في لقاءات على هامش الملتقى: استبعاد تأثير انخفاض أسعار النفط على البرنامج الاستثماري للدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم مسؤولون ورجال أعمال بالدولة صورة متفائلة للاقتصاد الاماراتي خلال السنوات الخمس المقبلة رغم الظروف الاقتصادية التي شهدها العالم والمنطقة على وجه الخصوص خلال العام المنصرم والتي ستؤثر على اقتصاديات دول عديدة خلال السنوات المقبلة مشيرين الى ان الامارات ستواصل اجتذاب الاستثمارات الأجنبية بفضل تنمية سياستها الاقتصادية الحرة وتفاعلها المرن مع كافة المتغيرات الدولية. وقالوا ان الامارات خلال السنوات القليلة الماضية حققت قفزات اقتصادية هائلة جعلتها تتبوأ مركزا مرموقا في مصاف الدول المتقدمة فالانفتاح الاقتصادي الذي ترعاه الدولة بشكل قوي أدى إلى اكتسابها للصيغة الدولية وجعلها أكثر مرونة في استقبال العولمة واتفاقيات التجارة الدولية مقارنة بدول أخرى كانت أسواقا مغلقة بحكم سعيها لحماية منتجاتها الوطنية تارة إلى جانب حماية المصالح الداخلية للقطاع الخاص تارة أخرى مما يجعلها أكثر تأثراً وبشكل سلبي في تهيئة مناخها الاقتصادي لاستقبال المتغيرات الدولية المقبلة. جاء ذلك خلال أحاديث صحافية أجريت مع بعض المسؤولين والاقتصاديين ورجال أعمال على هامش ملتقى الامارات الدولي. دور القطاع الخاص وقال معالي أحمد حميد الطاير وزير المواصلات رئيس مجموعة بنك الامارات ان القطاع الخاص بالدولة لعب وسيلعب دورا بارزا في الاستثمارات المختلفة بالامارات خلال السنوات المقبلة حيث منحت الحكومة الحرية لهذا القطاع للمبادرة واتخاذ زمام المبادرة لتطوير مختلف المنشآت والمشاريع الحيوية مستبعدا معاليه اي تأثيرات على ميزانية المشاريع الاتحادية في ظل انخفاض اسعار النفط. واشار معاليه الى ان (اوبك) والدول خارج المنظمة الدولية مطالبة بالتوصل الى حلول مناسبة للاسعار الحالية حيث ان اسعار النفط الحالية تضر باقتصاديات العديد من الدول في حالة استمرارها مشيرا الى ضرورة تحمل بعض الدول داخل المنظمة او خارجها لمعالجة هذا التدني بالاسعار في اسرع وقت ممكن. وردا على سؤال حول ما حققته خطة دبي الاستراتيجية قال ان الخطة حققت مجالات واسعة في الاستثمارات حيث كان المستفيد من هذه الاستثمارات قطاعات عديدة منها قطاع الصناعة والعقار والقطاع المالي معربا عن امله في ان تفوق الاستثمارات في هذه الخطة المستهدف منها بنهاية عام 2000 وردا على سؤال حول الافكار التي يطرحها الملتقى اعرب معالي الطاير عن امله في التوصل الى رؤى من قبل الدوائر المنظمة لهذا الملتقى للاستفادة القصوى من الآراء والافكار التي تطرح على هذا اللقاء الدولي في دورته الخامسة مشيرا إلى ان ملتقى العام الحالي اكثر اتساعا حيث هناك اقبال ملحوظ من دول شرق آسيا خاصة ان موضوعات الملتقى اصبحت اكثر شمولية خاصة فيما يتعلق بالعولمة. وأكد معاليه ردا على سؤال حول التوجه للخصخصة في ظل تدني اسعار النفط والعجز بالميزانية ان القطاع الخاص يلعب دورا بارزا في تنفيذ واطلاق العديد من المشاريع الناجحة وهذه خطوات تشجع عبر الحكومة منذ زمن طويل حيث نجد ان الحكومة تسعى لتطوير البنيات الاساسية وتهيئتها للاستفادة منها بمبادرات القطاع الخاص مما يعني وجود مشاريع خاصة اكثر من المشاريع العامة الى جانب نجاح الحكومة بادارة المشاريع العامة بعقلية اقتصادية توفر مردودا ايجابيا على النمو الاقتصادي بالدولة. مشروع السكة الحديد وردا على سؤال حول مشروع السكك الحديدية بين الدولة ومجلس التعاون والمشروع الذي تقدمت به احدى الشركات الالمانية العالمية في هذا المجال قال معاليه ليس هناك توجه لتنفيذ مثل هذا المشروع خاصة انه درس في السابق بشكل مستفيض ولم يثبت جدواه الاقتصادية مشيرا الى أن الدراسات الحالية التي تقدمت بها احدى الشركات تأتي كمبادرة منها لتقديم مشاريع جديدة في ظل طرح بعض الافكار حيث تتسابق الشركات العالمية دائما لتقديم مشاريع في حالة سمعها لطرح افكار في اي مشروع. وردا على سؤال حول مشاريع وزارة المواصلات وحجم الاستثمار بها قال معاليه ان ميزانية مشاريع الوزارة ستبلغ العام الحالي في حدود خمسة مليارات درهم حيث تشتمل مشاريع تطويريه عديدة موضحا ان لدى الوزارة مشاريع حيوية منها الكابلات البحرية والربط مع اوروبا وشرق آسيا وتوسيع شبكات الاتصالات الى جانب المشروع الحيوي الهام وهو مشروع (الثريا) . النمو لن يتأثر من جانبه توقع الشيخ سلطان بن صقر القاسمي عضو مجلس ادارة شركة دبي للاستثمار ان يحقق اقتصاد الدولة نموا مضطردا خلال السنوات المقبلة بفضل السياسة الحكيمة التي تتبعها الامارات في الاسواق العالمية وارتباطها بالمتغيرات الاقتصادية الحالية معربا عن اعتقاده ان نمو الامارات الاقتصادي لن يتأثر بالمؤثرات الخارجية خاصة فيما يتعلق بانهيار الاسواق العالمية وذلك بفضل الدعم الخاص من رجال الاعمال بتفضيل الاستثمارات المحلية على الاستثمارات الخارجية وعدم الارتباط بالتقلبات في الاسواق الاسيوية. واضاف ان ملتقى الامارات الدولي في دورته الخامسة حافل بالعديد من القضايا والمناقشات العالمية التي يمكن الاستفادة منها في ظل المتغيرات الدولية فالتجارب التي تعرض في هذا الملتقى ستعود بالفائدة على القطاع الاقتصادي بالامارات. أفكار وتجارب في الاطار نفسه قال الشيخ طارق بن فيصل خالد القاسمي ان هذا التجمع الدولي يطرح افكارا وتجارب يمكن الاستفادة منها وذلك من خلال تبادل الاراء والمعلومات ويعتبر الملتقى خطوة ممتازة من حكومة دبي مشيرا إلى ان مشاركة مهاتير محمد في هذا الملتقى ستعطي فرصة للاطلاع على اراء رئيس وزراء ماليزيا حول الاقتصاد الماليزي واخر التطورات في الاسواق الاسيوية خاصة ان وسائل اعلام عديدة حملته جزءا من اسباب الخسارة في تلك الاسواق. واكد الشيخ طارق القاسمي ان سوق الامارات يشهد طفرة كبيرة في الشركات المساهمة وهي ظاهرة صحية تعود بالفائدة على صغار المستثمرين الذين لايستطيعون انشاء كيانات اقتصادية مما يمنحهم الفرصة للمشاركة بنمو اقتصاد الدولة مؤكدا ضرورة وجود سوق الاوراق المالية بالامارات في الوقت الحالي وذلك لتعزيز مراكز الشركات المساهمة العامة والحفاظ على مصلحة السوق. الشركات العائلية من جانبه قال عامر عبدالجليل الفهيم عضو مجلس ادارة مجموعة شركات الفهيم على هامش الملتقى ان الشركات العائلية بالدولة بحاجة الى التحول الى المساهمة العامة فهذا التحول سوف يحافظ على استراتيجية تلك المؤسسات ضمانا لاقتصاد قوي الى جانب الحفاظ على مصلحة المستهلكين بشأن استمرارية الخدمات المقدمة لهم من تلك المؤسسات التجارية. واكد الفهيم ضرورة التحول الى اندماج البنوك حيث ايد ما دعا اليه بنك دبي الوطني مؤخرا في هذا الشأن مشيرا الى ان هذه الخطوة ستؤدي الى ايجاد كيانات كبيرة وضخمة على المستوى الاقليمي والعالمي اسوة بما يحدث في العالم من دمج بنوك قوية سعيا منها لتعزيز معايير المنافسة لديها. وكشف الفهيم من ان المجموعة تسعى حاليا لطرح جزء من شركة الفنادق للاكتتاب العام وذلك في ظل التوجه للمساهمة العامة لتنمية مقدرتها التنافسية بالسوق حيث من المتوقع اطلاق هذه الخطوة قبل نهاية العام الحالي. مدرسة للفندقة وعلى هامش الملتقي قال عيسى كاظم مدير ادارة البحوث والدراسات بدائرة التنمية الاقتصادية في حكومة دبي ان الوضع الاقتصادي للامارة سواء التجاري او المصرفي مبشر بالخير حيث حققت تلك القطاعات نموا جيدا في السنوات الخمس الماضية. وردا على سؤال حول الخطة الاستراتيجية التنموية لامارة دبي قال ان تنفيذ المشاريع بهذه الخطة يحتاج الى جهود من القطاع الخاص وبالتالي الى الوقت الكافي لتحقيق ذلك مشيرا الى ان الدائرة تعكف حاليا على اعداد مشاريع عديدة لطرحها للقطاع الخاص لتنفيذها بالمرحلة المقبلة وعلى رأسها دراسة خاصة بانشاء مدرسة للفندقة حيث ستشهد, المرحلة المقبلة طرح هذه الدراسة على القطاع الفندقي لمبادرته بتنفيذها. وقال ان الامارة حققت خلال السنوات الماضية استثمارات تعدت الارقام المستهدفة ضمن الخطة حيث تجاوزت الـ 24 مليار درهم في السنوات الماضية وكان الرقم المستهدف في تلك الفترة 16 مليار درهم مما يبشر بتحقيق معادلات عالية خلال السنوات المقبلة. واستبعد كاظم اي تأثيرات تذكر لما حدث في الاسواق الاسيوية من انهيارات لارتباط الاستثمارات الوطنية بالصبغة المحلية وعدم المجازفة الدولية في اسواق ذات مخاطرة عالية مشيرا إلى ان الامارة شهدت نموا كبيرا في السنوات الماضية سواء على الصعيد السياحي أو المواصلات أو العقارات التي حققت معدلات عالية من النمو. القطاع العقاري وعلى صعيد المتعاملين بالقطاع العقاري ومدى استفادة الامارة من النمو الحاصل في الانشطة الاقتصادية المختلفة قال احمد شريف رئيس مجموعة بوالسلاح العقارية ان النمو الاقتصادي الذي تشهده الامارة كان المستفيد الاول منه قطاع العقارات خاصة ان الاستثمارات تدفقت بشكل كبير على الانشاءات التجارية والسياحية والمرافق الترفيهية مما دعم هذا القطاع بشكل كبير في الآونة الاخيرة. وقال ان العائد من الاستثمار العقاري بالدولة هو الاعلى عالميا حيث يتراوح ما بين 10 و12% مقارنة بمعدلات تتراوح ما بين 4 و8% عالميا مشيرا إلى ان وجود الطلب الكبير على العقار بالدولة مع قلة العروض ادى بدوره إلى تحقيق عائد اعلى من الاسواق العالمية متوقعا تحقيق هذا المعدل خلال السنوات المقبلة.

Email