حملة(البيان) لتوطين المصارف: الرئيس التنفيذي أحمد بن بريك:11%نسبة التوطين في فروع سيتي بنك بالامارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيتي بنك ليس مصرفا عاديا.. فهو البنك الاول عالميا في اعقاب اندماجه مع ترافلدز جروب لتزيد موجوداته عن 300 مليار دولار امريكي.. رئيسه التنفيذي في الامارات هو أول مواطن يتم تعينه بمنصب مدير عام لمصرف عالمي له سمعة عريقة . كان الحديث عن التوطين مختلفا وامتد ليشمل مساحة واسعة من قضايا وهموم القطاع المصرفي. احمد بن بريك الرئيس التنفيذي لسيتي بنك الامارات لديه رؤيا خاصة ازاء قضية التوطين ولديه مفهوما مختلفا حول الابداع واطلاق المبادرات الريادية للمواطنين وتحملهم للعمل. ويأمل ان يرى عدداً أكبر من المواطنين في مناصب قيادية سواء في المصارف الوطنية أو الاجنبية ليقوم المواطنون انفسهم بوضع اسس العمل المصرفي في الامارات واتخاذ القرارات الهامة فيه لا ان يتم وضعها من قبل الاجانب. دعا بن بريك في حواره الشامل مع (البيان) مصرف الامارات المركزي الى السماح للمصارف الاجنبية بفتح فروع جديدة شريطة ألا تقل نسبة التوطين عن 50% وذلك لاتاحة الفرصة امام عدد اكبر من المواطنين للعمل بالقطاع المصرفي. كما دعا الى ضرورة ان يتم فرض نسبة 4% كحد أدنى للمواطنين في المكاتب التمثيلية للمصارف الاجنبية وأن يشمل القرار القطاعات الاخرى مثل التأمين والمكاتب الاقليمية للشركات الاجنبية. قرار التوطين ما رأيكم بقرار مجلس الوزراء بفرض نسبة 4% كحد ادنى للتوطين؟ وهل ترونها واقعية وملبية للطموحات؟ ـ القرار كان حكيماً وصائبا وجاء لمعالجة قضية البطالة ونسبة الـ 4% هي نسبة واقعية جدا لان طلب أكثر من ذلك قد يبدو مستحيلا في ظل سوق العمل حاليا وعدم وجود الكفاءات المصرفية المدربة جيدا والمؤهلة لهذا العمل. فالمطلوب من المصارف ان تقوم بتعيين كفاءات شابة وتدربها جيدا وبرامج التدريب هذه تستغرق فترة زمنية قد تطول ولكنها بأي حال لن تقل عن فترة عام او عام ونصف. بعد عشر اعوام من الآن سوف تصبح نسبة المواطنين الى العمالة الاجنبية 50% فيما ترتفع هذه النسبة في البلدان المجاورة الى 80% وأكثر. فما رأيكم؟ ـ القطاع المصرفي يعد على درجة عالية من الاهمية وهي مؤشر على النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد ومادامت تحقق ارباحا فلابد وان توسع عملياتها وان تقوم بفتح فروع جديدة وهذا يعني المزيد من التعيينات التي سنحرص ان يكون للمواطنين فيها الاولوية. وهنا فإنني أطالب مصرف الامارات المركزي بالسماح للمصارف الاجنبية بفتح فروع جديدة شريطة ان تكون نسبة التوطين فيها 50%. وادعو ايضا الى ضرورة ان يشمل قرار مجلس الوزراء القاضي بــ 4% كحد ادنى للتوطين المكاتب الاقليمية للمصارف الاجنبية. وان يمتد تنفيذ القرار ليشمل قطاعات اقتصادية اخرى مثل قطاع التأمين والمكاتب الاقليمية للشركات الاجنبية. ماهي السياسات التي يتبعها البنك في تنفيذ قرار مجلس الوزراء؟ ـ إن سياستنا مختلفة عن الآخرين فنحن نبحث عن مايعرف بــ (قيادة التوطين) لاننا نبحث عن رواد المستقبل ونبحث عن مواطنين مؤهلين نقوم بتدريبهم ببرامج خاصة ومكثفة ليصبحوا صناع القرار الاقتصادي مستقبلا. فما نريده هو ان نرى المواطنين في مناصب ادارية عليا في مختلف المصارف الوطنية والأجنبية كي يمسكوا بزمام العمل المصرفي ويضعوا اسسة ويقوموا بأخذ القرارات الهامة فيه لا ان تؤخذ من قبل الاجانب. وبالنسبة لسيتي بنك فقد كان لنا السبق في عملية التوطين منذ عام 1982 بتوطين الوظائف وتبلغ نسبة التوطين في الوظائف العليا 40% فاللجنة التي تضم الخطط الاستراتيجية للبنك تبلغ فيها نسبة التوطين 2 ــ 5 الى نحو 40%. كم عدد المواطنين العاملين لديكم؟ وماهي نسبتهم الى اجمالي العمالة؟ ـ يعمل لدينا نحو 32 مواطنا من بين 293 موظفا اي بنسبة 11%. ـ هل واجهتك أي مصاعب في اقناع ادارة البنك في نيويورك ازاء عملية التوطين؟ ـ على العكس, فان مسألة التوطين هي واحدة من السياسات العامة لسيتي بنك في جميع فروعه المنتشرة حول العالم. ففي آسيا يحرصون على أن يكون الموظفون من نفس الدولة وفي افريقيا افريقيون وفي اوروبا اوروبيون وهكذا, لان المواطنين اقل كلفة واكثر معرفة بالسوق من اي عمالة اجنبية. خطط التدريب ماهي خططكم لتدريب المواطنين؟ ـ لا يوجد بنك في الامارات أو الخليج يولي اهتماما بالمواطنين كما يبدي سيتي جروب فنحن نهتم بهم كثيرا وأكثر من اللازم حيث يتم اخضاعهم لدورات تدريبية محلية وخارجية وبحد ادنى عاماً ونصف بحيث يتم صقل مهاراتهم في العمليات المصرفية والحاسوب واللغة الانجليزية. وما هي مخصصاتكم لهذه الدورات التدريبية؟ ـ لقد حددنا مبلغ 200 الف دولار لخطة التدريب الداخلية. اما خطة التدريب الخارجية فهي مفتوحة وليس لها حدود فنحن قد اخذنا قرارا استراتيجيا بالاستثمار في الموارد البشرية ونحن سعداء بهذا القرار حتى لو خسرنا بعض موظفينا لصالح مصارف اخرى. فما يهمنا هو ان نرى المواطنين يعملون بكفاءة في القطاع المصرفي. واتوقع في ان ارى تنقلات بين المواطنين في المصارف بسبب قلة العرض وحرص المصارف على تنفيذ قرار مجلس الوزراء. واود الاشادة هنا بكفاءة المرأة المواطنة فلقد اثبتت جدارتها فعلاً في العمل المصرفي حيث تم منحها الفرصة للعمل. ونحن لدينا عدة اناث يعملن بمناصب ادارية رفيعة وصلوا اليها بعد جهد ومثابرة وعمل حيث من بينهن مديرة فرع الشارقة ــ نائب الرئيس ومديرة التسويق. وماذا عن خططكم للتعيينات العام المقبل؟ ـ نحن نخطط لتعيين نحو 20 مواطنا أي ما نسبته 15% فنحن طموحين اكثر بكثير من في نسبة الــ 4% المقررة. وفي حال استقالة اي اجنبي فاننا سنسعى لاستبداله بمواطن. كم كانت نسبة المواطنين حين تسلمت ادارة البنك؟ ـ لقد بدأت العمل مع سيتي بنك منذ عام 1981 وتسلمت منصب مدير عام عام 1990 وكانت نسبة العاملين من الاجانب في حينها نحو 97% الا انها اليوم تقل عن 50% وذلك بسبب تركيزي على ادخال المواطن والعامل العربي. ماهي التحديات او الصعوبات التي تواجهونها في قضية التوطين؟ ـ المشكلة الاولى التي نواجهها هي المنافسة مع القطاع الحكومي في استقطاب المواطنين. اذ يفضل المواطنون العمل في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية. اما المشكلة الثانية فهي قضية المعاشات وادعو لضرورة الاسراع في اقراره وبدء العمل به لحث الشباب على الانضمام للعمل المصرفي. القضية الثالثة هي اوقات الدوام فنحن نعمل لساعات طويلة وعلى مدار فترتين وهو امر لا يحبذه المواطنون وبخاصة النساء العاملات واوجه الدعوة هنا لمصرف الامارات المركزي الى ضرورة توحيد اوقات الدوام بين المصارف جميعا لتكون على فترة واحدة من الثامنة وحتى الثالثة عصرا وان تكون من الثامنة وحتى 12 ظهرا يوم الخميس لحث المواطنين على العمل بالمصارف. أما المصارف الراغبة في العمل بعد الظهر فبامكانها حينئذ اخذ رخصة خاصة من المصرف المركزي. ماهي وسائلكم المتبعة للحصول على طلبات التوظيف للمواطنين؟ ـ عبر الكليات التقنية ومعارض الوظائف التي تقيمها هذه الكليات ووزارة العمل. واود الاشادة هنا الى أن سيتي بنك كان يقوم بعمل شيء مختلف عن بقية المصارف. فنحن لدينا ادارة متخصصة بالادارة العامة في نيويورك تحصل على اسماء المواطنين الذين يقومون بالدراسة في الولايات المتحدة الامريكية من خلال اتصالاتهم بالجامعة. وتحدد هذه الادارة مواعيد للمقابلة ويتم دعوتهم لنيويورك تمهيدا لالتحاقهم بالعمل لاحقا اي ان الاتفاق معهم يتم من الولايات المتحدة وليس من هنا. بصفتكم رئيسا للجنة الدراسات الخاصة بكليات التقنية ماذا فعلتم؟ ـ لقد قمنا وعلى مدار سنة باحداث العديد من التغيرات في المناهج الدراسية للكليات التقنية لتتماشى مع متطلبات العمل المصرفي. كما قررنا عمل مؤتمر يحضره مدراء عامون في البنوك وخريجو الكليات التقنية لمعرفة مدى استفادتهم من دراستهم وماهي افكارهم حول طبيعة العمل المصرفي. فما نريده هو ان نخلق الوعي لدى الطلاب بأهمية العمل المصرفي وانه يجب ان يأتي في اولوياته قبل التوجه الى العمل الحكومي وليس العكس. توظيف الكفاءات من جهة ثانية يقول عبد الرزاق عبدالله مدير شؤون التوطين لدى سيتي بنك ان البنك يعمل بشكل حثيث على استقطاب الكفاءات الموطنة الطموحة ودعمها وتحفيزها على العمل وذلك في اطار سياسة ثابتة وراسخة للبنك باطلاق الكفاءات الشابة. واضاف ان سيتي بنك يحرص على توظيف الكفاءات المواطنة لخلق الفرص وتهيئها لهم كي يقوموا بدور فاعل على صعيد دعم الاقتصاد الوطني. وفي اطار السياسة الثابتة والالتزام الذي يبديه البنك ازاء هذه الكوادر فانه يعمل وفقا لخطة لاختيار افضل هذه الكوادر وتدريبها من خلال اخضاعها لبرامج تدريب مكثفة تصبح بعدها قادرة على تولي مناصب ادارية هامة بالبنك. ويؤكد عبد الرزاق عبدالله ان البنك يقوم كذلك بتقديم حوافز مجزية للمواطنين لاطلاق قدراتهم الابداعية وتحفيزهم على العمل بشكل افضل الى جانب الدورات الداخلية والخارجية التي تكسبهم خبرات مميزة وبخاصة من الخبراء العاملين في سيتي بنك. وحول الاساليب المتبعة لاستقطاب المواطنين اوضح ان البنك يقوم بذلك بالتعاون مع الكليات التقنية والمعاهد المتخصصة والجامعات. واكد ان البنك سيركز في غضون السنوات القليلة القادمة على تكثيف مشاركته بمعارض التوظيف التي تقيمها الكليات والجامعات. كما سيوجه البنك الدعوة لمزيد من طلبة الكليات والمعاهد والجامعات لزيارة البنك والاطلاع على سير عملياته تمهيداً لاستقطابهم. واعلن عن قيام البنك بتخصيص منح دراسية لبعض هؤلاء الطلبة لاستكمال دراستهم وضمان خلق وظائف لهم مستقبلا. وأكد ايضا ان البنك يسعى الى توسيع حلقة التعاون مع وزارة العمل من خلال دائرة توظيف المواطنين والتنسيق مع معهد الامارات للتدريب المصرفي. واعتبر مدير شؤون التوطين ان صدور قانون المعاشات للقطاع الخاص سيكون عاملاً محفزا ايجابيا ودافعا امام المواطنين للانخراط في مجال العمل المصرفي. وعن ابرز التحديات او المعوقات التي تحول دون انخراط الكفاءات المواطنة في العمل المصرفي تحدث عبد الرزاق عبدالله عن النظرة الدينية لبعض الشباب حول عمل المصارف. وقال قد يتخوف البعض من العمل بسبب ساعات العمل المتواصل وربما التخوف من العمل المصرفي بسبب عدم الالمام الكافي واتقان اللغة الانجليزية بطلاقة الى جانب العمليات المحاسبية ومهارات استخدام اجهزة الحاسوب. واضاف ان الكثير من الشباب لايتقدموا الينا بطلباتهم بسبب تخوفهم من عدم قبولهم للعمل في مصارف اجنبية الا ان العكس هو الصحيح وينتهي الى القول ان معظم تخوفات الشباب لا مبرر لها فنحن نعمل على استقطاب الكفاءات الشابه ونقدم لها الدعم من خلال تدريبها وتأهيلها لثقتنا بان هؤلاء بامكانهم ان يتولوا مناصب قيادية في مرحلة لاحقة. حوار: سلام الشوا

Email