في ندوة (البيان) حول بورصة الامارات بين التعجيل والتأجيل: إجماع على تأكيد أهمية انشاء سوق الأوراق المالية بالدولة ونقاش ثري حول توقيت الانطلاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اطار الندوات الدورية التي تقيمها مؤسسة (البيان) , عقدت في الاسبوع الماضي ندوة بارزة بعنوان (بورصة الامارات بين التعجيل والتأجيل) وهو الموضوع الذي يهم الاوساط المالية ورجال الاعمال والمستثمرين . وبدأت الندوة بكلمة القاها د. عبدالله العوضي رئيس قسم التخطيط في (البيان) رحب فيها بالحاضرين نيابة عن المدير العام رئيس التحرير التنفيذي خالد محمد احمد واكد ان الهدف من هذه الندوة المهمة هو تبادل الآراء وادارة الحوار الهادف القائم على أسس جيدة للموضوعات المهمة في هذه المرحلة. واضاف د. العوضي: ان كثيرا من المحللين وبالذات الغربيين منهم اعتبروا ان انشاء البورصة هو بوابة الدخول الى القرن الحادي والعشرين, كما اكدوا على الاستعجال في انشاء البورصة حتى يمكن التعامل مع جهة واحدة لدفع الاقتصاد الوطني واضاف: ان الحديث عن انشاء سوق للاوراق المالية بدأ منذ عام 1996 وان هذه خطوة رائدة نحو الارتقاء بالاقتصاد. وتابع ان الهدف الرئيسي لهذا اللقاء هو تأكيد على حقيقة معينة هي: هل من مصلحة شعب الامارات تأجيل انشاء البورصة ام التعجيل بها. وقال د. العوضي: ان حجم الاسهم في السوق يبلغ مائة مليار درهم فهل نحن نحتاج الى نظم معينة تحدد هذا الاطار وتصل الى قضية جوهرية وهل من مصلحة شعب الامارات وجود هذه البورصة ام لابد من اجراء دراسات ميدانية وتحديد فترة زمنية لها. معالم التطور الزمني د. جهاد نادر: ان موضوع وجود سوق للاوراق المالية هو الموضوع الاهم المطروح بالنسبة للاقتصاد المحلي في الدولة ولا خلاف على وجود وانشاء هذه السوق لكن الخلاف يكمن في قضية هل نسرع في انشائها ام نتريث ونبطىء. ولابد من تعريف سوق الاوراق المالية: هل هي سوق اسهم فقط؟ فمن الناحية الاقتصادية هناك فجوة لم يلتفت اليها أحد بين سوق الاوراق المالية MONY) (MARKET وسندات الخزينة الصادرة من المصرف المركزي. ثم طرح د. جهاد نادر قضية مهمة وهي قضية التطور الزمني للتجارب بالدول الاخرى حيث ان سوق الاوراق المالية لم تطرح بالشكل الكافي فبعض الخبراء الاجانب سألوا: هل فكرتم في البوند ماركيت؟ لذلك فإن التطور الزمني الطبيعي يجب ان يأخذ حقه ولا يجب ان نقفز من سوق تقتصر على سندات خزينة ثم يعقبها فجوة ثم ننشيء سوقا للاسهم. لذلك فإن ملء الفراغ وايجاد بدائل اخرى شيء مهم للغاية كما ان الدين طويل الامد في الدولة يقتصر على القروض التقليدية لذلك فإنني اشدد على اهمية التطور الزمني. ملامح الوضع الحالي مظفر الحاج: اريد ان اشخص الوضع الحالي قبل القفز الى المستقبل وتصديقا لكلام الدكتور جهاد فانه لا يوجد سوق متعارف عليها لكن هناك سوقا اخرى شهدت تطورا في الآونة الاخيرة اكد ان هناك زيادة ملموسة في عدد صغار المستثمرين في سوق الاسهم حيث تقدر القيمة الأسمية للاسهم بنحو 97 مليار درهم رغم ان رأس مال الشركات لا يزيد عن 14.5 مليارا... اذن هناك فجوة عميقة. ومن الجوانب الايجابية للوضع الحالي ان اموال القطاع الخاص وصغار المستثمرين تجمعت ناحية المشروعات الكبرى بالاضافة الى زيادة دور القطاع الخاص وتوسيع قاعدته الاجتماعية واذا اردنا الحديث عن الجانب السلبي فهو يتمثل في عدم التنوع حيث ان هناك 36 شركة مطروحة للتداول 96% منها في قطاع الخدمات بالاضافة الى 17 شركة للبنوك نصيب القطاع الصناعي فيها 5%. ومن السلبيات الاخرى المضاربات التجارية للاسهم في غياب المعلومات لاتخاذ القرار الصحيح ووجود وسطاء غير رسميين. أهمية انشاء سوق للاوراق المالية ليست محل خلاف لكن علينا ان نثبت ذلك للناس ونؤكد لهم ان السوق لا خلاف على قيامها عن طريق: * استقطاب جزء كبير من الاموال المستثمرة في الخارج والتي تقدر بنحو 90 مليار دولار. * تشجيع الاستثمار الخليجي المشترك خاصة مع الدول التي لديها اسواق مال. * صيانة الاموال العامة. * خلق ما يمكن ان نسميه الوعي الاستثماري لدى صغار المستثمرين. * توفير البيانات (كيف نستثمر دون وجود بيانات نبني عليها قراراتنا؟) . اما عن الاستعجال في انشاء البورصة فإن حماية المستثمر تأتي في مقدمة الامور التي نركز عليها. البيانات والمعلومات حسن حمد الشامسي: ان دولة الامارات العربية المتحدة دولة حديثة والحكومة اقامت بنية تحتية متطورة من عوائد النفط. والمرحلة التي نمر بها تتطلب وجود سوق مالية لاننا من الدول النامية حتى نستغل الموارد الاستغلال الامثل. ان سوق رأس المال ليست سوقا للاسهم فقط ولكنها سوق بها اصدارات عديدة يجب ان نخلق الثقة فيها. وضرب مثالا على ذلك شركة دبي للاستثمار التي تجلب عملات صعبة كثيرة نتيجة للطلبات من الخارج بالاضافة الى مساهمتها في تشغيل اعداد كبيرة من المواطنين. اننا لا يمكن ان ندخل سوقا دون رؤية واضحة فلابد من وجود بيانات واصدار اول واصدار ثان... فالمستثمر يريد ان يدخل في شيء واضح حتى تكون مخاطرة محسوبة وشدد الشامسي على أهمية وجود البيانات والمعلومات قبل انشاء البورصة. وجود شفافية المعلومات د. شهاب قرقاش: حتى لا اكرر ما قيل فإن النقطة التي اريد التركيز عليها هي انه لدينا سوق غير رسمية فيها بيع وشراء.. هل هذه افضل الحلول او اسهلها؟ لا. لقد حدث خلاف بسبب عدم وجود الاساسيات الرسمية والبيانات والمعلومات. لابد ان نفكر في افضل طريقة لمعرفة عيوب النظام الحالي حتى لا تتكرر عند انشاء السوق الرسمية ووجود قوانين تنظم السوق. عندنا شفافية مثل الزجاج المظلم, الشفافية الصافية مهمة جدا وعدم وجودها من اكبر العوائق لتطور سوق السندات حتى يمكن تقييم المخاطرة. جميع الشركات الكبرى في المنطقة تقترض بكل سهولة من الخارج لان هذه البنوك والمؤسسات المالية الاجنبية ترتب لها حساب المخاطر... لذلك فإن الشفافية نقطة مهمة جدا. كذلك اصبحت الحاجة ماسة لتنظيم العملية لان الجميع يتعاملون في الاسهم. قبل ذلك كان هناك نوع من بروتوكولات التعامل. هناك الآن مستجدون في العمليات الاستثمارية... وبعضهم استثماراته تهمه للغاية (تحويشة العمر) والمستثمر الصغير اول من يتضرر من عدم وجود التنظيم اللازم والنقطة الاخيرة التي اود الحديث فيها ان هناك بدايات للكميات الاستثمارية الكبرى فمثلا شركات التأمين تحولت الى محافظ استثمارية مثل محفظة بنك الامارات... هذه المحافظ تلعب دورا اكبر في السوق الى جانب محافظ التقاعد الحكومية الذي ستبدأه الحكومة والذي سوف يقلب الموازين رأسا على عقب. اذن هناك سوق بالمليارات يكبر بشكل متزايد مما يؤكد ان الحاجة ماسة لوجود بعض التنظيم والاتجاه نحو انشاء السوق ووضع تفاصيل الانظمة واساليب العمل فيه وتفاصيل المضي من السوق الحالية الى السوق المطروحة. مداخلة تفرض حضورها د. عبدالله العوضي: لابد من وجود سوق حتى ولو بدون اي نظام او هيكل واضح ولكن ايهما يجيء قبل الآخر النظام ام الهيئة؟... هذا هو السؤال. حتى ولو كان صغيرا د. شهاب قرقاش: نحن الآن امام واقع... والسوق موجودة لكنها في حاجة الى تنظيم والمنتج ينبع من وجود حاجة. لذا لابد من انشاء سوق حتى لو كانت صغيرة او غير منظمة فسرعان ما يتم تنظيمها. أيهما قبل الآخر د. محسن خميس: ايهما يجيء قبل الآخر: وجود السوق ام وجود التشريع؟ ان ما حدث في اسواق المال العالمية عند انشائها بدأ بوجود ناس عاديين. وكان السماسرة في نيويورك يلتقون تحت شجرة ثم كبر السوق ووجدوا ان هناك ضرورة لتنظيم السوق. ان وضعنا الآن شبيه بوضع بداية سوق نيويورك. اما بالنسبة لرأيي في موضوع انشاء سوق الاوراق المالية فنحن لا نختلف على الاهمية لان البورصة تعكس الاقتصاد الحقيقي مثل زيادة الدخول والرفاهية والتوظيف... الخ. كل ذلك لابد له من وجود رقيب والرقيب هو هذه المرآة التي نسميها السوق الثانوية او البورصة. ولعل التجربة الحديثة التي مرت بها النمور الآسيوية لابد ان ندرسها بعناية ونضعها في الاعتبار لانها ادت الى تجويع الناس هناك. ان اهمية السوق تأتي قبل تفعيل السوق لانني كمستثمر لن ادخل في اي مشروع مالم اكن مطمئنا الى ان هناك امكانية لتسييل ما املكه من مشروع اي امكانية تحويل ملكيتي الى شخص آخر. ان اهمية البورصة لا خلاف عليها لكن السؤال هو: هل هناك ضرورة للتعجيل؟... أبصم بالعشرة ان اقامة السوق اليوم قبل غدا مهم جدا لان الاخوة ذكروا اسماء شركات مثل تبريد وغيرها وان المستثمر يشتري اسهما فيها بمائة الف يرتفع ثمنها بعد شهر الى مائتي الف فهل هذا وضع صحيح؟ لا. هناك مبالغة في القيمة لا تعبر عن القيمة الحقيقية. ان التعجيل باقامة السوق افضل ومالم نبدأ بالسوق اليوم وتصحيح المشكلات السابقة سوف يحدث تضخم ثم انهيار. تدابير مؤقتة د. شهاب قرقاش: من الآن وحتى انشاء سوق الاوراق المالية لابد من تدبير الاوضاع الحالية وتنظيم العمليات فيما بيننا. ولابد ان تنظم السوق نفسها بطريقة او بأخرى وايجاد التدابير الانتقالية المؤقتة لتنظيم الوضعية يمكن ان تكون جزءا من القوانين الجديدة. الحلقة الثانية غدا

Email