تحليل اقتصادي: رئاسة البنك الأوروبي وصراع فرنسا وألمانيا: لاهاي ـ سعيد السبكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترددت في الأوساط السياسية أنباء عن توصل كل من فرنسا والمانيا الى اتفاق ودي بانهاء الصراع حول مرشحية رئاسة البنك المركزي والاتفاق على اختيار المرشح الهولندي داوسنبرج لمدة ثماني سنوات مقبلة على أن يليه في المنصب المرشح الفرنسي ترايشت في الثمانية أعوام المقبلة, في حين نفى متحدث رسمي باسم الحكومة الهولندية التصريحات الالمانية بانتهاء الصراع بينها وبين فرنسا على المرشح لرئاسة البنك المركزي الاوروبي. وأكد المتحدث إن هولندا ليس لديها علم بأي موافقة المانية فرنسية على اختيار الهولندي فان دوسنبرج مرشح الحكومة الهولندية والذي يرأس حاليا معهد وحدة النقد الاوروبي, وأن الخلاف لايزال قائما بين هولندا وفرنسا التي ترغب في اسناد المنصب لمرشحها الفرنسي ترايشت, وأعرب المتحدث الرسمي في نفس الوقت عن أمله ان يكون خبر الاتفاق صحيحا وان كان لا يعلم عنه الاتحاد الاوروبي شيئا حتى الآن. وكانت صحيفة الرأي الألمانية (فوكس) قد نشرت خبرا يتضمن تصريحات سياسية المانية عن اتفاق الماني فرنسي حدث بشكل مفاجىء حول المرشح الهولندي وقبول تعيينه في منصب رئاسة البنك المركزي لمدة ثماني سنوات, على أن يتولى المرشح الفرنسي ترايشت الأعوام الثمانية التالية. وقد شهدت الأشهر الأخيرة خلافا حادا وانقساما بين دول الاتحاد الأوروبي على اختيار رئيس البنك المركزي الأوروبي بسبب اشتعال الصراع الفرنسي والهولندي على الفوز برئاسة البنك الاوروبي اذ وقفت المانيا وايطاليا بجانب هولندا, في حين وقفت دول أخرى بجانب فرنسا وان كان بشكل غير معلن, وتجددت مع المنافسة تفاصيل أزمة سياسية جديدة بين باريس ولاهاي العاصمة السياسية لهولندا, أعلنت كل من العاصمتين حربا دعائية مضادة ومتبادلة كل ضد مرشح الاخرى فقد أعلن (صلم) وزير المالية الهولندي ترشيح فرنسا لــ (ترايشت) بأنه تصرف يسيىء لاستقرار عملة الأورو, وسيؤدي لفقدان ثقة المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي في العملة الموحدة, كما سيحيط مشروع البنك المركزي بكثير من الشكوك وسيضع علامات استفهام حول خطة الاتحاد الأوروبي السياسية والاقتصادية, وأكد ان المرشح الفرنسي سينفخ في مزمار السياسة الفرنسية ليرقص عليها ساسة الاتحاد الأوروبي. وقد كثف فيم كوك رئيس الوزراء وهانس فان ميرللو وزير خارجيته وصلم وزير المالية مساعي تدعيم العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي في هذا الشأن وعمل الدعاية اللازمة لتأكيد أن ترشيح داوسنبرج لرئاسة البنك المركزي إنما يأتي من منطلق الحيادية الهولندية التامة, واستنادا على خبرة داوسنبرج, والذي تعتبره هولندا المرشح النموذجي لهذا المنصب, فهو رئيس معهد وحدة النقد الذي يعد ويمهد لاقامة البنك المركزي الاوروبي, كما كان رئيسا للبنك المركزي الهولندي وأثبت طوال فترة عمله حياديته وكفاءته وخبرته الطويلة وقد حمل (دي موند فراند) السفير الفرنسي في لاهاي عبء الحرب الدعائية في هولندا, وتفنيد الادعاءات التي تستند عليها الأخيرة لهدم المرشح الفرنسي (ترايشت) , إذ أعلن فراند أن فرنسا في طريقها لتحسين الاقتصاد الداخلي وخفض تضخم وزيادة فرص العمل, وهذا على النقيض مما تدعيه هولندا, وأن بلاده تستثمر الكثير في هولندا كنوع من التهديد الاقتصادي لهولندا, وأن القاعدة الاقتصادية في فرنسا لها مؤشرات جيدة, وتؤكد ان المرشح الفرنسي لديه خبرة كبيرة في عالم المال والبنوك, ويمكنه رئاسة البنك المركزي الاوروبي بجداره, فقد كان أحد قادة البنك الفرنسي منذ عام ,93 وهذا البنك مستقل تماما عن الحكومة الفرنسية, مما يضمن معه حياديته وعدم تأثره بالسياسة الفرنسية, ولن يتغير الأمر عند توليه المنصب الجديد. وترى فرنسا ان وجود هولندا على رأس البنك المركزي الاوروبي سيزيد من نفوذ ألمانيا ضد فرنسا.

Email