اتجاهات: صانعو السوق:بقلم- حسن العالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اضافة الى ما ذكر في الحلقة السابقة حول الاشتراطات الذاتية المطلوبة لنجاح مهام صانعي السوق, تبرز اشتراطات موضوعية هامة اخرى لنجاح وظائف صناع السوق وهي توافر الضوابط واللوائح التي تحمي اطراف عملية التداول اهمها هنا تلك الخاصة بمنع المتاجرة بناء على معلومات غير متاحة للآخرين Insider Trading وكذلك تهيئة الآليات الضرورية التي تجعل صناعة السوق ممكنة, وعلى سبيل توفير آلية تسمح لصناع السوق باقتراض الاسهم المباعة بيعا سالبا (بيع ورقة لا يملكها) من اطراف تملكها لأجل محدد ومقابل كلفة محددة لاتاحة الوقت الكافي لشراء الورقة فيما بعد والوفاء بالتزامه نحو مقرض الورقة. وتبرز أهمية هذه الآلية بصورة خاصة بالنسبة لاسواق الاسهم الخليجية حيث لايتوفر العمق الكافي فيها الذي يمكن صانع السوق من ان يشتري فورا ما باعه بيعا سالبا, ويعتبر توافر آلية اقراض واقتراض في أي سوق من العوامل التي تزيد من سيولة الاسواق ونشاط التداول فيها لذلك فان توفر دور نشط لصناع السوق سوف يشجع المستثمرين من المؤسسات Institutional Ivnestors على التداول النشط في السوق لانهم واثقون من وجود عروض توفر أسعار مزدوجة للبيع والشراء وبصورة دائمة, كذلك فان نجاح وظائف صناع السوق ترتبط بتوفير مراكز الايداع والتمويل لتسهيل عمليات تحويل الملكية والاقراض او الاقتراض او الحفظ نيابة عن المستثمرين. واخيرا تجدر الاشارة هنا إلى انه وفي ظل غياب دور صناع السوق في اسواق الاسهم الخليجية يحاول الوسطاء ان يلعبوا دورا مقاربا لدور صناع السوق من خلال ادارة محافظ خاصة بهم, أو ان يكونوا اطرافا في صفقة شراء أو بيع حينما لا يتوفر طرفها الآخر, وبدلا من منع ذلك كما هو حاصل حاليا, فانه يجب تقنين هذا الدور وتنظيمه لكي يؤدي الوسيط دورا متمما لصانع السوق, ويسهم من ثم في توفير المزيد من السيولة للسوق, خصوصا ان هذا الاتجاه, أي اتجاه دمج وظيفة الوسيط مع وظيفة صناع السوق في مؤسسة واحدة تقدم خدمات متكاملة وشاملة للمستثمرين اصبح اتجاها عالميا سائدا مع وضع نظام رقابي يفصل بين الوظيفتين تجنبا لمشكلة تناقض المصالح بين الوسيط والمستثمر كما هو حاصل حاليا في العديد من الاسواق المالية المتقدمة. ان اهمية وظائف صانعي السوق اكتسبت اهمية اكبر خلال الفترة الاخيرة بعدما شهدناه من اضطرابات وعدم استقرار في اسواق الاسهم الخليجية سواء بفعل عوامل ذاتية أو موضوعية, حيث اتجهت اسعار الاسهم نحو تقلبات غير مفهومة احيانا, لعبت فيها المضاربات والعوامل الفنية للمستثمرين دورا كبيرا, ومن اجل تخليص التحركات السعرية من العوامل غير المفهومة وغير المنطقية, وجعلها أكثر استنادا الى عوامل مفهومة (العوامل الاساسية للاقتصاد واداء الشركات المساهمة والعوامل الفنية للسوق) فانه من المطلوب بالفعل تطوير وتنشيط دور صانعي السوق في اسواق الاسهم الخليجية.

Email