وراء الأخبار: مزيد من الثقة:بقلم - كامل يوسف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير الاصداء العديدة التي تلقتها(البيان)على الحوار الذي أجرته مع محمد العبار مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية رئيس مجلس ادارة إعمار العقارية ونشرته أمس الى الاهتمام الكبير الذي تبديه مختلف شرائح المجتمع الاقتصادي في الدولة بنشاط الشركة ومشروعاتها, خاصة في ضوء الدعم الكبير الذي تلقاه من حكومة دبي والذي تمثل في رفع حصتها في رأسمال الشركة ليبلغ 07.32%. غير ان هذه الأصداء ذاتها تتضافر وتتجمع لتطرح مجموعة من المؤشرات على جانب كبير من الاهمية, يتعين التوقف أمامها طويلا وتحليلها: - من الواضح ان سعر سهم اعمار عاد أمس ليرتفع مجددا فوق حاجز المائة درهم, بعد ان كان قد هبط متراجعا أمس, وهو ما يؤكد ان حركة السهم في السوق ترتبط بمجموعة معقدة من العناصر, ربما كان أبرزها دور من يصطلح على تسميتهم بــ (صناع السوق) . ويشير الى ان الهبوط الذي بدا غير منطقي في ضوء القيمة الدفترية للسوق إنما كان بتأثير عروض وهمية, وربما حالة من القلق قبل أي شيء آخر, وكان مفتعلا بما يسمح لمن قاموا بالدفع باتجاهه ليعودوا من جديد كمشترين كبار بكميات تجارية كبيرة, وهو ما يفسر عودة السهم الى الارتفاع أمس. - ما أوضحه رئيس مجلس ادارة اعمار حول موقف المجلس من توزيع الارباح واتجاهه الى القيام بهذه الخطوة في أفق زمني قريب وعدم انتظار اكتمال المشروعات ذات المدى الزمني البعيد خاطب بشكل مباشر اهتمامات واستفسارات الكثيرين, وأكد مجددا ان سهم الشركة هو المستثمر الجاد وان على المضاربين الابتعاد عنه. - على الرغم من ان محمد العبار امتنع عن التعليق على سؤال لــ (البيان) حول كم تبلغ الارباح التي حققتها الشركة, الا ان مؤشرا شديد الدلالة والوضوح يبدو لنا من خلال تأكيد ان أرباح مشروع (تلال الامارات) الذي تبلغ تكلفته مليار درهم ستدور حول المليار درهم ايضا, وقد دار جانب لا يستهان به من أصداء الحوار حول عنصر الربحية المتوقعة وحول دلالة هذا المؤشر بصفة خاصة. - كان ما طرحه العبار حول توقعاته الشخصية بمسيرة, سهم اعمار شديد الدلالة والوضوح, فقد أكد ان السهم سيتحول الى سهم قيادي بلا منازع, ومن المؤكد ان الاهتمام الكبير من جانب مختلف فئات المتعاملين في السوق بهذا السهم توضح ان ما توقعه العبار ليس بعيدا عن امكانية التحقق. - من الواضح ان سقف طموح مشروعات إعمار لا ينقصه الارتفاع, وقد كان هذا مدار تعقيب الكثيرين على الحوار, فمنهم من تحمس للمضي قدما في مشوار الطموح والسعي نحو الاجود والارقى ومنهم من دعا الى مزيد من التحفظ, لكن الجميع أبدى في كل الأحوال اهتماما كبيرا بهذه المشروعات وثقة بأنها تندرج بامتياز في اطار المشروع الحضاري لدبي, وليس اندماج مشروع المرسى الغربي في الحزام السياحي لدبي, الا التجسيد الحي والأكثر وضوحا لهذه الحقيقة. - توالت الأسئلة الفضولية حول المشروعات التي ستعلن عنها الشركة قبل نهاية العام الحالي, ومنها المركز المتخصص, وكان السؤال الطبيعي هو: مركز متخصص في ماذا؟.. وقد طرحت (البيان) هذا السؤال بالفعل, لكن محمد العبار شاء ان يؤجل الرد عليه بالاعلان التفصيلي, ومن حق إعمار ان تشتغل اللمسات النهائية لاعلانها عن مشروعاتها, وبالقدر نفسه من حق المساهمين والمعنيين بمسيرة اقتصاد البلاد ان يتطلعوا بحماس وفضول الى ما ستعلن عنه الشركة في هذا الصدد. وتتعدد المؤشرات في هذا الصدد وتظل جديرة بالمزيد من المتابعة, لكن الحقيقة الأكثر أهمية التي يتعين عليها التسليم بها والتشديد عليها هي الدور الحيوي والبناء الذي تقوم به الشركات المساهمة في اقتصاد الامارات الآن والذي يمكن ان تقوم به في المستقبل وهو دور أكثر من فعال وأكثر من واعد.

Email