أسواق المال العالمية:3.3%متوسط الفائدة المتوقع في منطقة اليورو

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطبقت المقولة الشهيرة القديمة لتجار الأسهم وهي(اشتر على الشائعات وبع عندما يتحقق الخبر)على ما حدث في بورصة لندن الاسبوع الماضي عندما خفض بنك انجلترا الفائدة الرئيسية نصف في المائة دفعة واحدة من 7.25% الى 6.75% فقد قام البنك المركزي بالخطوة التي كانت تطالب بها السوق وهي خفض الفائدة بنسبة كبيرة من أجل انعاش الاستعمالات والسيولة في ضوء تباطؤ النمو الاقتصادي, وقد فعل البنك ذلك فكان رد فعل الأسهم هو الهبوط يومها بمعدل 134 نقطة في مؤشر فانيننشال تايمز المؤلف من 100 سهم بريطاني وممتاز, وقد كان ذلك غريبا للوهلة الأولى ولكن المراجعة المتأنية وجدت أساسا قويا لهذا الهبوط ردا على خفض الفائدة, فالسوق ارتفعت في الأسابيع السابقة توقعاً لخفض الفائدة البريطانية عندما حدث ذلك كانت أسعار الأسهم قد أخذت بالفعل في حسابها خفض الفائدة وبدأت عمليات جني الأرباح وانتظار وتكهن الخطوة المقبلة للبنك المركزي, ويرصد المحللون ان مؤشر فايننشال تايمز ارتفع حوالي الف نقطة خلال فترة شهر اي 21% وهي زيادة قوية بكل المقاييس. وترافق ذلك مع ارتفاع عالمي اعقب الأزمة التي حدثت في اغسطس وسبتمبر وأشاعت اجواء من المخاوف من ركود اقتصادي عالمي, ففي وول ستريت اقترب مؤشر داوجونز الرئيسي من تسعة آلاف نقطة من معدلات 7500 نقطة في نهاية اغسطس بينما مؤشر داكس في المانيا على ابواب خمسة آلاف نقطة بعدما كان عند أربعة آلاف نقطة في اوائل اكتوبر الماضي, وحتى الأسهم الآسيوية اشتركت في هذا الارتفاع فاندونيسيا وماليزيا حققت الأسهم فيهما ارتفاعا بلغ 60%. البنوك المركزية وقد نجحت البنوك المركزية في تغيير اتجاه السوق فرغم ان فرنسا والمانيا النواة الصلبة للاتحاد الأوروبي لم يخفضا الفائدة الا ان الدول الأوروبية فعلت ذلك استعدادا لاطلاق العملة الأوروبية الموحدة في أول يناير المقبل. والأهم من ذلك ان مجلس الاحتياط الفيدرالي الامريكي خفض الفائدة مرتين وأبدى استعداده لتخفيضات أخرى جريئة من أجل المحافظة على قوة الدفع والنمو في الاقتصاد الأمريكي. ويبدو ان النظرة المتشائمة لاوضاع الاقتصاد العالمي التي وصلت ذروتها عندما حدثت الأزمة الاقتصادية الروسية ثم اضطرت البنوك الى تبني خطة انقاذ الصندوق التحوط الامريكي لونج (تيرم كابيتل مانجمنت) بدأت تنحسر وأصبحت الأسواق أكثر تفاؤلا, ولكن الصورة ليست وردية تماما فعوامل القلق ما زالت موجودة فالنظرة الى مستويات أرباح الشركات في عام 1999 لم تتغير, والأنباء في السوق البريطانية تشير إلى ذلك فمتاجر ماركس اند سبنسر مثلا اعلنت ان ارباحها انخفضت في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي, وان مبيعاتها في الجزء المتبقي في العام لن تصل الى المستهدف واشارت الى انخفاض كبير غير متوقع في مبيعات الملابس في سبتمبر واكتوبر, وقالت شركة رويال متش شل ان ارباحها تراجعت 56% في الربع الثالث من العام الحالي أما مجموعة رويال صن ألاينز فقد تراجعت ارباحها للنصف في الأشهر التسعة الأولى من العام, ويتوقع المحللون المزيد من البيانات المحيطة من قبل شركات في الأشهر المقبلة لانه سيكون من الصعب زيادة الربحية في وقت ينخفض فيه الطلب محليا وعالميا, كما انه في وقت مثل هذا من الصعب زيادة الاسعار. وفي الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر فايننشال تايمز 52.6 نقطة خلال الأسبوع ليقفل على 5491 نقطة فإن مؤشر داوجونز المؤلف من 30 سهما امريكيا ممتازا أنهى الاسبوع على 8975.46 نقطة, وكان على ارتفاع في معظم أيام الأسبوع اذ بدأ الاثنين بارتفاع 114.05 نقطة لينخفض في اليوم التالي نصف نقطة ثم يرتفع 76.99 نقطة يوم الاربعاء و132.23 نقطة يوم الخميس 59.99 نقطة يوم الجمعة. وما زالت السوق تحت تأثير خفض الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل اذ كان اكتوبر الماضي افضل الشهور أداء منذ يناير 1987 وكسبت فيه الاسهم 10%. واستفادت من الاتجاه الصعودي الاخير شركات صناعة اجهزة الكمبيوتر التي كانت تضررت بشدة خلال الأزمة مثل مايكرون تكنولوجي وسي جيت التي ارتفعت أسعار أسهمها 70% خلال الشهرين الماضيين, وعادت شركات الانترنت الى الانتعاش حيث وصلت أسهم أميركان اون لاين وامازون كوم الى مستويات قياسية من جديد. وفي أوروبا أنهى مؤشر كان المؤلف من 40 سهما فرنسيا ممتازا في باريس الاسبوع على 3588.63 نقطة بينما انهى مؤشر داكس المؤلف من 30 سهما ممتازا المانيا في فرانكفورت الاسبوع على 4906.91 نقاط. في آسيا ارتفعت الأسهم اليابانية 4% خلال الأسبوع لكنها تعرضت يوم الجمعة الى موجة بيع بسبب مخاوف في السوق من ان الحكومة لن تتصرف بالسرعة الكافية من اجل اعادة النمو الى الاقتصاد, وهبط مؤشر نيكي المؤلف من 225 سهما رئيسيا يومها 219.4 نقطة, ولكن كان مرتفعا على مدار الاسبوع كله وبلغ لدى الاقفال 14121.9 نقطة. العملات وفي اسواق العملات قام البنك المركزي الايرلندي بمفاجأة لمستثمري العملات عندما خفض سعر فائدة الريبو من 4.94% الى 3.96% يوم الجمعة قبل اقفال سوق لندن بنصف ساعة, وما زالت الفائدة الايرلندية أعلى بـ 0.4% عن متوسط اسعار الفائدة الذي سيبدأ بالدول الـ 11 الاعضاء في الوحدة النقدية (منطقة اليورو) في أول العام المقبل وهو 3.3%, وكانت السوق تتوقع خفضا في الاسبوعين المقبلين وليس الآن في ضوء ان الاقتصاد الايرلندي هو أسرع الاقتصاديات الأوروبية نموا حاليا, بالنسبة للاسترليني فقد ارتفع تجاه المارك الألماني الى 2.764 مارك رغم خفض الفائدة عليه وبلغ 1.663 دولار, واستفاد الدولار من تعليقات آلان جرينسبان حول ان الأزمة في الأسواق المالية الدولية بدأت تنحسر وارتفع الى 118.3 ينا يابانيا في نهاية الأسبوع. لندن - البيان

Email