البلازما مادة تعقيم قيمة تساعد على التئام الجروح المزمنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكثر المراهم والمضادات الحيوية التي تباع في الأسواق لعلاج الجروح المزمنة، بيد أن استخدامها يكون أحيانا غير مجد بالنسبة لبعض المرضى.باحثون فيزيائيون تمكنوا من حلّ هذه المعضلة باعتماد طريقة بسيطة وفعالة!

توجد عوامل عديدة تؤثر على تأخر أو عدم التئام الجروح من بينها وجود باكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية التي تؤثر على قدرة الجسم على التئام الجروح بشكل طبيعي كما يرى أخصائي الجروح المزمنة الألماني جورج إيسباري. ويعتمد الأخصائي الألماني على تقنية البلازما الحديثة لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذا المرض، إذ تبين وفق العديد من الأبحاث الطبية أن البلازما المؤلفة من جزيئات مؤينة تستطيع قتل كافة أنواع الباكتيريا وخاصة المقاومة للمضادات الحيوية.

تقنية اتضح أنها قادرة على تعقيم الجروح وبالتالي التسريع في التئامها ثانية، وهو الأمر الذي دفع الباحثين لتطوير جهاز قادر على تعقيم كل ما يمكن تصوره، أي تعقيم الأيدي والأطعمة والأدوات الجراحية حسبما تؤكد يوليا زيمرمان من معهد ماكس بلانك للعلوم والأبحاث الفيزيائية. ومن خصائص هذا الجهاز قدرته على توليد البلازما الباردة، أي يتم توليد الغاز المؤين جزئيا. وإذا كان الجرح في اليد على سبيل المثال فإن الغاز يمكنه أن ينتشر في كل مكان بما في ذلك تحت الأظافر وفي الشقوق الصغيرة ويقضي على البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة على الجلد بحسب زيمرمان.

ولعل أهم ما يميز تقنية العلاج بالبلازما هو إمكانية علاج الجروح المستعصية التي يصعب علاجها بالمراهم ويفسر الطبيب إيسباري سبب ذلك بقوله " "تكون البلازما بحالة غازية وبذلك يمكننا الوصول إلى مناطق أصغر بكثير من المناطق التي نصل إليها بالسوائل والمراهم مثلا، أي أننا نستطيع الدخول إلى مناطق صغيرة جدا يمكن للبكتيريا التمركز فيها. والميزة الإيجابية من العلاج بالبلازما هي إمكانية الوصول إلى البكتيريا من عدة جهات".

وجدير بالذكر أن تطوير هذا التقنية جاء عن طريق الصدفة، فالبلازما هي عبارة عن مادة موجودة في النجوم والبرق، وعندما حاول بعض علماء الفيزياء الألمان إنتاج بلازما اصطناعية لمعدات في محطة الفضاء الدولية، اكتشفوا فوائد أخرى لها وهي أن البلازما مطهر قوي. وبالرغم من أن العلاج بواسطة البلازما مازال في بداياته، إلا أن الباحثين مقتنعون بفرص نجاح التقنية الحديثة.

د.ص/ط.أ DW

Email