أسواق المال العالمية:الاسهم الامريكية تخسر 15%خلال شهرين،800مليار دولار ديون سيئة للمصارف اليابانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا وقت ازمة, الحكومات التي تبحث لها عن حل والمستثمرون يبحثون عن ملاذ امن في اسواق بعيدة عن الاضطرابات . ومازال الجدل دائرا بين الدول الصناعية السبع الكبرى حول ما اذا كان يتعين عقد اجتماع خاص لزعماء هذه الدول لدراسة الازمة التي انتشرت من اسيا الى روسيا ثم امريكا اللاتينية ووصلت تأثيراتها الى الولايات المتحدة واوروبا بشكل او اخر, وبينما كانت الاسواق تتوقع ان تقود الولايات المتحدة عمليات خفض للفائدة, في امريكا الشمالية واوروبا من اجل تعزيز الطلب الداخلي خرج الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي ليؤكد انه لا تخفيض للفائدة حاليا. وحظيت شهادة المستثمر الدولي الشهير جورج سوروس امام الكونجرس الامريكي, باهتمام خاص فقد حذر من ان الازمة يمكن ان تنتقل الى المركز الى الولايات المتحدة, وقال ان النظام الرأسمالي العالمي مهدد بالتفكك لان عددا من الدول بدأ يتخلى عن حرية حركة رؤوس الاموال ويضع قيودا على الصرف الاجنبي, وكان سوروس يحاول اقناع الكونجرس بتقديم التحويل اللازم (18 مليار دولار) الى صندوق النقد الدولي, ولكن الكونجرس لم يفعل ذلك. وذهب جوردون براون وزير الخزانة البريطاني الذي ترأس بلاده حاليا مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الى اليابان مناشدا الحكومة اليابانية والبنوك اليابانية ضرورة العمل على انعاش النمو الاقتصادي باعتبار ان اليابان ثاني اكبر اقتصاد في العالم تستطيع ان تكون بمثابة القاطرة التي تدفع الاقتصادات الاسيوية المريضة. ولكن في نفس اليوم الذي كان يخاطب فيه البنوك اليابانية قالت شركة ستاندرد اند بورز المتخصصة في التصنيف المالي انه لدى البنوك اليابانية قروض مشكوك في تحصيلها تصل الى 150 تريليون ين اي ما يصل الى حوالي 800 مليار دولار. ويقول اقتصاديون ان اليابان تقع في قلب الازمة فاقتصادها يعاد 16% من الناتج المحلي لاقتصاد العالم كله ولديها ما يعادل 25% من مدخرات العالم, ولم يتحرك الاقتصاد الياباني رغم المستويات القياسية المتدنية لاسعار الفائدة فيها والتي لم يشهدها العالم من قبل فالفائدة مع سندات الخزانة فيها لا تتجاوز 1%, ومع هجوم المشتريات الذي تعرضت له سندات الخزانة في الدول الصناعية في الاسبوع الماضي من جانب المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات امنة تراجعت فائدة سندات الخزانة البريطانية طويلة الاجل الى 5% بينما وصلت الالمانية الى اقل معدلاتها منذ الحرب العالمية الثانية في حدود 4%. ويقول محللون ان جوهر الازمة في اليابان هي في التركيب العمري او السكاني فيها فهي لديها اطول معدلات لاعمار في العالم مع اقل معدلات النمو السكاني, واذا استمر الوضع على ماهو عليه فانه سيكون في عام 2020 شخصان فقط في سن العمل لكل متقاعد ياباني, ويقول المحللون ان هذا هو السبب في عدم زيادة الاستهلاك المحلي في اليابان والرغبة في المحافظة مع المدخرات بدون تآكل. وعلى صعيد مركز الاسواق المالية في الاسبوع الماضي كان واضحا ان هذا وقت متاعب في وول ستريت بينما نشر السوق اعلان الشركات عن ارباح الربع الثالث من العام والمتوقع ان تكشف الشهر المقبل, وقد تراجعت الاسهم الامريكية 15% خلال الشهرين الماضيين وذلك نتيجة الازمات المالية في اسيا وروسيا وامريكا اللاتينية والفضيحة الجنسية للرئيس الامريكي بيل كلينتون والان بدأ يظهر ان المتاعب في الاقتصادات الخارجية اثرت على ارباح واداء الشركة الامريكية فللمرة الاولى منذ سبع سنوات يتوقع ان تنخفض ارباح الشركات الامريكية بدلا من ان ترتفع في الربع الثالث من العام الحالي. واعلنت حتى الآن 181 شركة امريكية تحذيرات من ان ارباح الربع الثالث من العام الحالي ستكون اقل من توقعات المحللين, والتوقعات ان يرتفع عدد التحذيرات من جانب شركات امريكية الى ما بين 259 و493 شركة قبل اعلان نتائج الربع الثالث ويقول المحللون ان ارباح الربع الثالث من العام ستخفض في الاجمالي 0.2%. وفي الربع الثاني من العام كان اكبر المتأثرين في الارباح شركات الطاقة والتكنولوجيا والمواد الاساسية, وحاليا فانه يبدو ان شركات الكيماويات والقطاع المالي سيكونان اكبر الضحايا. وخلال الاسبوع الماضي بدأ مؤشر داوجونز المؤلف من 30 سهما صناعيا ممتازا الاسبوع بارتفاع 149.85 نقطة ليرتفع مجددا يوم الثلاثاء بمعدل 79.04 نقطة و65.39 نقطة اخرى يوم الاربعاء ثم يهبط 216.01 نقطة يوم الخميس ويرتفع 21.89 نقطة يوم الجمعة ليقفل على 7895.6 نقطة. وفي لندن خسر مؤشر فايننشال تايمز المؤلف من 100 سهم رئيسي 63 نقطة خلال الاسبوع ليقفل على 5055.6 نقطة وقد جاء ذلك بعد تبخر الآمال في خفض اسعار الفائدة الامريكية في اعقاب استبعاد الان جرينسبان ذلك. في بقية اوروبا خسرت الاسهم في باريس 3.2% من قيمتها وفي فرانكفورت خسرت الاسهم الالمانية 2.5% من قيمتها خلال الاسبوع و تراجعت الاسهم في زيوريخ 2.2% وفي مدريد 1.2% وستوكهولم 6.3% وامستردام 5% . في طوكيو ساعدت قوة السندات نسبيا على دفع الاسهم الى اعلى نسبة 0.4% خلال الاسبوع ليقفل مؤشر نيكي المؤلف من 225 سهما رئيسيا على 13983 نقة. وارتفعت الأسهم في مانيلا خلال الأسبوع 8.3%, وسنغافورة 7% وكوالمبور 6.5% بينما تراجعت في هونج كونج 1.8% وجاكرتا في اندونيسيا 16%. وتماسك الدولار في نهاية الاسبوع بعد تراجع نسبي في المخاوف من ازمة حادة في امريكا اللاتينية واحتمالات عزل الرئيس الامريكي بيل كلينتون نتيجة تأييد الرأي العام والامريكي له, وانهى الدولار الاسبوع على مستوى 132.8 ينا يابانيا و1.692 مارك الماني. على صعيد السلع والمعادن تراجع الذهب 2.5 دولار خلال الاسبوع الى 290.95 دولارا للاوقية بينما ارتفعت اسعار النفط نتيجة مخاوف من عاصفة قد تعطل الانتاج في خليج المكسيك, وارتفع سعر البرميل في خام برنت 0.83 دولار خلال الاسبوع الى 14.09 دولارا للبرميل تسليم نوفمبر بينما بلغ سعر خام دبي 12.60 دولارا للبرميل, وتراجعت اسعار السكر الى اقل مستوياتها منذ 11 عاما نتيجة انخفاض الطلب في روسيا وآسيا. لندن ــ البيان

Email