افتتاح اول مصنع عماني سعودي لتعليب التونة في مسقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة تؤكد اهمية وضرورة توسيع نطاق التعاون بين القطاع الخاص في دول مجلس التعاون تم امس الاول (السبت) في مسقط افتتاح احدث واكبر مصنع لتعليب التونة في دول المجلس وفي المنطقة العربية وذلك في منطقة الرسيل الصناعية على مشارف العاصمة العمانية . وقد جاء هذا المشروع ثمرة للتعاون والرغبة في استغلال الموارد المتاحة في دول المجلس ومنها الثروة السمكية المتوفرة بكثرة في سلطنة عمان حيث تمتد السواحل العمانية الى نحو 1700 كيلومتر على الخليج وخليج عمان وبحر العرب. وقد تم تأسيس الشركة العمانية لتعليب المواد الغذائية (شركة مساهمة محدودة) في عام 1993 برأسمال قدره 3.5 ملايين ريال عماني اي ما يعادل نحو تسعة ملايين دولار امريكي بواسطة خمسة مؤسسين, اثنين عمانيين وثلاث سعوديين للعمل في مجال تعليب التونة التي تتوفر بكثرة في الشواطىء العمانية وذلك من اجل انتاج وتصدير هذا المنتج الذي يوجد مشروع واحد مناظر له في المنطقة العربية هو مصنع تعليب السردين في المغرب. وقد استفاد المشروع بالتالي من تضافر الثروة السمكية من ناحية وخبرة المؤسسين في مجال تسويق الاسماك المعلبة من ناحية ثانية, كما استفاد من وجود بعض مصانع الاسماك الاخرى في منطقة الرسيل الصناعية وهي اكبر منطقة صناعية في السلطنة. وتقدر الطاقة الانتاجية للمصنع بـ12 ألف طن مترى من اسماك التونة سنويا يتم انتاجها في شكل 900 الف طرد يحتوي كل منها على 48 علبة يتراوح وزنها بين 110 جرامات وبالتالي يصل الحجم الاجمالي للانتاج الى نحو 51.8 مليون علبة سنويا. وتجدر الاشارة الى ان عملية الانتاج يراعى فيها الالتزام بالمواصفات القياسية الاوروبية واليابانية كما ان التونة مطبوخة في زيت عباد الشمس الخام من الكولسترول والمنقى والمصفى مرتين. ويتم انتاج لحم التونة من اسماك الاصغر, والوئاب المتوفرة بكثرة في منطقة الباطنة والمنطقة الشرقية في سلطنة عمان, والى جانب توفر وحدتين للتجميد وثلاث غرف تبريد بطاقة قدرها 5600 طن متري من التونة في المصنع, فان الشركة مزودة بمعدات قادرة على التعامل مع تسويق الاسماك الطازجة والمجمدة ايضا. وتجدر الاشارة الى ان السلطات العمانية كانت قد اصدرت في العام الماضي شروطا لانتاج وتسويق وتصدير الاسماك في السلطنة وتقوم بمتابعة الالتزام بها حفاظا على جودة المنتجات العمانية وما تتمتع به من شهرة في مجال انتاج وتصدير الاسماك بعد ان حققت الاكتفاء الذاتي منها. من جانب اخر فان انتاج المصنع ثم حجزه بالكامل تقريبا لتصديره الى الاسواق الامريكية, مع اتجاه جزء من الانتاج الى اسواق دول المجلس التي تستورد كميات غير قليلة من الاسماك المعلبة ومنها التونة سنويا. ومن الاهمية بمكان الاشارة الى ان الشركة العمانية السعودية لتعليب المواد الغذائية ليست المشروع الوحيد المشترك بين السلطنة ودولة اخرى من دول المجلس, فهناك على سبيل المثال شركة عمان والامارات القابضة للاستثمار وهي شركة عملاقة تعمل منذ بضعة سنوات في كل من مسقط وابوظبي وتباشر مجموعة مشروعات كبيرة في عدد من مجالات الاستثمار, وهو ما يؤكد قيمة وفاعلية التعاون بين القطاع الخاص في دول المجلس لتحقيق المصلحة المشتركة وتشييد مشروعات كبيرة. مسقط ـ البيان

Email