ماليزيا.. تجربة اقتصادية ناجحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك ان الاقتصاد الماليزي قد بدأ في التعافي من آثار الازمة الاقتصادية الطاحنة التي عصفت بمنطقة شرق آسيا مؤخراً حيث بدأ مؤشر النمو الاقتصادي في الصعود مرة اخرى.وعلى الرغم من تسبب هذه الازمة في تأخير انجاز العديد من المشروعات الهامة التي كانت مطروحة على خطة عمل اندونيسيا الا ان بعض المشروعات الهامة الاخرى قد نجت من آثار تلك الأزمة وتم انجازها بنجاح . وقد ساهمت تلك المشروعات الناجحة في تحقيق انتعاشة جديدة في الاقتصاد الاندونيسي حيث اصبحت تدر عائداً ايجابياً بعد دخولها في دائرة الانتاج وفي الوقت نفسه لم تشكل المشروعات التي لم يبدأ تنفيذها اي عبء على ميزانية الحكومة حيث انها لا تحتاج الى شكل من اشكال التمويل في حين جاءت المشروعات التي لم يتم اتمامها كحجر عثرة امام الحكومة حيث انها قد استنزفت جزءاً من ميزانيتها دون الحصول على اي عوائد ايجابية من ورائها. لهذا السبب اصبح امام الحكومة الاندونيسية خيار وحيد وهو محاولة تنفيذ اكبر قدر ممكن من مشاريع التنمية لتمكين هذه المشروعات المتوقفة من البدء في ادرار عائد ايجابي بدلاً من اهمالها حيث انه لا يمكن التراجع عنها او تركها على حالها دون الاستفادة منها. وبهذا يمكن توفير العائد المادي اللازم للنهوض بالاقتصاد المحلي لماليزيا وتعي الحكومة الاندونيسية تماماً أهمية سرعة الانتهاء من هذه المشروعات وذلك لتخفيف العبء المالي الذي خلفته وتعجيل فرص الاستفادة منها. وتلعب صناعة البناء دوراً هاماً في هذا الاطار وذلك بتوفير القوة الدافعة اللازمة لاعادة البنية التحتية الاقتصادية لاندونيسيا على الطريق الصحيح مرة اخرى للوصول الى الانتعاش الاقتصادي المرجو في البلاد. وقد تبنت الحكومة الاندونيسة في اطار جهودها للارتقاء باقتصادها واقالته من عثرته في أعقاب الازمة الاقتصادية الاخيرة التوجه نحو اقامة المشروعات العملاقة آخذة في الاعتبار النفع الاقتصادي الكبير الذي سيعود على البلاد من تبنيها مثل هذا التوجه. ولا يستطيع احد ان ينكر ان مثل هذه المشروعات العملاقة كفيلة بحد ذاتها بجذب انظار المجتمع الدولي الى اندونيسيا وهي الخطوة الاولى على طريق اثبات الذات في قافلة الاقتصاد الدولي الماضية قدماً بخطى واسعة. فحجم هذه المشروعات الضخمة ليس هو الأساس في جذب الانتباه انما عظمة التصميم ودقة التخطيط هي التي تثبت النجاح. فإن هذه المشروعات تعكس حجم الاستثمار الفكري في خلق اقتصاد قادر على المنافسة الامر الذي يعد أهم عوامل النجاح والذي جعل مثل هذه المشروعات تنتشر على نطاق واسع في شتى انحاء العالم. وقد اهتمت اندونيسيا بخلق قاعدة قوية وراسخة لاقتصادها من خلال تدعيم بنيتها التحتية في شتى المجالات. فقد اولت الحكومة رعاية خاصة لشبكة الطرق الرئيسية والطرق السريعة بها حيث ان الطرق تعد من اهم دعائم البنية التحتية لتوفير فرص انتقال البضائع وتسهيل الحركة الاقتصادية. وعلى الرغم مما تملكه ماليزيا من خبرة واسعة في مجال انشاء الطرق الا انها استعانت بالعديد من الشركات الاجنبية في ذلك الاطار وهذا للاستفادة من خبراتها ونقل التكنولوجيا الجديدة من هذا المجال اليها. والآن نجد ان اندونيسيا قد تمكنت الخروج بهذه الخبرات الى دول عديدة حيث تولت عملية انشاء الطرق في الهند والبوسنة والفلبين وغيرها من الدول وذلك بفضل استثمارها لما اكتسبته من خبرات سابقة خلال احتكاكها مع الشركات الاجنبية المتخصصة. وقد وجهت اندونيسيا اهتمامها ايضاً الى الاستثمار في مجال التنمية في شتى المجالات وواجهت العديد من الاتهامات التي تتهمها بالاسراف في هذا المجال وعلى اساس انه نوع من أنواع الاستثمار الذي لا عائد له. ولكن على العكس فإن الاستثمار في مجال التنمية هو استثمار ذو عائد ضخم لكنه عائد طويل المدى لا يمكن الشعور به في حينه. فالاستثمار في مجال المعرفة على سبيل المثال هو استثمار هام للغاية ربما يتجاوز في اهميته الاستثمارات الاقتصادية ذات العائد المادي المحسوس. مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي في كلمته امام احدى جلسات اسبوع البناء الدولي الذي اقامته اندونيسيا مؤخراً

Email