السيراميك والقوانين الروسية أبرز الأسباب: ركود في أسواق السجاد والموكيت المحلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني سوق السجاد والموكيت من الركود الملحوظ بالرغم من كثرة المعارض والمحلات التي تبيع السجاد والموكيت والتي أصبحت متجاورة , في الوقت الذي خلت فيه صالاتها من الرواد . وقد قامت (البيان) بجولة في هذا السوق للاطلاع على أحواله وأسباب الركود فيه. ــ قال (عزمي خالد) مدير معرض مفروشات الحرية التابع لمؤسسة البيت الحديث: ان معارضنا منتشرة في كل الامارات ومركزها الرئيسي في رأس الخيمة, وأغلب الموكيت عندنا مستورد من أمريكا والسعودية وبلجيكا, وأفضل أنواع الموكيت عندنا الأمريكي ويلقى اقبالا أكثر من غيره رغم ارتفاع سعره, وتتراوح الأسعار من عشرين إلى سبعين درهما, ويضيف (عزمي) قائلا بان أهم مواسم البيع في سوق الموكيت والسجاد هي نهاية شهر رمضان قبل العيد, وبداية العام في يناير وفبراير, ومع اقتراب الصيف في نهاية مارس ينخفض البيع ويتوقف تماما في الصيف, وأغلب المشترين حاليا من المواطنين الذين اعتادوا تغيير أثاث منازلهم كل عام أو عامين, وكان من قبل الأجانب القادمين من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق يسببون انتعاشا كبيرا للسوق, وكانوا يأخذون كميات كبيرة, وأغلبهم كان يأخذ كميات للتجارة وليس للاستهلاك الشخصي, ولكن فجأة وبعد صدور قوانين في روسيا حدت من اقبال الروس هبط سوق السجاد والموكيت والأثاث بشكل ملحوظ, هذا في الوقت الذي زادت فيه المعارض والمحلات وزاد المعروض من الموكيت بشكل كبير, وفي الوقت نفسه هبطت الأسعار. وأضاف انه كان في الشارقة منذ بضعة سنوات ستة معارض فقط, والآن تضاعف العدد وهبطت النوعية, وظهر الغش في السوق بشكل واضح, وبعض المحلات تبيع الموكيت الكوري الرخيص على انه أمريكي, ومن لا يغش في النوع يغش في قياس الشقق, حيث تحتاج الشقة مثلا إلى مائة متر مربع, ويقول البائع لأصحابها انها تحتاج إلى 120متر ويفرش هو مائة فقط, ووقعت بعض حالات الغش استدعى فيها الأهالي الشرطة. لا مزيد ويضيف (عزمي) قائلا بأن سوق الموكيت والسجاد في الامارات قد تشبع ولا يحتمل المزيد, وأصبح البيع بأقل ربح هو هدف الجميع حتى يتخلصون من البضاعة. وبالنسبة للتصدير للخارج يقول (عزمي) نحن لا نصدر بأنفسنا للخارج بل يأتي إلينا التجار من الخارج, وما زال البعض منهم يأتي من روسيا والبعض الآخر من سلطنة عمان التي مازال كثير من المعارض هنا تعتمد عليها في تسويق الأثاث والموكيت والسجاد, أما الأسواق الأخرى في الخارج فلا تحتاج للسجاد والموكيت من عندنا وأغلبها متشبعة. ويضيف عزمي بأن الروس وحدهم كانوا يأخذون نصف مبيعاتنا, وكنا نبيع شهريا بما يقارب المليون درهم, أما الآن وفي الموسم لا تتعدى المائة ألف درهم , والمبيعات في انخفاض مستمر. أسباب كثيرة ومن مؤسسة المقام للمفروشات يقول مسؤول المبيعات (أجيت بيهان) ان هناك العديد من معارض السجاد والموكيت الجديدة افتتحت والعديد منها أيضا أغلقت أبوابها بسبب ركود السوق, وأسباب الركود كثيرة, وأعتقد ان من أهمها ما يشاع عن الأضرار الصحية التي يسببها الموكيت في المنازل وخاصة للأطفال, لما ينبعث منه من ألياف وموجات كهربائية, وأصبح الناس يفضلون البلاط والسيراميك على الموكيت, خاصة وان غالبية المباني الجديدة بها سيراميك جيد حتى ترفع الإيجار لأن أصحابها يعلمون ان الناس لا تميل لوضع الموكيت. وحاليا وبعد غياب المشترين القادمين من روسيا أصبح الأمل فقط على المواطنين والتجار القادمين من سلطنة عمان, ويقول (أجيت) كما ترى نحن نضطر إلى بيع أشياء أخرى في معارضنا إلى جانت السجاد والموكيت حتى لا نضطر لاغلاق الأبواب, ويقول انه مما يزيد المشكلة الزيادة الملحوظة في معارض الموكيت, ولابد للجهات الحكومية من التدخل والحد من منح تراخيص بمحلات أكثر من ذلك لأن الأمر أصبح أكبر من حجم السوق بكثير. ويقول (أجيت) ان تجار الجملة الكبار لا يهمهم الأمر كثيرا لأنهم يبيعون خلال الموكيت أشياء أخرى كثيرة, ونحن الآن نأخذ منهم أقل مما كنا نأخذه منهم منذ عامين بثلاث مرات. السيراميك من معرض مفروشات القمة يقول مدير المعرض (جمال محمد) ان أغلب البنايات حاليا بلاط سيراميك وأصبح سوق السجاد والموكيت قاصرا فقط على البيوت القديمة, وقليل منها من يعيد فرش الأرض بالموكيت ويفضلون عليه تنظيف البلاط وجليه بالماكينات الحديثة, خاصة وان الجميع أصبح يخاف من الأضرار الصحية الناتجة عن الموكيت. ومع انخفاض القوة الشرائية انخفضت الأسعار, في الموكيت والسجاد في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار ايجارات الشقق, ومن يستأجر شقة غالية الآن لا يرغب في انفاق المزيد على فرشها بالموكيت والسجاد. وعن التصدير للخارج يقول (جمال) نحن حريصون منذ فترة على المشاركة في المعارض خارج الدولة, وشاركنا منذ فترة في معرض في كازاخستان, كما كان لدينا تجار في أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان يتعاملون معنا ويأخذون منا كميات يوزعونها هناك, وهم بأنفسهم يحضرون إلينا من وقت لآخر, ونحن بالطبع نتساهل معهم كثيرا لأنهم أصبحوا بالنسبة لنا الأمل الوحيد المتبقي, ونعطيهم تخفيضات كبيرة, ولا يهمنا ان نبيع بربح كبير بقدر ما يهمنا ان نفتح لنا أسواقا جديدة ورائجة لأن السوق المحلية أصبحت شبه مغلقة, والمواطنون الذين كنا نعقد عليهم آمالا كبيرة أصبحوا يتجهون لاستثمار أموالهم في شراء الأسهم بعد ان كانوا يجددون أثاث وفرش منازلهم كل عام أو عامين. كتب مغازي البدراوي

Email