دبي تنسق بين عناصر النمو والانطلاق: مهرجان دبي للتسوق أعطى المزيد لقوة الأسواق التقليدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت دبي بحنكتها المعتادة وفي مهرجانها السنوي بدورته الثالثة في التنسيق بين تنوعيات وتعددات وتناقضات لا تجتمع في مكان واحد على مدار العام إلا في دبي. فالحنكة استطاعت توفير مناخ ملائم لتحقيق التكامل والتوافق تحت سماء واحدة يتصافح تحتها المتناقضون ويتفاوضون من أجل مصالح مشتركة مقبلة . فمن المسرح البغدادي العظيم الذي يطل على ضفاف خور دبي الى الجناح الايراني الحافل بكل المفاجآت مرورا بالتواجد الهندي العريق عبر جناح باكستان المعروف تشم رائحة العطر البيروتي القديم وتشعر بنكهة الضيافة السورية وتستمتع بأصالة الفنون المصرية كل ذلك بقرية واحدة تراهم يتناقشون ويبتسمون متناسين كل التناقضات من اجل تحقيق هدف سواء اجتماعي او اقتصادي, فكل الوسائل تؤدي الى طريق وهدف واحد ملتقى اطفال العالم في مدينة الذهب. فالأنظمة الشرقية تتسامر مع الرأسمالية, والأصفر يختلط بالأحمر في لوحة رائعة تم تنسيق خيوطها بأياد خبيرة هي ايدي رجال دبي المتمرسين لتخرج الى العالم لوحة متوافقة بكل معنى الكلمة رغم التناقضات التي تحفل بها. فرغم قصر مدة الخبرة المكتسبة من ادارة مهرجان دبي للتسوق والذي مضى من عمره دورتان ونعيش دورته الثالثة, الا ان تلك الخبرة المكتسبة تحققت بدراسة عميقة تتوفر من خلالها كل معايير النجاح في تحقيق هذا التوازن والتنسيق بين التناقضات. وقد خطا المهرجان خطوات أبعد من كونه مهرجانا للتسوق بمفهومه الضيق ليتسع فيكون مهرجان التلاقي والوئام والشراكة الفعلية حيث رسخ قناعة لدى المتناقضين بأن المصالح المشتركة هي هدف سام لتنمية أحلام العالم. فالاهداف التي تحققت العام الماضي من ارقام في عدد الزوار وحجم المبيعات الكبير مرشحة للتجاوز هذا العام بكل المقاييس في ظل التوافد من كافة دول مجلس التعاون الى جانب اسواق اخرى تقليدية وجديدة فمساحة المحلات الاعلامية للترويج للحدث هذا العام اتسعت لتطرق ابوابا جديدة بهدف الاستفادة من الفرص المتاحة. وقد نجحت دبي في انتزاع الصدارة بكل قوة آخذة في عين الاعتبار الالتزام الكامل بجودة خدماتها على كافة الاصعدة وقد تبوأت مكانة مرموقة في صناعة السياحة المتكاملة تتوافر لها كل الطاقات وتتركز على قاعدة اقتصادية ثابتة ومدعومة بما يتيحه موقعها كمركز تجاري اقليمي ومحطة عالمية لإعادة التصدير. القطاع الفندقي وقد ثبت بما لايدع مجالا للشك النجاح الاكبر للقطاع الفندقي بالامارة مع توافر عناصر وطاقات النجاح السياحي من بنية تحتية وتطور في المرافق الترفيهية بدبي فالعدد الكبير من الفنادق بقائمة الفئات والتي يتجاوز عددها 246 فندقا ما هو الا تعبير ايجابي عن مدى التطور الذي حققته الامارة في كافة الميادين ممايعكس مكانتها العالمية كمحطة جذب تتسابق كبرى شركات الفنادق العالمية لاقامة فروع بها. وتلعب الفنادق دورا بارزا في دعم وتطوير السياحة مما شجع السياح على اختيار دبي كوجهة سياحية لما تقدمه الفنادق من برامج فريدة وخدمات متميزة. ان المنافسة بين الفنادق والشقق المفروشة ضعيفة جدا لأن كلا منهما يستقطب شرائح اجتماعية ونوعية ضيوف مختلفة عن الاخرى والحقيقة الاهم والتي يجب عدم اغفالها في جعل دبي واحدة من اهم محطات الجذب السياحي هي الامان الذي ينعم به هذا البلد على المستويات الشخصية والاجتماعية والممتلكات... هذه البيئة الآمنة التي قل مثيلها هي التي تشجع السياح على زيارة دبي وتفضيلها على غيرها بالاضافة الى المزايا الاخرى المتاحة بالامارة. والتوسع الملحوظ والزيادة في عدد فنادق فئة الخمس نجوم صاحبه ايضا زيادة وتوسع في فئة الثلاث والاربع نجوم وكما ان فنادق النجوم الخمس لها شرائح خاصة كذلك الامر بالنسبة للثلاث والاربع نجوم وان المؤسسات الحكومية مع مؤسسات القطاع السياحي ذات العلاقة قد نجحت في السفر الى دبي بهدف الاستجمام او التجارة. ان مؤشر نمو السياحة لامارة دبي يدل بوضوح على استمراره خلال السنوات المقبلة خاصة مع تزايد اعداد الشركات العالمية. التي تضع دبي على خارطتها السياحية. سوق الترفيه مرشح للنمو وقال ممثلو شركات عاملة في دبي بقطاع الترفيه والتسلية ان هذا القطاع مرشح للنمو في ظل نمو مهرجان دبي للتسوق خاصة مع اتساع مفهوم المهرجان ليكون مهرجان ملتقى أطفال العالم, مشيرين الى ان المساحات الواسعة التي خصصت لقطاع الترفيه في دبي هذا العام أدت الى نمو القطاع واتساع انشطته, وتشير الارقام الى نمو هذا القطاع ما بين 25 الى 30% سنويا, حيث ان التوقعات ستكون باهرة في ظل زيادة الانفتاح على العالم وتزايد اعداد السياح والزائرين والمستخدمين في الدولة. وقدر عبد الرزاق طاهر مسؤول المبيعات بشركة (جانيت انترناشيونال) الوطنية العاملة في قطاع الترفيه في هذا الاطار حجم سوق الترفيه في الدولة ثلاثة مليارات درهم. وتشير التوقعات الى استمرار النمو خاصة ان هناك مشاريع ضخمة سيتم انشاؤها بدبي تهتم بهذا القطاع ومنها مشروع (ماجيك وورلد) وطرح هذا المشروع يأتي بالتزامن مع المهرجان مما سيكون له اثر كبير على زيادة الزوار والسياح الى مدينة دبي. وردا على سؤال تأثير انخفاض مداخيل الضغط على انفاق الشركات على مجال الترفيه قال: ان انخفاض تلك المداخيل لا تأثير له على سوق الترفيه والدليل هو قيام منشآت ضخمة بالدولة مثل (ماجيك وورلد) الذي يكلف مئات الملايين وكثرة الزائرين من الدول المجاورة للشراء من السوق المحلية وكشف عبدالرزاق طاهر عن التزام الشرق الاوسط بالتعاون مع شركة سنغافورية حث ان هناك عدة افكار تحت الدراسة منها انشاء صالة ألعاب كبيرة جدا ومميزة وذلك بأحد المراكز التجارية بدبي وهناك قناعة لدى هذه الشركات بالسوق المحلية بعد الزيارات المكثفة لكل مناطق الامارة واقتناعهم بجدوى هذه السوق. وقال ان شركتنا بالتعاون مع الشركة السنغافورية ستقوم بزيارات الى دول مجلس التعاون وخاصة السعودية حيث تم اجراء اتصالات في هذا المجال والأشهر المقبلة ستشهد تعاونا في هذا المجال مع رجال اعمال بالسعودية. مراكز التسوق رصدت المراكز التجارية في دبي مئات الملايين من الدراهم وذلك كحملات ترويجية لاجتذاب زوار دبي في هذه الفترة خاصة ان التعاون بين ادارة المهرجان وادارات المراكز ذاتها كان لها مردود طيب لنمو حركة التسوق خلال السنتين الماضيتين. وقد نفذت ادارات المراكز التجارية اكثر من 150 حملة ترويجية وبرنامج تنفيذ هذا العام وذلك حسب تقديرات السوق المتاحة حيث تسعى لزيادتها خلال السنوات المقبلة لتوفير المناخ الملائم للاستحواذ على الحصص الاكبر من زوار الامارة في هذه الفترة فمن السيارات الى الذهب الى تذاكر السفر الى قيمة جديدة للمشتريات كلها تجمع لخدمة زوار مهرجان دبي للتسوق 98. ولم تغفل ادارة مهرجان دبي للتسوق الاسواق التقليدية فهي استحوذت كذلك على مساحة من الاهتمام من قبل زوار دبي خاصة من قبل الاوروبيين الذين يهتمون بالمشتريات الشعبية وقد اهتمت بلدية دبي بتطوير وترميم الاسواق القديمة في الامارة ولعبت دورا هاما في اجتذاب السياح الاوروبيين حيث حافظت البلدية على الطابع القديم. تجارة دبي والنمو المتوقعه وتوقيع بيان احصائي لغرفة تجارة وصناعة دبي ان ترتفع التجارة الخارجية لدبي غير النفطية خلال العام الحالي الى 90 مليار درهم بزيادة 6.2% عن العام الماضي الذي بلغت فيه 84.7 مليار درهم بينما يتوقع ان ترتفع اعادة الصادرات الى 18.6 مليار درهم بزيادة 10.1% عن العام الماضي الذي بلغت فيه اعادة الصادرات 16.9 ميلار درهم. وتركز دبي في تجارتها الخارجية على الصادرات الوطنية وذلك انطلاقا من اهتمام الحكومة بتطوير الصناعة حيث من المتوقع ان ترتفع صادرات دبي الى 4.9 مليارات درهم بزيادة نسبتها 3.6 مليارات درهم في عام 1997 بينما ترشح الارقام صعود تجارة الواردات بنسبة 5.2% لتصل الى 66.3 مليار درهم العام الحالي مقابل 63.1 مليار درهم في عام 1997. كتب - علي شهدور

Email