في حلقة علمية عقدت بغرفة دبي: دول التعاون تواجه الغش والتقليد في مجال مستحضرات التجميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد الدكتور خالد بن يوسف الخلف امين عام هيئة المواصفات والمقاييس الخليجية ان ظواهر الغش والانحراف والتقليد حظيت باهتمام بالغ من مجلس ادارة الهيئة وحظيت بمناقشات موسعة تهدف الى البحث عن انسب الوسائل والاساليب لمقاومتها بما يؤدي لمنع السلع غير المطابقة للمواصفات القياسية الخليجية او المغشوشة او المقلدة من التداول بين دول المجلس. جاء ذلك خلال الحلقة العلمية عن العطور ومستحضرات التجميل التي نظمتها امس الهيئة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي والاتحاد الفرنسي لصناعات العطور بمبنى الغرفة وحضرها عدد من رجال الاعمال والمسؤولين بدول التعاون. وقال في كلمة له اثناء افتتاح الحلقة ان مجلس ادارة الهيئة اوصى باصدار المواصفات القياسية الخليجية التي هي الحكم المحايد الذي يمكن الاعتماد عليه للتميز بين الجيد الذي يلائم الظروف السائدة في دول المجلس والتي تحدده المواصفات القياسية الخليجية وغير الجيد الذي يخالف هذه المواصفات. واشار الى ان الهيئة اوصت كذلك في هذا الاطار بالتوسع في الاجراءات العلمية سواء بالنسبة لمنتجات الصناعة الوطنية عن طريق تطبيق نظم شهادة المطابقة وعلامة الجودة واعتماد الخدمات ونظام التسجيل طبقا للمواصفات القياسية الدولية الايزو 9000. وعن السلع المستوردة قال الخلف ان الهيئة اوصت بالعمل على تطوير نظام شهادة المطابقة للسيارات والاطارات الذي يطبق حاليا الى برنامج شهادة المطابقة في بلد المنشأ والذي يتم فيه التأكد من مطابقة السلع المستوردة للمواصفات القياسية عن طريق التفتيش الفني عليها اثناء الانتاج وقبل الشحن مباشرة لمنافذ الدخول مع الاستعانة بتجربة الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس في هذا المضمار وتعكف الهيئة حاليا على وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ. واوضح ان هذه الحلقة العلمية جزء من الجهود المستمرة التي تقوم بها الهيئة لتكوين كوادر خليجية مؤهلة وتشجيعها على تأسيس شبكة متآزرة يتم تبادل الخبرات والمعلومات فيما بينها وصهر التجارب المتنوعة بما يصل بها الى تدعيم روح التكامل وتحقيق المصالح المشتركة لدول المجلس. نموذج مشرف وذكر ان هذه الحلقة تعكس نموذجا مشرفا يوضح مدى تكاتف الاجهزة المعنية في دول المجلس على تحقيق الاهداف الطموحة التي تسعى هذه الدول لتحقيقها: يتمثل في اسهام غرفة تجارة وصناعة دبي التي بادرت مشكورة في التعاون مع الهيئة في اعداد وتنظيم الدورات التدريبية والحلقات العلمية والندوات, ومختلف الانشطة التي تهم دول المجلس وليس ذلك بالشيء المستغرب فالغرف التجارية الصناعية احد الاطراف المعنية مباشرة بتحقيق اهداف التقييس كما انها من الاجهزة الاساسية التي تعكف على دعم اهداف التكامل والتنسيق بين مختلف القطاعات التجارية والصناعية في دول المجلس. واشار الى ان موضوع حلقة اليوم من اهم الموضوعات التي تمس الحياة اليومية, فالعطور ومستحضرات التجميل تدخل كل بيت, ويفترض ان تشيع البهجة في النفوس, ولكن كثيرا ما تشيع الحسرة بدلا من ذلك, فالعطور ومستحضرات التجميل كما اشارت الدراسات والندوات السابقة تعتبر من اكثرالسلع تعرضا للتقليد والغش لسهولة ذلك وصعوبة كشفه من قبل المستهلك العادي. مكافحة الغش من جانبه اكد محمد عبد اللطيف البسام مساعد المدير العام للشؤون التجارية والمعلومات بغرفة دبي في كلمة له اثناء الحلقة ان السلطات المختصة في دولة الامارات تبذل كل جهد ممكن لمكافحة الغش والتقليد والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع ولاشك ان اسرة رجال الاعمال والصناعة يدركون اكثر من غيرهم اهمية الالتزام بالمواصفات السليمة لتحقيق الربح على المدى البعيد. وقال أود ان اشير الى نظرتنا نحن في دولة الامارات العربية المتحدة, ودبي بشكل خاص, الى اهمية الالتزام بهذه المواصفات وتأثير ذلك على مكانتنا التجارية كمركز رئيسي للتجارة في هذه المنطقة من العالم, فمعظم صناعة الامارات العربية وكذلك استيرادها تجري اعادة تصديره الى مختلف انحاء هذه المنطقة ولذلك فإن السلطات هنا حريصة على المحافظة على سمعة الامارات كمصدر للمنتجات الموثوقة مما يؤمن لصناعتنا وتجارتنا الازدهار والنمو المطرد. وقال ان مايزيد اهمية انعقاد هذه الحلقة في هذا الوقت بالذات تزامنها مع معرض (جلف بيوتي 98) . حماية المستهلك من ناحيته قال (آلان غرونجيه كابان) رئيس اتحاد صناعات العطور الفرنسية في كلمة له ان هذه الحلقة تركز على حماية المستهلك وسلامته حيث تباشر في معالجة امور التوفيق بين التشريعات ولايمكن حقا ايجاد قاعدة اتفاق افضل للمشروع في التعاون فكل منا يساوره الاهتمام بتعزيز حقوق المستهلك وحرية حصوله على المنتجات السليمة, فالامر يتعلق فعلا بالسلامة العامة اذ ان المنتوجات المزورة مؤذية للمستهلك ولهذا علينا العمل سويا للقضاء على التزوير قضاء مبرما. وقال ان هذا اللقاء بين الحكوميين والمهنيين خطوة اخرى الى الامام وذلك لزيادة التعاون بين دول التعاون واتحاد العطور الفرنسية. وافاد ان ابقاء الاسواق تحت المراقبة يستوجب اجراء مراقبة المنتوجات مراقبة عشوائية, وهنا تكمن فعالية مبدأ المراقبة في الاسواق وانضباط المصنعين الذاتي, اي المبدأ الذي يتحلى بميزتين: فهو من جهة, لا يستدعي رسوم تسجيل وتصديق مكلفة, ومن جهة اخرى, يوفر معلومات رسمية مع وسائل اضافية للتحقق بسهولة من هوية المصنعين, ان هذا الموضوع هو من المواضيع الرئيسية التي آمل ان نتطرق اليها سويا خلال هذا المؤتمر. واعرب عن امله ان تتيح هذه الحلقة فرصة اضافية لدفع عجلة التعاون الى الامام مع الممثلين المكلفين بالسلامة ومع ارباب العمل. أمور ضرورية و تطرق الدكتور عبدالله البكيري في ورقة عمله الخاصة عن (امان وفعالية مستحضرات التجميل) الى ان ضبط وتنظيم مستحضرات التجميل في الاسواق الخليجية يعتبر من الامور الضرورية وذلك بغرض المحافظة على امانة المكونات التي تحتويها هذه المستحضرات وعلى بطاقاتها المميزة وسلامتها, فالخطوات التي ينبغي اتباعها يجب ان تؤدي الى تحسين كفاءة مختبرات ضبط الجودة في اجراء تقويم قياسي للمستحضرات تحت اشراف خبراء فنيين متخصصين بينما يشمل دور الحكومات تحسين وتحديث المواصفات الخاصة لكل مجموعة من المستحضرات للتأكد من نقائها وسلامتها وثباتها وذلك عن طريق شبكة من مختبرات ضبط الجودة المتخصصة, كما تشمل ايضا الاجراءات القانونية والنظامية ضد المنتجات التي لاتطابق تلك المواصفات ــ ويمكن في سبيل ذلك العمل على انشاء قاعدة معلومات اقليمية (خليجية) تمكن من رصد وتسجيل اي شكاوى تنتشر حول التفاعلات الجانبية لمنتجات مستحضرات التجميل. من جانبه قال نبيل بن امين ملا نائب مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس في ورقة عمله التي قدمها ان نشاط التقييس في مجال مستحضرات التجميل بالسعودية يرجع الى عام 1967 قبل انشاء الهيئة باربع سنوات تقريبا وبعد انشاء الهيئة تم البدء في اعداد خطط لوضع مواصفات قياسية سعودية في مجالات مختلفة ومنها العطور. وقال انه قد تم اعتماد ست عشرة مواصفة قياسية سعودية وان هناك 23 مشروع مواصفة قياسية سعودية وخليجية في مراحل مختلفة من الاعداد. وبالنسبة للمواصفات القياسية الخليجية لمستحضرات التجميل فقد تم اعداد مشروعي مواصفتين للمستحضرات العطرية التي اساس تركيبها الايثانول وطرق اختبارها كأسبقية اولى. كما تحدث بالحلقة الدكتور فيليب ماسون عن مستحضرات التجميل وكيفية تنظيمها والرقابة عليها في الاسواق الخليجية الى جانب محاضرة اخرى القاها (فرانسوا بيزيه) عن حماية المواطنين الخليجيين من مستحضرات التجميل المغشوشة. والقى (فرانسوا ديماتشى وجاي روبرت) محاضرة عن العطور الشرقية بين الاصالة والتجديد ومحاضرة اخرى لجين اجين فرانسوا تايمر) عن التزام الجميع بامان المستهلك.

Email