها سوريا عن غيرها من دول المنطقة من حيث التنوع البيئي والمناخي والجغرافي.

Email