(أنظار العالم تتجه إلى فيينا:اتجاهات متصارعة تفرض حضورها بقوة تحت سقف اجتماع (أوبك

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتجهت انظار العالم الى فيينا امس مع بدء اعمال الاجتماع الوزاري الطارىء للدول الاعضاء في اوبك, وذلك في اطار محاولة منهم لتعزيز العائدات المتناقصة لبلادهم وغيرها من الدول المنتجة عن طريق التأكيد على التخفيضات المعلنة في سقف الانتاج اعتباراً من غد, وذلك وسط خلافات محتدمة في تقديرات الخبراء وتوقعاتهم حيث اعرب بعضهم عن اعتقاده بأن تخفيض سقف الانتاج بأقل من 3 ملايين برميل يومياً لن يكون كافياً لرفع الاسعار بصورة وذكرت مصادر المؤتمر أنه من المقرر ان تؤكد اوبك التي تضخ 40% من انتاج العالم من النفط ان اتفاقاً على خفض الانتاج سيؤدي الى خفض نحو 2.3% من الامدادات العالمية وسحب الكميات الزائدة من النفط الخام المعروض في الاسواق المتخمة. وقال مصدر نفطي سعودي ان السعودية ابلغت مستهلكي نفطها الخام بأنها ستبدأ في تنفيذ تخفيضات الانتاج غداً الاربعاء. واكدت فنزويلا وهي من المنتجين الكبار للنفط في اوبك انها خفضت بالفعل الانتاج للمساعدة في الحد من الفائض في المعروض في الاسواق العالمية. وصرح مندوب خليجي كبير في المؤتمر بقوله (اننا نحاول ايجاد حل معقول ومنطقي يمكن تنفيذه بنية طيبة لصالح الجميع) . ويشعر اعضاء اوبك بقلق بشأن تعزيز سيطرتهم على السوق منذ التوصل الى اتفاقية الانتاج النادرة مع منتجين آخرين للنفط من خارج اوبك والذين تعهدوا بخفض 170 الف برميل يوميا علاوة على تخفيض اوبك 1.25 مليون برميل يومياً من انتاجها. وقفز سعر النفط الخام دولارين للبرميل منذ اعلان التوصل الى هذه الاتفاقية وزاد 3.50 دولارات بالمقارنة مع المستوى الهابط الذي وصل اليه في وقت سابق من الشهر الحالي. ووصل سعر مزيج برنت المستخرج من بحر الشمال الى 15.40 دولاراً. ومن المتوقع ان تعلن النرويج وهي ليست عضوا في اوبك عن اسهامها في الاتفاقية بخفض انتاجها مما يعزز اسعار النفط بشكل اكبر. ولكن لا يوجد احتمال يذكر لتخفيضات اخرى على الرغم من تلميح وزير النفط الكويتي الجديد الشيخ سعود ناصر الصباح الى انه قد يتم السعي الى مزيد من التخفيضات. وقال مصدر خليجي انه من غير المحتمل ان يحاول المؤتمر اضافة تخفيضات اخرى الى التخفيضات التي تعهدت بها الدول الاعضاء. واضاف (اذا كان لديك 1.5 مليون برميل يوميا من اوبك وغير اعضاء اوبك فاعتقد ان هذا كاف) . واذا صمد الاتفاق مع كبار المنتجين خارج اوبك فانه سيعيد نفوذ المنظمة التي تأسست عام 1960 لحماية مصالح البائعين. واتفقت المملكة العربية السعودية وفنزويلا والمكسيك وهي ليست عضوا في اوبك في الرياض في 22 من مارس على اتفاق لخفض الانتاج ولقى الاتفاق تأييد باقي اعضاء اوبك ما عدا العراق بالاضافة الى سلطنة عمان ومصر واليمن. وقال مندوبون ان اكبر عقبة امام نجاح الاجتماع تتمثل في الغموض المحيط بنوايا دول مثل اندونيسيا تواجه ازمة اقتصادية لخفض انتاجها. وفي غضون ذلك توالت التصريحات التي تعكس جوانب من أجواء المؤتمر. فقد صرح عبدالله العطية وزير البترول القطري للصحافيين بقوله انه سعيد بتخفيضات الانتاج التي تعهد بها منتجو النفط حتى الآن في اطار اتفاق الرياض الثلاثي, واكد مجدداً ان حجم التخفيض الذي تعهدت به قطر يبلغ 30 الف برميل يومياً سيكون من مستوى الانتاج الحالي, وامتنع عن القول بما اذا كانت الدوحة على استعداد لمزيد من التخفيضات. وبدوره دعا الشيخ سعود ناصر الصباح وزير النفط الكويتي جميع الدول المنتجة للنفط في منظمة الاوبك وخارجها الى التعاون والالتزام بتخفيض الانتاج لتقليص الفائض في السوق والدفاع عن استقرار الاسعار. واعرب الوزير في تصريح لدى وصوله الى فيينا لحضور الاجتماع عن امله في ان يسفر الاجتماع عن اتفاق على خفض انتاج النفط في العالم بما يعزز الاسعارويخدم مصالح الدول الاعضاء في المنظمة ومصالح الدول المستهلكة للنفط ايضاً, مؤكداً ان مشكلة النفط وتراجع الاسعار اصبحت مشكلة مصيرية للدول الاعضاء في الاوبك والدول المنتجة خارجها. وقال ان الاسعار المتدنية اصبحت تشكل خطراً على اقتصاديات هذه الدول موضحا ان من مصلحة الجميع معالجة هذه المشكلة الآن ووقف التجاوزات التي تقع في الانتاج في السوق العالمية من جانب دول الاوبك والدول غير الاعضاء في المنظمة ايضاً. واشار الشيخ سعود ناصر الصباح الى ان النسب المقترحة لتخفيض الانتاج حالياً قد تكون منصفة لكنها قابلة ايضاً للطرح على الوزراء في الاجتماع اليوم, وقال ان مواقف الدول المنتجة للنفط خارج الاوبك وكيفية تعاملها مع هذا التخفيض المعلن الآن للانتاج هو امر مهم. وأعرب الشيخ سعود ناصر الصباح عن امله في أن يؤدي التخفيض في الانتاج النفطي الى ارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية حاليا ومستقبلاً ايضاً داعياً في هذا الصدد الى ضرورة ان تؤخذ بعين الاعتبار قضايا اخرى تهم قطاع النفط ليس فقط في الدول المنتجة بل في الدول المستهلكة للنفط ايضاً... وقال نحن مقبلون على موسم الصيف الذي تقل خلاله مبيعات النفط مقارنة بفصل الشتاء. ووصف وزير النفط الكويتي المرحلة المقبلة بأنها صعبة للدول المصدرة للنفط.. الا انه اعرب عن امله في التوصل بالتفاهم والتعاون مع الوزراء في دول الاوبك الى تخفيض الانتاج بكمية تضمن استقرار السوق والاسعار في المستقبل وخلال الاشهر الستة المقبلة. وعن الآلية الممكنة لضمان التزام الدول المنتجة للنفط في الاوبك بتخفيض الانتاج اكد ان افضل الضمانات لاحترام الاتفاق تكمن في مصالح الدول المعنية ذاتها.. وقال ان المصالح الاقتصادية المشتركة تفرض على كل دولة احترام الحصص الانتاجية مستقبلاً لان تجاوز هذه الحصص اسفر عن ضرر للجميع وعلى اقتصاديات هذه الدول. واوضح الشيخ سعود ان النسب المعلنة من تخفيض الانتاج من جانب دول اوبك والدول المنتجة خارجها تحتم تخفيض الانتاج الفعلي الحالي في هذه الدول وليس تخفيض الحصص الانتاجية الرسمية المخصصة حالياً لدول أوبك ضمن سقف الانتاج الرسمي المتفق عليه وقدرة 27.5 مليون برميل في اليوم. ومن جانبه استبعد وزير البترول المصري الدكتور حمدي البنبي امكانية التنبؤ في هذه المرحلة بحجم الخسائر التي يمكن ان يتعرض لها البترول المصري نتيجة خفض الانتاج عالمياً.. وقلل من حدوث تأثيرات كبيرة في السوق حيث بدأ بالفعل انتعاش في سوق البترول وارتفعت الاسعار في الايام الماضية بمقدار دولارين. وحذر في حديث لـ(الاهرام الاقتصادي) القاهرية من ان مصر سوف تفقد ما يعادل مليار جنيه خسارة على خزانة الدولة اذا استمرت اسعار البترول في انخفاضها ابتداء من شهر نوفمبر الماضي وحتى يونيو المقبل. وقال ان وزارة البترول المصرية اتخذت اجراءات مثل اجراء عملية صيانة مبكرة وزيادة كمية البترول المكررة لعدم تأثر اسعار المنتجات بنفس تأثر اسعار البترول الخام. واكد انه لم يكن متوقعاً من مصر ان تخفض انتاجها ولم يطلب احد من مصر ذلك لان الانتاج المصري لم يزد لكي تخفضه مع وجود زيادة في الاستهلاك المحلي. واوضح ان الذي يهم الدول المصدرة للبترول هو كمية البترول المعروضة في السوق العالمي ومساهمة مصر في الكمية المعروضة في السوق العالمي لم تزد بل تناقصت نتيجة التناقص الطبيعي في معدلات الانتاج وزيادة الاستهلاك المحلي. وأوضح ان الذي يهم الدول المصدرة للبترول هو كمية البترول المعروضة في السوق العالمي ومساهمة مصر في الكمية المعروضة في السوق العالمي لم تزد بل تناقصت نتيجة التناقص الطبيعي في معدلات الانتاج وزيادة الاستهلاك المحلي. وأكد وزير البترول المصري انه من المتوقع ان ترتفع اسعار البترول مشيراً الى ان بعض الدول قد تخرج عن الاتفاق بتخفيض 20 الف برميل يوميا الا ان التزام الدول الكبرى بالحصص له تأثير نفسي والاسعار ايضاً لها تأثير وعندما تشعر معامل التكرير بأن هناك كميات ضخمة سوف تدفع الى السوق ستقلل المخزون. وردا على سؤال حول تأثير طرح البترول العراقي في السوق الدولية على اسعار البترول قال الدكتور حمدي البنبي ان البترول العراقي لم يطرح في السوق بعد, ولكن القرار صدر برفع الحصة بما يعادل 2 مليار دولار كل ستة اشهر الى 5.2 مليارات دولار كل ستة اشهر وهو ما اعطى انطباعاً بوجود وفرة في البترول الآن ومما ترك انطباعا لدى الجميع بأن الاسعار سوف تنهار. واوضح انه من الناحية النفسية جعل الدول التي تشتري اقل والمعروض اكثر والاسعار تنهار... متوقعا ان يسترد السوق مكانته مرة اخرى كما كان قبل شهر نوفمبر 1997 اذا وجد العالم جدية في التنفيذ. ومن ناحية اخرى اعرب خبير نفطي عربي بارز في باريس عن اعتقاده بأن اي تخفيض يقل عن 3 ملايين برميل يومياً في سقف الانتاج قد لا يكون كافياً لرفع أسعار النفط في الأسواق العالمية. وفي الوقت نفسه حذر خبير نفطي بريطاني في لندن من انه حتى مع وقوف سعر برميل النفط ضمن حاجز الـ14 دولاراً للبرميل فإن المنتجين يخسرون 160 مليار دولار سنوياً بالمقارنة مع سعر سبق لبرميل النفط الوصول اليه وهو 20 دولاراً للبرميل.

Email