أسواق المال العالمية: فضيحة كلينتون تؤدي لهبوط الدولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت اسواق السلع هي الضحية الاكبر في الاسواق المالية منذ بداية العام الحالي بينما ظهر ان النفط هو (الرجل المريض) بعدما هبطت اسعاره الى ادنى مستوى منذ حوالي اربع سنوات. من جهة اخرى اثرت الفضيحة الجديدة الخاصة بالرئيس الامريكي بيل كلينتون حول علاقته بشابة كانت تعمل في البيت الابيض على الدولار والسندات الامريكية وخسر الدولار نحو أربعة ينات امام العملة اليابانية خلال الاسبوع الماضي بينما خسرت اسعار السندات الامريكية مدة ثلاثين عاما اكثر من نقطة كاملة مما ادى الى ارتفاع الفائدة عليها الى 951.5%. وفي اسواق السلع فانه اضافة الى النفط ما زال الذهب يعاني من ضغوط رغم ارتفاعه في الاسبوع الماضي بينما اسعار البن والكاكاو تبدر مهتزة. وقد تراجع سعر خام برنت البريطاني يوم الخميس الماضي الى 78.14 دولارا للبرميل وهو أدنى سعر منذ 45 شهرا قبل أن يرتفع قليلا يوم الجمعة الى 89.14 دولارا للبرميل تسليم مارس بهبوط 49.0 سنتا امريكيا خلال الاسبوع, بينما هبط سعر خام دبي الى 7.12 دولارا للبرميل. وتبدو الصورة شديدة التشاؤم حاليا بالنسبة الى اسعار النفط العالمية بما يخالف تماما توقعات المحللين في اواخر 1997 بان اسعار النفط ستدور حول 17 و22 دولارا في عام 1998. وهبطت الاسعار قرابة 30% منذ اجتماع اوبك الأخير في اواخر العام الماضي. وهناك عدة عوامل وراء الأزمة الحالية في اسعار النفط بينها الشتاء الدافىء في النصف الشمالي للكرة الارضية, وتأثيرات الأزمة المالية في آسيا التي ستؤدي الى انخفاض نمو الطلب هناك على الطاقة, خاصة مع انباء عن عدم قدرة بعض الاقتصاديات على الحصول على فتح خطوط ائتمان لتمويل واردات نفطية. لكن اهم الاسباب هي الفائض الموجود حاليا في الاسواق والذي يقدره المحللون بنحو 800 الف برميل يوميا, ويرى المحللون ان قرار اوبك في نوفمبر الماضي بزيادة الانتاج من 25 الى 5.27 مليون برميل يوميا استقبلته الاسواق بشكل سيء في حين أن انتاج المنظمة في الربع الاخير من العام الماضي يقدر بـ 7.27 مليون برميل يوميا وهو ما يزيد 7.1 مليون برميل يوميا عن الربع الاخير لعام 1996. وفي الوقت ذاته حدثت زيادة في الانتاج من قبل المنتجين خارج اوبك بما يجعل الزيادة الاجمالية في الضخ في السوق وفقا لاكثر التقديرات محافظة تصل الى 7.2 مليون برميل يوميا. يضاف الى ذلك ان فنزويلا اعلنت في منتصف يناير الحالي انها ستتجاوز حصتها بنسبة 42% بينما قال رئيس شركة النفط الوطنية هناك انه لا يعتبر اسعار النفط مشكلة فنزويلية. واضافة الى فنزويلا هناك دول اخرى في اوبك تتجاوز حصتها بدون اعلان. والعامل الآخر الذي يؤثر على الاسعار هو العراق ويجعلها اكثر اضطرابا, فهناك تقارير شبه مؤكدة عن ان الامم المتحدة ستمسح للعراق بزيادة مبيعاتها النفطية وفقا لاتفاق النفط مقابل الغذاء من ملياري دولار كل ستة اشهر حاليا الى 3 مليارات دولار, ولا ترتبط مبيعات النفط العراقية بالحصص فهو ينتج اي كمية باي سعر حتى يحصل على رقم العائدات المحدد له. ويقول المحللون إن الاسعار ستهبط بشكل اكبر الى حدود غير متوقعة لو زادت كميات النفط العراقية المسموح ببيعها الى ما يوازي 3 مليارات دولار كل ستة اشهر. والبدائل هي ان تستقر الاسعار عند متوسطها الحالي البالغ 14 دولارا للبرميل اذا استمرت مبيعات العراق في حدود ملياري دولار كل ستة اشهر بينما سترتفع الى مستوياتها السابقة عند حدود 18 دولارا لو لم ينتج العراق لسبب او آخر. ويعتقد المحللون ان الازمة في آسيا ستؤدي الى انخفاض الطلب بحدود 400 الف برميل يوميا. وأثر هبوط اسعار النفط العالمية سلبيا على اسهم شركات النفط البريطانية اذ هبط سهم بريتيش بتروليوم بنسةب 24.4% وسهم شل بنسبة 97.3%. وتترقب الاسواق الاجتماع الطارىء للجنة المراقبة في اوبك اليوم الاثنين, وسط آمال ضعيفة في ان يتمكن الاجتماع من ارسال رسالة ايجابية الى السوق. وكان الذهب هو المستفيد الوحيد من الفضيحة الجديدة التي يتعرض لها الرئيس الامريكي كلينتون مع تراجع الدولار اذ اشترت صناديق استثمار أمريكية الذهب بكثافة مما ادى الى رفع سعره 10.8 دولارات خلال الاسبوع الماضي معظمها في نهاية الاسبوع الى 75.297 دولارا للبرميل, ورغم ذلك مازال الذهب في ادنى مستوياته منذ حوالي 18 عاما. وارتفع سعر الالمنيوم 5.24 دولارا خلال الاسبوع الماضي في الصفقات الفورية الى 1521 دولارا للطن. وتبدي الاسواق المالية مخاوفها من ان تزيد أزمة اسعار النفط والسلع الاولية متاعب الاسواق الناشئة خاصة في أمريكا اللاتينية والشرق الاوسط وافريقيا. وهبط مؤشر جولدمان ساكس للسلع الاولية الى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات الى 2.167 نقطة قبل ان يرتفع الى 169 نقطة في نهاية الاسبوع مدعوما بمكاسب حققتها السلع الزراعية في الآونة الاخيرة. ومن تفاعلات التدهور في اسعار النفط حدوث مضاربات على الريال السعودي بينما ستتضرر فنزويلا التي يشكل النفط 77% من صادراتها. وتعاني شيلي من هبوط اسعار النحاس الى أدنى مستوياتها في اربع سنوات. ووجه هبوط الاسعار مصحوبا باعتماد شيلي على الاسواق الاسيوية ضربة قوية لعملتها (البيزو). وكان النحاس قد انهى التعاملات في الاسبوع الماضي على سعر 5.1713 دولارا للطن بانخفاض دولارين خلال الاسبوع. وسيتأثر اقتصاد جنوب افريقيا بانخفاض اسعار النحاس وكذلك بضعف أسعار الذهب الذي يشكل خمس صادراتها, وكذلك بتدهور اسعار الماس الذي ادى الى تراجع سهم شركة دي بيرز 50% منذ اغسطس الماضي. بالنسبة الى الاسهم العالمية فان المستثمرين في (وول ستريت) كانوا في انتظار اكتمال اعلان الشركات الامريكية من أرقام أرباحها في الربع الاخير من العام الماضي. وحتى الآن فان الاعلانات لم تقدم اتجاها واضحا يمكن ان تسترشد به السوق لمعرفة ما اذا كانت الازمة في اسيا قد اثرت على ارباح الشركات الامريكية نتيجة انخفاض الصادرات, وهناك شكوك في ان الشركات التي اصدرت تحذيرات بارباح اقل من المتوقع قد تكون تستخدم الأزمة الاسيوية كعذر لاخفاء الأداء السيء لها. وفي الاسبوع الماضي كانت توقعات المحللين ان تنمو ارباح شركات مؤشر اسهم ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 8.7% في الربع الاخير من العام مقارنة بتوقعات سابقة بان يتجاوز نحو 13%. وخلال الاسبوع الماضي بدأ مؤشر داو جونز بارتفاع 7.61 نقطة ليرتفع في اليوم التالي 5.119 نقطة ثم يتراجع 5.63 نقطة يوم الخميس و14.30 نقطة يوم الجمعة ليقفل على مستوى 74.7700 نقطة. وفي لندن خسر مؤشر فايننشال تايمز المؤلف من 100 سهم رئيسي 7.81 نقطة خلال الاسبوع ليقفل على مستوى 4.5181 نقطة. في آسيا ارتفعت الاسهم اليابانية في طوكيو 6.4% خلال الاسبوع ليقف مؤشر نيكي 5 المؤلف من 225 سهما ممتازا على 16402 نقطة مع تشجع السوق بسبب تكهنات عن خطط تحفيز اقتصادي حكومية جديدة. وارتفعت الاسهم في بانكوك 8.10% خلال الاسبوع و9% في جاكرتا و305% في كوالالمبور في ماليزيا و7.1% في مانيلا و2.0% في هونج كونج. لندن ـ البيان

Email