دروس امريكية في (الحداثة) تعاون ميكروسوفت وآبل لغزو اوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ميكروسوفت الشركة الامريكية العملاقة التي تصنع الكمبيوترات, والتي تحتل المرتبة الاولى في العالم هبت لنجدة شركة (آبل) منذ أشهر , رغم انها المنافسة القوية لها. فقد استثمرت ميكروسوفت حتى الآن 150 مليون دولار للحصول على 6.5 بالمائة من اسهم شركة (آبل) . فقد اعلن ميكروسوفت جوبز, احد مؤسسي شركة (أبل) بان ميكروسوفت التي كانت شركة منافسة لم تدخل باسهم شركته فحسب بل اصبحت شريكة لها (بيل جيتسن) , مدير شركة ميكروسوفت وعد بطرح برنامج جديد من انظمة الكمبيوتر يكون شعبيا لدى الشركات في عام 1998, فيما تقدم شركة (آبل) مفتاحا الى الانترنيت. وستتعاون الشركتان المتنافستان على تطوير بعض التقنيات الجديدة مثل لغة جافا. إن استثمار ميكروسوفت اسهمها في (آبل) ناتج عن ازمة الاخيرة التي مثلت في تسريح 3300 عامل من عمالها خلال العام 1997. وعندما قامت ميكروسوفت باستثمار 150 مليون دولار في الشركة المنافسة (آبل) فانها لم تخسر شيئا ذلك لانها تتمتع باحتياطي مالي من السيولة النقدية يقدر بـ مليارات دولارات ... في الوقت الذي خسرت فيه (آبل) 1.6 مليار دولار عبر ثمانية عشرة شهرا. ان الفوائد التي جنتها ميكروسوفت من المشاركة باسهمها كثيرة, فان ذلك يضمن لها استخدام اجهزة كمبيوتر ماكنتوش التي تمثل 10 الى 15 بالمائة من المدخولات وصرح (بين والدمان) بأننا نمتلك ثمانية ملايين زبون يتعاملون مع اجهزة كمبيوتر ماكنتوش ونشعر بمسؤولية الواجب تجاههم. اضافة الى ذلك فان مساهمة اسهم ميكروسوفت ستجعل مديرها (بيل جيتس) لا يشعر بتأنيب ضمير فيما لو افلست شركة (آبل) لانه مد اليها يد العون وبالتالي بامكانه ان يضم زبائنها الى شركته. ويجري كل هذا الاعتناء بشركة (آبل) لانها من الشركات النادرة التي بامكانها ان تقدم بديلا لبرنامج ويندوز التابع لشركة ميكروسوفت, ذلك لان نظام ويندوز يغطي حوالي 80 بالمائة من اجهزة الكمبيوتر النقالة في العالم. وهناك شركات كثيرة تضررت من هذا التعاون بين ميكروسوفت وآبل مثل شركة netscape التي طورت برامجها مع الانترنيت. ويعود السبب في حركة ميكروسوفت وحيويتها على خارطة السوق العالمية الى الاموال الضخمة التي يمتلكها (بيل جيتس) مديرها. ففي عام 1997 طور الاساليب التكنولوجية الكمبيوترية المتصلة بالتلفزيون والانترنيت . فقد اشترت ميكروسوفت قبل اشهر ويب تي في نت وورك بمبلغ قدره 425 مليون دولار وكذلك قناة تلفزيونية تعمل (بالكيبل) بمبلغ يقدر بمليار دولار .. اضافة الى شراء حقوق ترخيص الفيديو على الانترنيت. وتبقى شركة (آبل) , رغم انها خسرت عشرة مليارات دولار, في غضون ثمانية عشر شهرا, الا ان مستخدميها يقدرون بـ 50 مليون شخص لانها قدمت لهم ثورة تكنولوجية هائلة في ميدان برامج الكمبيوتر. فقد خدمت (آبل) ما يمكن ان نطلق عليه الاسطورة في هذا الميدان. لانها هي الشركة الرائدة في تصنيع الكمبيوتر الشخصي. ولعل قصة نشوء هذه الشركة تثير الاعجاب فقد أسسها صديقان هما ستيف جويز, وستيفن ووزنياك بدأ عملهما في عام 1976, وكانا مولعين بالكمبيوتر ومشبعان بالنوازع الثورية السائدة في كاليفورنيا في سنوات السبعينات. فقد ارادا ان يصنعا جهازا لاستخدامهما الشخصي, وخصوصا في ميدان الاحصاءات والحسابات. وفي عام 1980 بدأت شركة (IBM) باطلاق ابحاثها وتعاونت مع شركة آبل التي اثبتت جدارتها في عام 1984, وهكذا ولد جهاز الحلم ماكنتوش MACINTOSH. لذلك فان هذه الشركة مرتبطة باذهان الناس بهذا الحلم, الا ان هذا النجاح لم يكن يخلو من الانفاقات اذ ان مديرها السابق ستيف جويز لم يستمع الى نصائح فريق المهندسين الذين نصحوه بضرورة تصنيع اجهزة الكمبيوتر ذات الطاقة القوية التي سبقتها الى تصنيعها شركة ميكروسوفت. وهكذا تناقصت المبيعات على الصعيد التجاري لدرجة ان مبيعاتها التي وصلت الى 12 بالمائة من السوق في بداية التسعينات وانخفضت الى 3.8 بالمائة في عام 1997. ولكن المولعين باجهزة (ماكنتوش) لا يريدون لهذه الشركة ان تختفي من السوق. ولكن ميكروسوفت معرضة للمخاطر بسبب الشركات الاخرى التي اطلقت قنوات الاعلام المتعدد وانترنيت من خلال اجهزة الكمبيوتر مثل شركة NETSCAPE لذا فكر بيل جيتز باطلاق مشاريعه في الستلايت. مما لا شك فيه, ان شركات اجهزة الكمبيوتر تغزو الآن ومنذ سنوات طويلة ليس اوروبا بل العالم باكمله, ولكن العجز الاوروبي يتمثل في الاتساع المتزايد لاستخدامات الكمبيوترات في الشركا الكبرى بينما ما تزال غير قادرة على تصنيع هذه الاجهزة الكمبيوترية بسبب ضخامة الاموال المستخدمة في استثماراتها. (بيل جييتس) مدير وصاحب شركة ميكروسوفت زار قصر الاليزيه منذ اشهر وسمح لنفسه ان يعطي دروسا في الحداثة والتحديث الى الرئيس الفرنسي. باريس : شاكر فوزي

Email