أسواق المال العالمية: وول ستريت تصحو على خطورة فضيحة مونيكا لوينسكي.. حمى شراء تنتاب المستثمرين بعد نشر تقرير ستار

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كانت المتدربة السابقة في البيض الابيض مونيكا لوينسكي التي تكاد تطيح برئاسة الرئيس بيل كلينتون هي أشهر سيدة في أمريكا والعالم الآن فإنها ايضا كانت العامل المحرك والمثير للاضطراب في الاسواق المالية العالمية في الايام الاخيرة قبل وبعد صدور تقرير ستار المدير القضائي المستقل كينيث ستار الذي وجه 11اتهاما الى كلينتون رأى انها تمثل اساسا قانونيا للبدء في اجراءات عزله . وبعد الهبوط المثير للأسهم في وول ستريت يوم الخميس الماضي قبل صدور التقرير والذي وصل الى 249 نقطة وجرف معه بورصات العالم كانت المفاجأة هي رد فعل وول ستريت بعد صدور التقرير يوم الجمعة فقد انتابت المستثمرين حمى شراء ضخمة للاسهم بما أدى الى ارتفاع مؤشر الاسهم بأكثر من 170 نقطة. انتهاء المخاوف وقال محللون ان نشر تقرير ستار انهى فترة التكهنات, وكان هناك شعور بالراحة بين المستثمرين بأن التقرير لن يذهب الى أبعد من قضية علاقة كلينتون بمونيكا لوينسكي, كما ان الوقائع الواردة في التقرير كان الناس يعرفونها مسبقا. ويعتقد فريق من المحللين ان المشكلة هنا ليست في تقرير ستار ولكن في الوضع الحالي الذي أضعف القيادة في فترة حرجة بالنسبة للاسواق العالمية. فالمستثمرون رأوا كلينتون يذهب الى موسكو ولم ينجح في تخفيف وطأة الانهيار هناك بينما استطاع في عام 1994 ان يخفف التأثيرات العالمية للأزمة المالية في المكسيك. في الوقت ذاته فإن التجار في السوق يرون ان الاتهامات الواردة في تقرير ستار ليست بالخطورة التي تصور بها, وان الجمهوريين في الكونجرس سيفكرون ألف مرة قبل ان يقرروا المضي في محاولة عزل الرئيس لأنهم لو فشلوا سيرتد ذلك عليهم في انتخابات الكونجرس في نوفمبر المقبل, فضلا عن انهم يفضلون ان يحاربوا آل جور نائب الرئيس كمرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة وليس كرئيس للبلاد اذا اضطر ان يتولى الرئاسة في حال عزل كلينتون. وقبل حمى الشراء التي سرت في سوق الاسهم يوم الجمعة الماضي كان المستثمرون الذين يخشون الاضطراب السياسي قد لجأوا الى سندات الخزانة الامريكية بما رفع أسعارها كثيرا. وكانت كل أنظار المستثمرين في بورصات العالم موجهة نحو وول ستريت يوم الجمعة لمعرفة الاتجاه رغم انها تفتح في منتصف نهار أوروبا وبعد ان تغلق طوكيو والاسواق الآسيوية. وكانت هذه الاسواق قد اهتزت مع وول ستريت يوم الخميس خاصة وان أسواق امريكا اللاتينية تلقت ضربة يومها, وتدهورت الاسهم في طوكيو 5.1% يوم الجمعة نتيجة لذلك. جرينسبان وكلينتون وفي الساعات الاولى للتعامل في أوروبا يوم الجمعة تدهور مؤشر فيننشال تايمز في لندن 147 نقطة قبل ان ترصد السوق ان وول ستريت ستفتح مرتفعة فتماسكت الاسهم البريطانية وقللت خسائرها, وحدث هذا في باريس وفرانكفورت. ويقول مستثمرون ان مشكلة كلينتون قد لا تكون بنفس خطورة استقالة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الامريكي آلان جرينسبان أو وزير الخزانة الامريكي. ولكن السوق قلقة من الافتقار لزعامة سياسية قوية في وقت عصيب بالنسبة الى الاقتصاد العالمي, كما انه في حالة استقالة كلينتون فإن هناك قلقا من سياسات نائبه آل جور الذي يوصف بأنه يفضل البيئة على الاقتصاد. ومن تأثيرات أزمة كلينتون حول علاقته مع مونيكا لوينسكي ايضا هبوط فائدة السندات الدولية الى أدنى مستوياتها مع موجة الشراء الضخمة للمستثمرين لها بحثا عن أدوات آمنة للاستثمار وحدث ذلك للسندات الألمانية واليابانية. وقد هبطت الفائدة على سند الخزانة الألماني مدة 10 سنوات الى 4% لأول مرة في التاريخ الحديث بينما هبطت الفائدة على سند الخزانة الياباني الى 0.78% وهي المرة الاولى التي يهبط فيها من 1%. وبالنسبة الى سند الخزانة الامريكي مدة 30 عاما فانه كان في حدود 5% مع توقعات خفض أسعار الفائدة قصيرة الاجل هناك. ضربة برازيلية وتلقت السندات البرازيلية ضربة قوية مع تزايد التكهنات حول احتمالات الخفض الرسمي للعملة البرازيلية. واضطرت السلطات البرازيلية التي تعيش أجواء ازمة الى رفع أسعار فائدة الاقراض الى 49,47% في محاولة لوقف هروب رؤوس الاموال الى الخارج, لكن التجار قالوا ان المناخ العام المسيطر على بورصات الاسهم في امريكا اللاتينية شديد العصبية. وقد ارتفعت الاسهم في البرازيل 13,39% يوم الجمعة بعد زيادة الفائدة للمرة الثانية خلال اسبوع. وقدر اقتصاديون حجم الاموال التي خرجت من السوق البرازيلية في العشرة ايام الاولى من سبتمبر الحالي بمبلغ 11 مليار دولار وذلك بعد هروب 11,9 مليار دولار في شهر اغسطس كله. وكانت الارجنتين هي الاخرى في حالة عصبية شديدة. وتماسكت السوق هناك بعد ارتفاع بورصة البرازيل ولكن هبوط يوم الخميس الذي بلغ 13,3% جعلها تقترب من المستويات التي شهدتها خلال ازمة المكسيك في عام 1995. عودة الى وول ستريت وعودة الى وول ستريت كانت الاسهم الامريكية شديدة الاضطراب خلال الاسبوع, وهو الاسبوع الذي صحت فيه السوق لأول مرة على أهمية قضية مونيكا لوينسكي بالنسبة لمستقبل الرئاسة الامريكية. وقد كان هذا العامل متواجدا في خلفية ذهن المستثمرين في وول ستريت طوال الاشهر السبعة الماضية ولكنهم تعاملوا معه باستخفاف ولن يأخذوه جديا, حتى رأوا في الاسبوع الماضي بعد زعماء الديمقراطية ينأون بأنفسهم عن كلينتون ويهاجمونه وعندما قدم ستار تقريره الى الكونجرس بشكل مفاجىء شعر الجميع ان الازمة خطيرة. وقد تستمر شهورا. وكان مؤشر داو جونز المؤلف من 30 سهما صناعيا ممتازا قد بدأ الأسبوع يوم الثلاثاء (الاثنين كان عطلة) بارتفاع 380,53 نقطة اي 5% وهو اعلى ارتفاع في يوم منذ عشر سنوات متأثرا بتصريحات جرينسبان قال فيها ان مجلس الاحتياط الفيدرالي لم يعد متمسكا بتشديد السياسة النقدية وذلك في اشارة الى ان الفائدة يمكن ان تخفض. ولكن كما بدأت فضيحة (ووترجيت) ايام الرئيس نيكسون في عام 1973 ولم تنته الا في اغسطس من عام 1974 فان فضيحة مونيكا ليونسكي جاءت كدش بارد على السوق المتحمسة التي ترى اجواء ازمة في العالم ومتاعب تواجه القادة السياسيين في امريكا واليابان والمانيا وروسيا وانتابت المستثمرين حمى بيع بما ادى الى تراجع الاسهم 155,76 نقطة يوم الاربعاء و249,48 نقطة يوم الخميس ثم لترتفع 179,96 نقطة يوم الجمعة ويقفل المؤشر على 7795,5 نقطة. وفي لندن كانت التقلبات كثيرة خلال الاسبوع لكن مؤشر فايننشال تايمز المؤلف من 100 سهم رئيسي استطاع ان يحصر خسارته في 48,4 نقطة فقط خلال الاسبوع لتقفل على 5118,6 نقطة. وقد اجتمع البنك المركزي البريطاني الاسبوع الماضي وقرر ترك اسعار الفائدة بدون تغيير عند 7,5% رغم الدعوات المتكررة في الصناعيين والسوق الى خفضها. وكانت خطوة بنك انجلترا متوقعة, لكن اصدر بيانا بعد قراره اعلن فيه صراحة استعداده لخفض الفائدة اذا تدهورت اوضاع السوق العالمية اكثر وذلك في اشارة الى ان مرحلة رفع الفائدة قد انتهت. خسارة أوروبية في بقية اوروبا خسرت الاسهم في باريس 3% من قيمتها خلال الاسبوع ليقفل مؤشر كاك المؤلف من 40 سهما رئيسيا على 3578,3 نقطة بينما خسرت الاسهم في فرانكفورت 4% ليقفل مؤشر داكس المؤلف من 30 سهما المانيا ممتازا على 4754,6 نقطة. وكانت خسارة الاسهم الاسبانية في مدريد 6,2% خلال الاسبوع والهولندية في امستردام 5,8% والايطالية في ميلانو 5,6% والسويسرية في زيوريخ 2,9% والروسية في موسكو 1,3%. وفي آسيا خسرت الاسهم اليابانية 0,9% من قيمتها خلال الاسبوع ليقفل مؤشر نيكي المؤلف من 225 سهما في بورصة طوكيو على 13916 نقطة. وارتفعت الاسهم في سنغافورة 6% خلال الاسبوع وفي هونج كونج 1,2% وفي تايبيه 5,8% وبانكوك 2,9% وسيئول 2,2% وكوالالمبور 1,6% بينما هبطت في مانيلا 6,7%. لندن ــ البيان

Email