محمد بن راشد في ملتقى الامارات الدولي: الامارات تشيد بما حققه الشعب الماليزي الصديق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع ان الامارات وماليزيا تتشابهان في كثير من الامور, حيث مر البلدان بظروف تاريخية من الناحيتين السياسية والاقتصادية تكاد تكون متشابهة, ولقد استطاعت الامارات بعد ان حققت استقلالها السياسي والاقتصادي ان تخطو خطوات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنويع مصادر الدخل القومي والارتقاء بشأن المواطن وتمكينه من تحقيق السيطرة الوطنية وأضاف سموه في الكلمة التي القاها معالي احمد حميد الطاير وزير المواصلات نيابة عن سموه امام القمة السنوية لملتقى الامارات الدولي مساء امس بحضور دكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ان دولة الامارات لا يسعها الا ان تشيد وتنظر باعجاب الى ما حققه الشعب الماليزي الصديق من تقدم ونمو خلال العقود الثلاثة الماضية وان تنظر بكل الاعزاز والتقدير لقيادة د. مهاتير لتلك التحولات العظيمة والمواقف الصلبة له في الدفاع عن المصالح والقضايا الاقتصادية للدول النامية والتنبيه الى المخاطر التي قد تشكلها سياسات العولمة وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات والاحتكارات الدولية من هيمنة اقتصادية لا تراعي ظروف العديد من الدول النامية ومراحل نموها ومكوناتها الاجتماعية والاقتصادية وتلك مواقف تستحق منا كل الدعم والمساندة. وقال الطاير انه يسعدني ان اتقدم نيابة عن مجلس محافظي الملتقى بوافر الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لرعاية سموه لهذا الملتقى, كما ان الشكر موصول للفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد على اهتمامه ورئاسته لفعاليات هذا الملتقى. ووجه الطاير باسم سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحية وترحيبا للدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا بتفضله بالتحدث امام الملتقى رغم مشاغله ومهامه الكبار, نظرا لان وجوده اليوم في دبي له دلالة كبيرة على عمق العلاقات القائمة بين الامارات وماليزيا في مختلف المجالات. واكد ان حديثه يتسم بالاهمية البالغة في هذه المرحلة الحاسمة التي يجتازها العالم وهو يستشرق القرن الواحد والعشرين وينهض عن كاهله قرنا كان مليئا بالاحداث السياسية والاقتصادية الجسام والتي اجتاز فيها العالم حربين عالميتين وحربا باردة, والعديد من الحروب الاقليمية وشهد الظهور والافول للعديد من النظم الاقتصادية والسياسية, كما خاضت دول العالم الثالث حروب التحرر الوطني ضد قوى الهيمنة والاستعمار. وشهد العالم تطورا اقتصاديا واجتماعيا وثورة علمية في مختلف المجالات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية جمعاء. واضاف ان حياة الامم والشعوب العظيمة وفي مراحل نموها وتقدمها مصاعب وتحديات, ولكن ايمانها بقدرها وبعدالة قضاياها وقضايا العدل وبحقها المشروع في التقدم والرقي لا يثنيها عن الوقوف بصلابة في مواجهة تلك التحديات, والانطلاق منها الى تحقيق أهدافها. مشيرا الى ان ملتقى الامارات يأتي في هذا السياق ليكون مناسبة لاستعراض ما تحقق من انجازات على ارض الامارات, في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية, وهو مناسبة كذلك للتعرف على اسهاماتكم الفكرية والعلمية والاستفادة منها بغية تحويلها الى اهداف وبرامج عمل, كما ان هذا الملتقى يعد مناسبة طيبة لاستشراف افاق المستقبل بكل امكانياته وتحدياته. واوضح ان الاوضاع الاقتصادية للدولة قد تأثرت في عام 1997م بالعديد من التطورات المحلية والعالمية, التي انعكست اثارها على النمو الاقتصادي فانخفضت اسعار البترول عام 1997 بنسبة 8% عن مستوياتها في عام 1996م مما ترتب عليه انخفاض العائدات النفطية بنسبة 9% وبالتالي انخفاض حصة القطاع النفطي من الناتج المحلي الاجمالي. ونتيجة للتغيرات الهيكلية الايجابية التي حدثت في الاقتصاد المحلي في السنوات الماضية, قد حدت كثيرا من التأثيرات السلبية للعائدات النفطية على القطاعات الاقتصادية الاخرى, كما استمر النمو في معظم القطاعات الاقتصادية وبالاخص القطاع المالي وقطاعات الصناعات التحويلية والتجارة وقطاعي السياحة والعقار. وتشير التقديرات الاولية الى ان الناتج المحلي الاجمالي بالاسعار الجارية ارتفع بنسبة 2% في عام 1997 مقارنة بعام 1996م ليصل الى 176 مليار درهم. وارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية لتصل الى 122 مليار درهم وبنسبة 70% مقابل 67% عام 1996م, اي ان نسبة النمو في القطاعات الاقتصادية غير النفطية بلغ 5%. اما فيما يتعلق بالقطاع النفطي, فقد انخفضت مساهمته الى 54 مليار درهم مقابل 57 مليار درهم في عام 1996م ليشكل 30% من اجمالي الناتج المحلي لعام 1997م, مقابل 33% في عام 1996م. واضاف ان تلك البيانات تشير الى ان الاقتصاد المحلي اصبح يتمتع بمرونة اكبر من الاستجابة للتطورات الجارية والتعامل مع التقلبات المستمرة في اسواق النفط العالمية. ونتيجة لذلك, فقد حقق قطاع الصناعات التحويلية نسبة نمو بلغت 10%, وخاصة بعد بدء الانتاج في العديد من الصناعات الجديدة, مما أدى الى ارتفاع القيمة المضافة في هذا القطاع الاقتصادي الهام الى 19.7 مليار درهم في العام الماضي, مقابل 17.9 مليار درهم في عام 1996م, كما ارتفعت مساهمة قطاع الصناعات التحويلية الى 11% من اجمالي قيمة الناتج المحلي, مقابل 10% في عام 1996م. ومن جهة اخرى حقق قطاع المؤسسات المالية والمصارف والتأمين نموا بنسبة 6% وبلغ 10.3 مليارات درهم وبنسبة 5.8% من اجمالي الناتج المحلي في عام 1997, وكان للاداء الجيد للمصارف التجارية على الرغم من التراجعات التي شهدتها اسواق المال العالمية اثرا ايجابيا فيما حققه هذا القطاع من تطور, كما عززت المصارف الوطنية نسبة ملاءتها لتصل الى 17%. واستمر تطور دور دولة الامارات في التجارة الاقليمية, مما انعكست اثاره على مساهمة قطاع التجارة في الناتج المحلي الاجمالي لتبلغ نحو 18.4 مليار درهم في عام 1997م, مقابل 17.3 مليار درهم في عام 1996م, ولتشكل ما نسبته 10.5% من اجمالي قيمة الناتج المحلي, مقابل 9.9% في عام 1996م. وفي المقابل تطورت بقية القطاعات الاقتصادية غير النفطية بنسب نمو متوازنة. رؤية مهاتير للأزمة الآسيوية وقال سليمان المزروعي منسق عام ملتقى الامارات ان دبي انجزت العديد من النجاحات في ظل سياسة اقتصادية واضحة المعالم. مؤكدا خلال تقديمه للدكتور مهاتير محمد انه ما من شك ان الجميع يقدر قدرات رئيس الوزراء الماليزي الاقتصادية ومواجهته للتحديات والمتغيرات العالمية برؤية شاملة لصالح اقتصاد بلاده. وفي بداية كلمته اكد مهاتير بن محمد رئيس وزراء ماليزيا في خطاب تاريخي امس بدبي ان الدول الآسيوية اتخذت تدابير سريعة وعاجلة لتدارك اوضاعها الاقتصادية بعد الازمة التي مرت بها الاسواق معربا عن امله في ان تتجاوز تلك النمور الآسيوية ازمتها حيث سيحتاج الامر الى وقت لتحقيق ذلك الهدف. واشار رئيس وزراء ماليزيا في خطابه امام ملتقى الامارات الدولي امس بحضور الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع الى ان تلك التدابير ستشتمل على تخفيض الانفاق وجذب المزيد من الاستثمارات الجادة لتلك الدول بشكل عام وماليزيا بشكل خاص الى جانب التعامل في مجال الاستيراد بالعملة المحلية بدلا من العملة الصعبة التي تحتاجها الدولة في هذه الفترة. واوضح ان بلاده تمر بأزمة حقيقية بسبب المشاكل المالية التي تعرضت لها الاسواق الآسيوية بسبب تحركات قوى السوق والتي دخلت بالشركات لبيع اسهمها لتحقيق الارباح مما اوجد ازمة حقيقية مشيرا ان حدوث ازمة لدولة قد لا يؤثر على الاقتصاد العالمي ولكن حدوث ازمة لمنطقة بكاملها فهذه يشكل ضرب للاقتصاد العالمي. واكد ان مساعدات صندوق النقد الدولي لن تكون (المنقذ) الرئيسي لاقتصاديات تلك الدول وانما البدائل التي اتخذتها الدول ذاتها من شأنها تجاوز الازمة مشيرا الى ان تجاوز الازمة لن يعيد النمور الآسيوية كما كان يمكن سابقا حيث ان ذلك يحتاج الى فترة طويلة من الزمن. وقال ان العملة الماليزية (الرنجيت) فقدت ما نسبته 60^ من قيمتها مقابل الدولار, حيث انخفضت قيمته من 2.5 رنجيت للدولار الامريكي الواحد الى 4 رينجات للدولار الواحد موضحا (ان ماليزيا كانت تستورد ما قيمته 80 مليار دولار امريكي, بينما انخفض الاستيراد التى 48 مليار دولار امريكي مما يعني خطورة حقيقية للاقتصاد الماليزي بأسره. واشار الى ان القيمة الرأسمالية للاسهم انخفضت من 400 مليار دولار امريكي بالنسبة لتداول الاسهم في السوق الماليزية الصغيرة محققة خسائر تقدر بالزمن 200 مليار دولار, واصفا النمور الآسيوية التي كانت قبل 8 اشهر بالقطط الصغيرة التي ستعود لتحتل مسؤوليتها والتعرف على اخطائها لتجاوز هذه الازمة. واكد رئيس وزراء ماليزيا ان لدى الدول الآسيوية استثمارات مالية ضخمة في الخارج وهذه الاستثمارات من شأنها ان تساعد على حل جزء من الازمة في حالة عودتها الى الدول الام مشيرا الى ان هناك مؤشرات تحسن تشهدها الاسواق الاسيوية في الوقت الحالي بفضل سرعة تدارك الازمة خاصة ان بعض القطاعات استفادت من انخفاض العملة في ماليزيا محققة بذلك ارباحا تقدر نسبتها بـ 100%. واوضح ان 70% من صادرات ماليزيا سابقا كانت تتم عن طريق العملة الصعبة وان 18% من التجارة تتجه للولايات المتحدة مشيرا الا ان ماليزيا سوف تعتمد بالمرحلة المقبلة على العملة المحلية. ورحب مهاتير محمد بالاستثمارات الاماراتية الجادة في ماليزيا فبلاده تشجع على الاستثمار هناك وذلك من خلال القوانين الاستثمارية المثالية التي تتمتع بها ماليزيا مشددا على الاستثمار الجاد وعدم السعي نحو تحقيق الربح السريع في التداول بالاسهم. واشار الى ان الاسعار المالية للاسهم لا تنم عن حقيقة قيمة اسهم الشركات والمستثمر الذي يريد الربح السريع هو مرفوض فماليزيا تحتاج الى الاستثمار الجاد. واكد ان اخلاقيات العمل الآسيوي ترفض كافة الطرق التي تؤدي الى افقار البشرية وهي تحث على الثراء فالخروج من الازمة الحالية سوف يدعم توجه النمور الآسيوية نحو اثراء المجتمعات الفقيرة ومساعدتها على النهوض من حالات الفقر التي تعيشها. وقال رئيس وزراء ماليزيا ان افراد المجتمع مدركون لحقيقة المشكلة وهم يساهمون بجد وقوة في الخروج من الازمة مؤكدا ان بلاده تؤمن بتأهيل كافة افراد المجتمع للمساهمة في نموه وخروجه من الازمة وبوجه الخصوص المرأة التي قد تعمل افضل من الرجل خاصة ان نصف شعب ماليزيا من النساء. وردا على سؤال حول منظمة التجارة الدولية وتأثيراتها قال رئيس وزراء ماليزيا ان هذه المنظمة تعتبر جيدة للغاية وهي تمثل الجميع في اطار دولي مشددا على ضرورة فتح الاسواق على مصارعيها امام هذه السوق الا في حالة تهيئتها بشكل كامل لتقبل تحديات هذه المنظمة مشيرا الى ان ماليزيا رفضت الخضوع لبعض المطالبات التي ارتبطت بسيادتها فنحن نحترم الحريات والديمقراطيات ونرفض اي تدخل في شؤوننا الداخلية.

Email