مجموعة خاصة لشركات الكمبيوتر لترسيخ مكانة دبي العالمية بقطاع تقنية المعلومات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق سوق الكمبيوتر بدبي نموا بالمبيعات تراوح بين 15% و50% لدى الشركات العاملة بهذا السوق خلال الاسبوع الاول من مهرجان دبي للتسوق مقارنة بالاسبوع الذي سبقه, وتوقعت مصادر ذات صلة ان تتضاعف معدلات هذا النمو بنهاية المهرجان لتتراوح بين 200% و250% لتعوض الكساد الذي شهده السوق خلال شهري يناير وفبراير الماضيين بسبب أزمة العراق ــ الولايات المتحدة التي اثرت سلبا ــ بشكل غير متوقع ــ على سوق الكمبيوتر في دبي, ممثلا في شارع خالد بن الوليد الذي يضم ما يزيد عن 150 شركة كمبيوتر بما يعد اكبر تجمع لشركات الكمبيوتر في موقع واحد بين دول المنطقة. وتعزى توقعات الزيادة المنتظرة بمبيعات سوق الكمبيوتر الى مؤثرات مبيعات مهرجان العام الماضي وتوقع قدوم عدد كبير من العملاء والزوار من الدول المجاورة كالسعودية ومصر وقطر وايران مع حلول اجازة عيد الاضحي المبارك والذين يمثلون قوة شرائية كبيرة للشركات العاملة بسوق الكمبيوتر في دبي, فضلا عن توقع انتعاش الطلب المحلي مع صرف رواتب شهر مارس. وقدرت المصادر حجم الاموال المستثمرة في هذا السوق بحوالي 130 مليون درهم تدور في دورة تجارية لا تتجاوز شهرين اما ارباح هذه الاستثمارات فلا تتعدى مليوني درهم, وهذا يرجع حسب ما ذكرت المصادر الى المنافسة الشديدة التي يشهدها هذا السوق والى رغبة الشركات العاملة في تحريك دورة رأس المال والحصول على سيولة مالية فائضة. وتتركز المشتريات المحلية في دبي وباقي الامارات ـ والتي تمثل 30% من مبيعات هذا السوق ــ في البرامج التعليمية والدينية, فيما تتركز مشتريات اعادة التصدير للسعودية ومصر وايران وروسيا البيضاء وافريقيا ــ وتمثل 70% من تجارة السوق ــ في الاقراص الصلبة وكروت الصوت والفاكس موديم والشاشات ومحركات الاقراص المدمجة خاصة للسوق الايراني. وتمثل اسواق السعودية ومصر 60% من اجمالي اعادة صادرات سوق الكمبيوتر بدبي, فيما يمثل السوق الايراني ــ الذي تميز في الفترة الاخيرة بعدم الاستقرار ويتوقف مستقبله على العلاقة مع الولايات المتحدة ـ نسبة 30%, وتوزع النسبة الباقية (10%) على اسواق كل من روسيا وجنوب افريقيا. وتنمو سوق الكمبيوتر بدبي ــ كما يقول عادل كلنتر مسؤول واحة الكمبيوتر بمهرجان دبي للعام الثاني على التوالي ـ بمعدلات سنوية تتراوح بين 15% و20%. منحني السوق وشهد السوق على مدى الاعوام الماضية العديد من مراحل المد والجذر, فخلال الاعوام 92 ــ 94 شهد السوق حالة من الرواج لانفتاحه على العديد من المناطق الخارجية مثل السعودية وبعض الجمهوريات الروسية المستقلة, ثم بدأ منحنى النمو يتراجع خلال العام 1996 بسبب انخفاض التصدير الى كل من ايران والكويت وعوامل اخرى تتعلق بظروف خارجية مثل اسعار صرف الين وانغلاق بعض الاسواق الاقليمية والعالمية. وتتوقع المصادر ان يستعيد السوق نشاطه خلال الاعوام القادمة بعد انتظام وانفتاح سوق ايران وبدء التصدير للسوق الافريقية الممثلة في كينيا وتنزانيا وجنوب افريقيا ونيجيريا وذلك بسبب السياسة التسويقية النشطة التي تتبعها حكومة دبي في اقتحام وفتح اسواق جديدة. اما ملامح سوق الكمبيوتر الحالية فيحددها خالد مصطفى رئيس مجموعة الكمبيوتر بدبي في وجود حالة من الانتعاش مصاحبة لمهرجان دبي للتسوق, وظهور عدد من الشركات العربية بالسوق مثل مايكروتوب والصايغ وهليوبلس الذي كان يسيطر عليه عدد كبير من الهنود والباكستانيين وهو ما يعكس الحاجة الى موظفين عرب للتجاوب مع زبائن الدول المجاورة, فضلا عن اهتمام شركات الكمبيوتر بدبي بالسوق المصرية التي بدأت تحتل مكانة متميزة بين اسواق المنطقة. اما السوق المنتظر لاعادة التصدير فهو السوق الافريقي الذي يتوقع ان يحقق نجاحا كبيرا خلال الاعوام المقبلة عقب انتهاء مرحلة الاصلاح الاقتصادي التي يمر بها حاليا ويضاف الى السوق الافريقي السوق الايراني الذي يسعى الآن لان يكون اكثر انتظاما وانفتاحا بعد ان كان يتميز بالعشوائية بسبب انغلاقه وعدم السماح بتداول العملات الاجنبية, هذا فضلا عن اسواق امريكا اللاتينية والتي تقف اللغة عائقا امام مجموعة دبي للجودة لاقتحام هذا السوق. اما السوق الذي يصعب اختراقه فهو سوق غرب اوروبا بسبب اهتمامه بالجودة قبل الاهتمام بالسعر حيث تتوافر هذه الجودة لدى السوق الاوروبي والامريكي والياباني ولا يعقل ان تسعى دول هذا السوق الى استيراد تقنية موجودة لديها بالفعل. وكان سوق الكمبيوتر بدبي ـ يضيف رئيس مجموعة دبي للكمبيوتر ـ قد استعد لمهرجان دبي بقيام التجار بتخزين كميات كبيرة من منتجات البيع السريع مثل الهاردوير وبرامج السوفت وير كبرامج العاب الاطفال والبرامج الدينية والتعليمية لتلبية طلبات السوق خلال ايام المهرجان. اما جديد السوق هذا العام فقد تمثل في طرح تكنولوجيا جديدة خاصة بالمعالجات (بانتيوم 2) اضافة الى زيادة سعة الاقراص الصلبة وسرعات الموديم التي وصلت الى 56 كيه بي اس, وازدياد درجة نقاء وقوة الصوت. السوق الرمادية ولا يخل سوق الكمبيوتر بدبي من وجود سوق رمادية موازية انخفضت حصتها الى اقل من 20% نتيجة لجهود حكومة دبي في دعم الوكلاء ومكافحة اعمال القرصنة وحماية حقوق الملكية الفكرية والصناعية, وتشريع قوانين تجرم اي تلاعب في هذا الاتجاه واتخاذ اجراءات صارمة ضد المخالفين. وهنا يظهر دور مجموعة دبي للكمبيوتر التي يؤكد رئيسها خالد مصطفى على الدور الخاص بخلق الوعي لدى جمهور المستهلكين والبائعين على السواء بالبعد عن التعامل مع اي منتجات كمبيوتر مقلدة مشيرا الى وجود بعد آخر يتجاوز دور التوعية التي تقوم بها المجموعة ــ بصفتها جهة تابعة للدائرة الاقتصادية ـ بمراقبة احوال السوق والابلاغ عن المحلات والاشخاص الذين يتعمدون الاساءة لسمعة السوق المحلي والاضرار بالتجار الشرفاء. ولا يعفي خالد مصطفى اي من اطراف العملية التسويقية من المسؤولية منتجا كان او وكيلا او زبونا, فالاول مسؤول عن حماية منتجه من التقليد عبر اختياره لموزعين جيدين ذوي سمعة طيبة, والثاني اي الوكيل مطالب بتوزيع منتجات مشروعه المصرح ببيعها من موزعها المعتمد, والاخير (الزبون) مطالب بشراء المنتجات الاصلية دون اعتماد المنتجات المقلدة وان كانت ارخص سعرا, فان اكتملت الدائرة واستوعب هذا الثالوث دوره جيدا لتلاشى السوق الرمادي او انخفضت حصته على اسوأ الفروض, خاصة في ظل وجود علامات عديدة للكشف عن كون المنتج مقلدا او اصليا, مثل شهادات الشركات التي تؤكد اصلية منتجاتها والشراء من شركات تابعة لمجموعة دبي للكمبيوتر, واخيرا اعتماد عنصر السعر الذي يتناسب ارتفاعه ورخصه طرديا مع كونه منتجا اصليا او مقلدا. صعوبة التصنيع وبينما يؤكد رئيس مجموعة دبي للكمبيوتر وجود معامل تجميع لمنتجات الكمبيوتر في جبل علي وشركات اخرى بدبي, فضلا عن وجود تمثيل تجاري عال للعديد من شركات الكمبيوتر الكبرى, ينفي الوصول الى مرحلة التصنيع نظرا لاحتياج الامر لامكانات بحث وتطوير عالية وكفاءات وخبرات عالمية تتنافس الشركات الكبرى دائما على استقطابها وتنفق في ذلك اموالا طائلة, ويكفي للتدليل على ذلك ذكر ان حصة الاستثمار في البحث والتطوير لشركة (فوجيتسو) اليابانية التي تبلغ حجم مبيعاتها السنوية 30 مليار دولار تقدر بثلاثة مليارات دولار سنويا. وخلاصة القول ان التصنيع في هذا القطاع ـ الكمبيوتر ــ يتطلب استثمارات طائلة في البحث والتطوير. اما اثر العولمة وانفتاح الاسواق بفعل اتفاقية الجات فيراه ذو مردود ايجابي على سوق الكمبيوتر المحلية نظرا لانفتاح اسواق دبي واستعدادها الدائم لمسايرة الاتفاقيات العالمية ويتمثل في ذلك في انعدام العوائق التجارية كالضرائب والجمارك والخدمات الملاحية المتميزة, وهو ما تعاني منه العديد من الاسواق المنافسة الاخرى في المنطقة والتي سوف تتأثر سلبا ما لم تخفض جماركها مثل السوق المصري الواعد حاليا خاصة في قطاع الكمبيوتر. وفيما يعزى رئيس مجموعة دبي للكمبيوتر حالة الرواج الحالية للسوق لانتعاش الطلب بفعل مهرجان دبي للتسوق وتزامن الحدث مع فترة ما قبل الاجازة الصيفية وانفتاح بعض اسواق التصدير, اعرب عن تفاؤله بمستقبل هذا السوق في ظل وجود مجموعة دبي للكمبيوتر ــ التي يتشرف برئاستها ــ التي سوف يعمل من خلال تعاون اعضائها على تحسين الخدمة ودعم الوعي لدى التاجر والمستهلك على السواء, وعلى ان تتبوأ دبي مكانتها المستهدفة كمركز اقليمي لتقنية وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة, مشيرا الى المردود الايجابي الاقتصادي لمثل هذا الهدف على مختلف القطاعات السياحية والتجارية الاخرى كالمصارف والفنادق والمصانع والشركات نظرا لعدم خلو اي منها من اجهزة الكمبيوتر وادواتها. مكانة متميزة ومن جانبه, دلل بهرام مهذبي المدير العام الجديد لمايكروسوفت الخليج على مكانة سوق دبي لبرامج شركته باختيارها قبل ستة اعوام مقرا للمكتب الاقليمي للشركة بمنطقة الشرق الاوسط, مشيرا الى ان دولة الامارات ودبي على وجه الخصوص تحتل مكانة متقدمة من مبيعات مايكروسوفت ـ في الخليج باستثناء السعودية ــ التي تزيد بنسب تتراوح بين 40% و70% سنويا, داعيا حكومة دبي بعد ان اثبتت نفسها كمركز تجاري متميز بالشرق الاوسط ــ ان تعمل على استقطاب المزيد من الشركات الاجنبية بالاعتماد الكامل على الميكنة والاجهزة الحديثة خاصة فيما يتعلق بالخدمات التجارية, مشيدا بالدور المتميز في مكافحة قرصنة برامج الكمبيوتر والذي يصب في النهاية في مصلحة المكانة التجارية والاقتصادية والتنموية للدولة. تحقيق - محمد الصدفي

Email